يدرس “مجلس نواب ما بعد الانقلاب” في مصر مشروع قانون تقدّم به “ائتلاف دعم مصر”، (الظهير البرلماني للسيسي)، لتشديد عقوبة إهانة رئيس الجمهورية، لكن مواطنة مصرية استهجنت ما اعتبرته “تضييق السيسي على معارضيه”، ومحاولة منع معارضته بأي شكل، متسائلة: “فاكر نفسك الرسول؟”.
وتقدم رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب، كمال عامر، الاثنين، بمشروع قانون بشأن تعديل قانون العقوبات في ما يتعلق بإهانة رئيس الجمهورية ورموز الدولة.
وتضمن المشروع استبدال نص المادتين 179 و184 من قانون العقوبات؛ إذ تنص المادة 179 في القانون الجديد على أنه: “يُعاقب كل من أهان رئيس الجمهورية بالحبس مدة لا تقل عن 24 ساعة، ولا تزيد على ثلاث سنوات، وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه، ولا تزيد على مئة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين”.
ونصت المادة 184 على أنه “يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه، ولا تزيد على مئة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من أهان أو سب بإحدى الطرق المتقدم ذكرها مجلس النواب أو غيره من الهيئات النظامية أو الجيش أو المحاكم أو السلطات أو المصالح العامة، أو أي رمز من رموز الدولة المصرية”.
إعلان
ومن جهتهم، قال نشطاء إن الغرض من هذا التعديل القانوني هو الحد من ظاهرة السخرية من قائد الانقلاب، والجنرالات والوزارات، ومنع التحدث عنهم بما لا يريدونه، بزعم إهانتهم.
وسبق أن أصدر الرئيس المؤقت الذي عينه العسكر عقب الانقلاب الدموي، عدلي منصور، تشريعا ينص على الحبس والغرامة لكل من أهان العلم ورئيس الجمهورية، لكن برلمان السيسي توسع في الأمر، وغلَّظ العقوبة، ووسَّع دائرة العقوبات، لتشمل إهانة السيسي أو رئيس مجلس النواب أو رئيس الوزراء، أو أحد رموز النظام.
مواطنة: “فاكر نفسك رسول الله؟”
إعلان
وفي هذا الصدد، تداول النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمواطنة مصرية توجه فيه انتقادات لاذعة إلى السيسي، لا سيما إعلانه حالة الطوارئ في البلاد، وهو ما ترتب عليه “لم المعارضين، لا سيما من نشطاء مواقع “التواصل الاجتماعي”، و”فيسبوك”، بحسب قولها.
وتساءلت المواطنة: “أنت أعلنت قانون الطوارئ لتقلل من الإرهاب، والحد منه.. فهل تريد أن تحكم البلد من غير معارضين؟ عايز ما حدش يقول لك حاجة خالص.. هل أنت رسول الله المُنزَّل، وما بتغلطش؟”.
إعلان
وأجابت: “أنت بتغلط، وشخصيا لم أر لك حاجة صح، وباعتباري مواطنة مصرية، فلي حق معارضتك، وأن أقول لك: اللي أنت بتعمله ده غلط.. أنا حرة.. دي حاجة طبقا للدستور.. الذي يضمن لي أن أقول رأيي بكل صراحة، وأن أعارضك.. أي حد في البلد له الحق في أن يعارضك”.
وتابعت: “أنت مش رسول الله المنزَّل.. أنت مش منزه عن الخطأ.. أنت إنسان، ومجرد حكومة.. أنت موظف عند الشعب، ولازم تخدمه، وليس العكس.. لكنكم متعودون من 80 سنة من الحكم العسكري على “سيستم” (نظام) أننا “التوب” القمة، وإزاي حد يعارضني، واللي يعارضني ويشتمني سوف أسجنه وراء الشمس، وهذا ما حدث من قانون الطوارئ.. إذ مَنْ الذي سيترشح ضدك”.
وأردفت: “لمجرد أن معارضا يقول إن هذه أرض مصرية يتم سجنه.. شباب، ومن حقهم المعارضة.. الجيل ده هيتحرك.. وزي ما شفت في فرنسا شباب تحت الأربعين يترشحون، ويكسبون.. كندا اللي أنا عايشة فيها يحكمها شاب”.
واختتمت حديثها بقولها: “يا شعب قوموا بَقى كفاية”.