أكثر مما توقعنا كان عدد القصص التي أرسلت إلينا بعد إعلان العمل على ملف عن التحرش في وسائل النقل ، وأغلبية القصص أكدت أن الظاهرة مستشرية، بل إن بعض ضحايا هذه القصص، أكدن أنهن توقفن عن التنقل باستخدام باص النقل الداخلي نهائياً لكثرة حالات التحرش، وخاصة عند الازدحام الشديد في أوقات الذروة.
كذلك كان بين القصص قاسمان مشتركان، الأول، هو لا مبالاة الناس الذين استنجدت بهم الضحايا، بل وتحميل المتحرش بهن مسؤولية ما حصل، بحجة اللباس الذي يراه بعضهم غير محتشم، أو التبرج أو غيره من الحجج، برغم أن هذا لم نلمسه في الاستطلاع الذي أجريناه، وأكدت أغلبية المشاركين فيه ضرورة التدخل لمنع التحرش، وإن كان كلٌ بطريقته.
أما القاسم المشترك الثاني، فهو الجهل بالقانون، وعدم اللجوء إلى شرطة المرور عند وقوع حالة التحرش، بل الاكتفاء بالهرب، أو الصراخ، أو تحمّل التحرش خوفاً من «الفضيحة».
حدثَ معهنَّ
ومن قصص التحرش الكثيرة التي أرسلت إلى (تشرين)، اخترنا القصص الآتية لغرابة ما ورد فيها، إن كان من ناحية ردود الأفعال، أو من ناحية أماكن حصول التحرش.
تقول طالبة جامعية فضلت عدم ذكر اسمها، إنها كانت تقف تحت جسر الرئيس بانتظار ميكروباص إحدى المناطق، فشعرت فجأة بشيء يلمسها من الخلف، واستغرق استيعابها لما يجري عدة ثوانٍ، فصرخت، لكن صراخها لم يدفع المتحرش إلى سحب يده، فابتعدت عنه قدر الإمكان، وكان بين الواقفين أمامها رجل استنجدت به فوراً، ففاجأها بالجواب الآتي: (ما دخلني). في تلك الأثناء، ابتعد المتحرش قليلاً لكنه لم يهرب، بل كان ينظر إليها ويبتسم، فلحقت به، وضربته، فصار يضحك، وظل ينظر إليها ويضحك حتى ابتعد عن المنطقة.
تتابع: بقيت فترة غير قليلة أتلفت حولي كلما أردت العودة إلى المنزل من المكان ذاته، وحتى اللحظة، لم أستوعب أنني تعرضت للتحرش في مكان مزدحم بالناس إلى هذه الدرجة من دون أن ينصرني أحد.. يبدو أن النخوة صارت مفهوماً نراه في الأفلام فقط.
قصة أخرى لم تنسها صاحبتها برغم وقوعها منذ سنين طويلة، لأنها كانت المرة الأولى التي تتعرض فيها للتحرش، وكانت في وقتها في عمر لا يتجاوز الـ 15 عاماً.
تقول: كنت ذاهبة مع إحدى قريباتي إلى إحدى ضواحي دمشق، فبدأ الشاب الذي يجلس خلفي بلمسي من الخلف، ثم بدأ يمد يده أكثر، برغم معرفته بأنني لست وحيدة وقريبتي تجلس بقربي، فخفت كثيراً ولم أعرف كيف علي أن أتصرف، لكن قريبتي انتبهت لما يجري، وصرخت على المتحرش وأهانته، فاضطر للنزول والهرب.
قصة ثالثة، تقول صاحبتها ع.س إنها تعرضت للتحرش في باص النقل الداخلي، وكان تحرشاً فظاً جداً، فصرخت وطلبت من الركاب التدخل، لكن أحداً لم يتدخل، فطلبت من السائق التدخل، فتصنع عدم الانتباه، وبعد زمن غير قليل، نزل المتحرش من الباص، فأجهشت بالبكاء، وصارت تصرخ على الركاب واصفة إياهم بعديمي النخوة والشرف، فما كان من أحدهم إلا أن قال لها: (لو ما عطيتيه وش ما كان تحركشك)، فقالت له لو كنت راضية بما يجري لما صرخت واستنجدت بكم.
استطلاع (تشرين)
أكثر من 80% من الفتيات اللاتي شاركن في الاستطلاع الذي أجرته (تشرين)، أكدن أن نسبة التحرش في وسائل النقل كبيرة، وكبيرة جداً حسب البعض، وخاصة في باصات النقل الداخلي التي يزدحم فيها الركاب بشكل كبير جداً لدرجة أنهم يكادون – في بعض خطوط المدينة المزدحمة – يسقطون من الأبواب.
كذلك اختلفت الآراء بشأن التصرف الأفضل في حالة التحرش، وتنوعت بين الصراخ في وجه المتحرش، أو حتى ضربه، وبين لملمة الموضوع والنزول من وسيلة النقل.
مارينا منصور التي أكدت أن حالات التحرش في وسائل النقل كثيرة جداً، رأت أن التصرف الأفضل هو الصراخ عند حدوث التحرش، ومن ثم النزول من الآلية، مرجعة موقفها إلى ضرورة أن يتعرض المتحرش للإهانة كي يتوقعها في كل مرة سيقوم بها بالتحرش.
ر.م تقول إنها تتقصد الوقوف جانب السائق في باص النقل الداخلي في حال تمكنت من ذلك، تجنباً لأي حالة تحرش، مضيفة أن المتحرش بها تكون ضحية مرتين، مرة عند وقوع التحرش، ومرة عندما تسمع أو تعلم أن أحداً لم ينقذها، بحجة أنها لا تلبس لباساً لائقاً، أو أنها هي التي دفعته إلى التحرش بها، لذا فإن الصراخ – في رأيها – لا يأتي بنتيجة.
مرح خضور تعجبت من تعهدنا بإيراد بعض القصص من دون أسماء أصحابها، متسائلة: لمَ على الضحية أن تخجل؟ وما ذنبها وما الذي اقترفته حتى تخجل؟ مضيفة: كثيرات يتعرضن للتحرش يومياً، وهذا ليس ذنبهن، بل ذنب بعض من تنحدر أخلاقهم يوماً بعد آخر.
كذلك رنا محمود تحدثت عن الفكرة ذاتها، مؤكدة أنها لن تهرب من المتحرش، بل ستصرخ، وستخبر السائق أو أي شرطي ستراه في الطريق، أما شيماء محفوض التي أكدت أن التحرش موجود في كل مكان، لكنه كثير جداً في وسائل النقل، قالت إنها تعرضت مرة لموقف مشابه ولم تسكت، بل صرخت في وجه المتحرش وأهانته من دون انتظار رد فعل من أحد الموجودين، لكنها استدركت وقالت: ربما كان السكوت أفضل، لأن الموجودين حملوها ذنب ما قام به المتحرش.
غالية سعود ذهبت إلى أكثر من مجرد الصراخ، وأكدت أن على الفتاة تنظيم ضبط شرطة بحق المتحرش إن استطاعت، لأن أحد الأمور التي تشجع المتحرش على تكرار فعلته، هو سكوت المتحرش بهنّ.
أما وسام شحادة، فشددت على ضرورة تعليم الفتاة الدفاع عن نفسها، مرجعة سبب سكوت بعض الفتيات على التحرش إلى الخجل والمعرفة المسبقة بالمجتمع ونظرته إلى مثل هذه الحالات التي تُحمّل فيها الضحية مسؤولية ما جرى.
كذلك نور علي أيدت ألا تسكت المتحرش بها، لكن من دون صراخ، ورأت أن تتحدث بقوة مع المتحرش من دون أن تشعره بخوفها.
في المقلب الآخر، وجهت (تشرين) سؤالاً خاصاً بالرجال، هو: هل تتدخل في حال وقعت أمامك حالة تحرش، أو استنجدت بك فتاة تتعرض للتحرش؟ وهل هناك شروط لهذا التدخل؟
فكانت الإجابات في أغلبيتها مع التدخل الفوري، لكن بطرق متعددة، فقال أيهم سليمان إن تدخله مرهون بالإجابة عن المقصود بالتحرش، فإن كان بلا ملامسة، فإنه لا يستلزم التدخل، وإن كانت توجد ملامسة، فالأمر يستلزم الرؤية بالعين قبل التدخل، أما الاستجابة لمجرد صرخة من فتاة، فهو في رأيه نوع من الغباء، وأضاف أن التدخل ضد المتحرش مماثل لنصرة أي مظلوم، وينبغي أن يكون التدخل مقارباً لطبيعة التحرش والتعدي، وينبغي التشجيع عليه وجعله ثقافة عامة، لكن من دون مبالغة، والتنبيه للمبالغة ضروري في مجتمعنا، بسبب كثرة المحامين والمدافعين عن أي امرأة من دون أي استبانة لحقيقة الأمر.
كذلك محمد علوان أكد عدم وجود شروط للتدخل، لكنه اشترط أن يكون التحرش واضحاً، أو في حال طلب الفتاة للتدخل، لكن شرط أن يكون التدخل عقلانياً.
محمد الجبوري أكد ضرورة التدخل، لأن من يجرؤ على التحرش يكون مقتنعاً بأن ليس هناك من سيردعه ويرده عما يقوم به.
أما أحمد الرحبي، فرأى أن الجواب سيختلف باختلاف المحافظة والمجتمع، فلكل منطقة – حسبما قال – طريقة في التعامل مع القضايا الاجتماعية.
واخترق استطلاع الرجال حنان الغزالي التي أكدت أن التدخل لنصرة المتحرش بها يجب ألا يقتصر على الرجال فقط، وروت أنها تدخلت بقوة عندما رأت حالة تحرش، بينما رفض كل الرجال الموجودين خلال الحادثة التدخل.
من جانبه، يحيى السلامة أكد أيضاً ضرورة التدخل بعد التأكد من وقوع التحرش، مُطالباً بإقامة محاضرات وندوات تعريفية بالمخاطر والضغوطات النفسية التي تتعرض لها الفتاة المتحرش بها أو المعتدى عليها، حتى ولو كان التحرش لفظياً فقط.
بشار سليمان يقول إنه سابقاً كان يتدخل بعنف، أما حالياً، فبهدوء يطلب من المتحرش الابتعاد، مضيفاً أن الموقف والتدخل يختلفان حسب الحالة.
وختم نديم نجم الاستطلاع بالتأكيد على اعتقاده أن حميّة التدخل لمصلحة الفتاة موجودة لدى الجميع، لكن هل سيتدخلون؟ وقال: للأسف بعد معاناة ثماني سنوات، أصبح مَثَل (فخار يكسر بعضو) هو السائد.
مَن هو المتحرش؟
وللتعرف على أسباب قيام المتحرِّش بفعلته، التقت (تشرين) الطبيب النفسي حكم دياب الذي قسّم أسباب التحرش إلى قسمين، الأول خلل تربوي أخلاقي، أما الثاني – وهو فحوى الحديث – فيقوم به الأشخاص المصابون باضطراب نفسي، والاضطراب النفسي عند المتحرش يُقسم إلى أربعة أقسام، الأول المتحرش المصاب بخلل في الملكات العقلية، أي بدرجة من التأخر العقلي الذي على الأغلب يكون تأخراً عقلياً خفيفاً أو متوسط الشدة، وهؤلاء الأشخاص غير مسؤولين عن أعمالهم.
القسم الثاني من المتحرشين المصابين باضطرابات نفسية، هم المصابون بأمراض نفسية مثل الاكتئاب أو الفصام أو القلق أو الوسواس القهري، وهؤلاء أشخاص مسؤولون عن أفعالهم، ويجب أن يخضعوا لعلاج نفسي وعلاج نفسي دوائي.
ثالث الأقسام هو المتحرشون الذين لديهم سوء استخدام مواد، كالكحول والمخدرات والعقاقير الطبية غير الموصوفة كالكبتاغون وغيره، وهؤلاء أيضاً مسؤولون عن أفعالهم، ويجب أن يخضعوا لعلاج نفسي وأن يحاسبوا قانونياً.
أما القسم الرابع والأخير، فهو المتحرشون أصحاب الخلل في التوجه الجنسي والطاقة الجنسية الذي يسمى اضطراب الدافع، وهؤلاء عليهم الخضوع لعلاج نفسي وعلاج نفسي دوائي.
وعن الأثر النفسي للتحرش على المتحرش بها، أوضح الدكتور دياب، أن هناك نوعين من الآثار، الأثر العضوي والأثر النفسي، العضوي إما رضوض أو إصابات عضوية، أما الأثر النفسي، فيتراوح بين اضطراب النوم واضطراب الشهية والأحلام المزعجة، إلى درجات من القلق، ونوبات من الهلع، وصولاً إلى الاكتئاب أو اضطراب الشدّة الحاد، وأكد د. دياب، أن على المتحرش بها أو الضحية، الخضوع لعلاج نفسي أيضاً، مشيراً إلى أنه يوجد في سورية مستشفيان للعلاج النفسي، واحد في دمشق، والثاني في حلب.
وعن سبب عدم نصرة المتحرش من قبل البعض، قالت المختصة الاجتماعية مي برقاوي: قد يلعب الموروث الديني والثقافي للبيئة دوراً في هذا، كوجود معتقدات فكرية و«دينية» تسوغ للمتحرش ممارسته تجاه الفتيات، مثل تجاوز الموانع الدينية في اللباس لدى الفتيات، أو استنكار مظاهر الشخصية القوية لديها، أو النظرة النمطية للأنثى كمفهوم للمتعة فقط، ولأعمال المنزل، وإنجاب الأولاد، وبهذا يلتقي المتحرش مع كثير من الأشخاص والجماعات التي لا تزال تنظر للأنثى هذه النظرة في مجتمعنا .
وأضافت برقاوي، أن أفضل طريقة للحد من الظاهرة وانتشارها، هي إعادة تأهيل المتحرش نفسياً واجتماعياً في معاهد خاصة للمنحرفين، وهي موجودة فعلاً، ويجب تفعيلها بشكل قوي، إضافة إلى الدور التوعوي للفتيات من قبل الأهل بكيفية مواجهة هذا التحرش بأسلوب عقلاني بعيد عن ردود الفعل العنيفة تجاه المتحرش.
(المرور ): استنجدوا بشرطيينا
أحد الأسئلة التي طُرحت من قبل بعض من وقعت عليهن حالة التحرش هو: هل نستطيع اللجوء لشرطة المرور للتدخل ضد المتحرش؟ أم إنه لا يمتلك هذه الصلاحية؟
(تشرين) نقلت السؤال إلى فرع مرور دمشق، والتقت رئيس قسم العمليات العقيد محمود الصالح الذي بدأ كلامه بالتأكيد على أن تدخل شرطي المرور ليس كيفياً، بل هو واجب عليه، موضحاً أن النظام الداخلي ينص في بنده الأول من الفصل الثالث (مهام الشرطة) على ما يلي:
تقوم الشرطة بالمهام الآتية: 1- المحافظة على النظام والأمن العام، ولاسيما منع الجرائم (ضابطة إدارية مانعة)، وضبطها (ضابطة عدلية قامعة)، وحماية الأرواح والأعراض والأموال، وتنفيذ ما تفرضه عليها القوانين والقرارات.
وأوضح رئيس قسم العمليات أن شرطي المرور هو أحد أفراد القوى الأمنية، أي إنه رجل أمن، ويحق له، بل يفرض عليه القانون التدخل بشكل فوري في حال وقوع أي مخالفة أمامه، ولا يختص عمله فقط بتنظيم المرور.
وزود العقيد الصالح (تشرين) ببعض الأمثلة عن تدخل شرطة المرور، وآخرها ما حدث منذ أيام قليلة، حين استنجدت ثلاث فتيات في ساحة الروضة في دمشق بشرطي المرور، ضد متحرش يحمل سكيناً، فتدخل الشرطي وأمسك بالمتحرش، فقام الأخير بطعن الشرطي في خاصرته، لكن الشرطي ظل ممسكاً به وهو ينزف، إلى أن وصلت الدورية المختصة إلى المكان وألقت القبض على المتحرش.
مثال آخر وقع في إحدى مناطق دمشق، إذ قام شرطي المرور بإلقاء القبض على سيدة تقوم بمساعدة رفيقات لها بنشل محفظة سيدة أخرى تصعد إلى إحدى وسائل النقل.
وأوضح رئيس قسم العمليات، أن المتحرشين أو اللصوص يستغلون الازدحام الشديد، فيندسون بين الناس ليقوموا بأفعالهم المنافية للأخلاق والقوانين، وهنا يأتي دور شرطي المرور، فإن كان موجوداً خلال الحادث، يتدخل فوراً، وإن تم الاستنجاد به يتدخل أيضاً مباشرة، ويقوم بإلقاء القبض على الشخص المتحرش أو اللص أو أياً كان نوع الجرم المرتكب، ويقوم بالإبلاغ عنه عن طريق العمليات، فيتم إرسال الدوريات المختصة للقبض عليه وتنظيم الضبط اللازم، مضيفاً أنه في حال شاهد شرطي المرور الحادثة، فمن الممكن أن يكون شاهد عيان وتؤخذ إفادته.
وعن إمكانية ما طرحه البعض عن تخفيف عدد الركاب في باصات النقل الداخلي بالذات، من أجل تخفيف حالات التحرش التي تزداد في الازدحام الشديد، أوضح رئيس قسم العمليات أن وسائط النقل قليلة بشكل عام، ومن غير المعقول أن يُمنع الناس من ركوب وسيلة النقل المتاحة لهم، أو أن تقوم الشرطة بإنزالهم، وخاصة في وقت الذروة، أي بين الثانية والرابعة ظهراً، وهو موعد انصراف العمال والموظفين وعودة المواطنين إلى منازلهم، موضحاً أن هناك مخالفة في قانون السير تخص هذا الأمر، لكن يتم التساهل بسبب ما ذكر سابقاً عن قلة وسائل النقل، أما ما لا تتساهل شرطة المرور بضبطه، هو ما يتعلق بالسلامة العامة، مثل سير المركبة، وأبوابها
مفتوحة، والركاب معلقون على الأبواب من شدة الازدحام، ففي مثل هذا الوضع، تتم مخالفة الآلية أولاً، وإنزال عدد من الراكبين ثانياً.
وختم العقيد الصالح بتوجيه الدعوى لكل من يتعرض إلى التحرش أو السرقة أو أي جرم آخر باللجوء إلى شرطة المرور الموجودين في المكان، مؤكداً أنهم سيتدخلون وبقوة لنصرة الضحية أياً كانت المشكلة التي وقعت معها.
(من حقِّك)
فريق (غاردينيا) المعروف بنشاطاته الداعمة للمجتمع والمرأة، أقام منذ فترة حملة لتمكين المرأة من مواجهة ظاهرتي التحرش والابتزاز حملت اسم (من حقّك).
وعن الحملة، قالت مديرتها ومديرة فريق (غاردينيا) زينب العاصي: نعني بالتحرش؛ التحرش في وسائل النقل العامة، أو التحرش من أحد الأقارب أو الأشخاص، وبالابتزاز؛ الابتزاز بعد انتهاء علاقة عاطفية من خلال صور أو ما شابه، أو تحقيق منفعة للفتاة، كالعمل مثلاً مقابل جسدها أو أي شيء آخر.
وأوضحت العاصي أن بداية الفكرة كانت من خلال حملة قام بها فريق (غاردينيا) سابقاً، وهي حملة (لك أنت) التي استمرت أربعة عشر يوماً وتناولت مواضيع طبية واجتماعية مختلفة ومن ضمنها موضوع التحرش، واقترح الفريق على الفتيات إرسال قصص تعرضن لها في أي عمر كان، ليصار إلى نشرها بهدف التوعية، ومن خلال هذه القصص، لوحظت معاناة الفتيات، وخاصة القاصرات من التحرش الجنسي، وخوفهن من نظرة المجتمع، ما دفع أغلبهن للصمت وتحمل كل الآثار النفسية السيئة.
وعن تفاصيل الحملة، أوضحت العاصي انه بداية تم الاتفاق مع عدد من المختصين النفسيين لدعم الفتيات نفسياً والتوعية بمخاطر التحرش والابتزاز، ومع عدد من المحامين لنشر التوعية القانونية.
كما قام فريق (غاردينيا) بإجراء دراسة لتجارب عدد من الدول العربية والغربية في الحد من هاتين الظاهرتين، بهدف الاستفادة منها، وسيقوم الفريق بتطبيق الحلول بما يتناسب مع مجتمعنا، ولوحظ عند البحث في القوانين التي تحد من انتشار هاتين الظاهرتين، وجود بعض القوانين غير الرادعة، التي من الممكن أنها كانت رادعة عندما صدرت، ولكنها غدت لا تناسب الواقع اليوم.
وأشارت مديرة الفريق إلى أن الحملة لا تزال في خطواتها الأولى، ومن المبكر جداً الحكم على انعكاسها على المجتمع، ولكنهم كفريق، متفائلون جداً بها، ويقومون بتوثيق جميع الحالات التي تصل إليهم.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=91665