مثّلت قلعة أحمدك في قضاء ألانيا بأنطاليا جنوبي تركيا، خط الدفاع الأول عن الولاية والمنطقة المحيطة، أواخر العهد العثماني .
واكتشفت فرق التنقيب داخل القلعة، آثاراً تعود للعهد العثماني (1299- 1923)، مثل الأسلحة والقذائف، وأخرى تعود إلى الحقبة الهلنستية (بدأت بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م، واستمرت حوالي 200 سنة في اليونان، ونحو 300 سنة في الشرق الأوسط).
ويواصل القائمون على أعمال الترميم في القلعة، استعداداتهم لتأمين ضمها إلى لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”.
ويبلغ طول السور الخارجي للقلعة، 6 آلاف و500 متر، وتضم داخلها القلعة الداخلية، وحوالي 400 خزان مياه تحت الأرض، وأبراج مراقبة، وحمامات، إضافة إلى الأسواق التاريخية، ما يجعل منها نقطة جذب لآلاف السياح يومياً.
إعلان
ويتولى أعمال الحفر والتنقيب التي بدأت في القلعة منذ العام الماضي، فريق مكون من 30 شخصاً، يرأسهم البروفسور عثمان أراوشار، عضو الهيئة التعليمية في قسم آثار العصور الوسطى بجامعة أكدنير.
وحسب الفريق المذكور، فإن جذور تاريخ القلعة تمتد حتى العصور الهلنستية، وأنها بنيت لأول مرة في القرن الرابع الميلادي، وفقاً لما تظهره الكتابات الإغريقية على جدران القلعة.
وخلال حديثه الأناضول، قال البروفسور “أراوشار” الذي يتولى أيضاً منصب عمادة قسم الفنون الجميلة في الجامعة نفسها، إن قضاء ألانيا يضم قلعتين، إحداها أحمدك، والأخرى هي القلعة الداخلية (إيتش قلعة).
إعلان
وأفاد الأكاديمي التركي، أن كلتا القلعتين مرتبطتان ببعضهما البعض عبر السور الخارجي، مبيناً أن قلعة أحمدك التي تعد أقدم من الأخرى، تتميز عن باقي قلاع منطقة الأناضول، بأنها كانت مأهولة دائماً دون انقطاع.
وأضاف أن قلعة أحمدك كانت بمثابة مقر عسكري بدء من الفترة العثمانية وحتى الجمهورية في تركيا.
إعلان
وتابع قائلاً: “نتيجة لأعمال التنقيب المتواصلة هنا منذ العام الماضي، تمكنا من الوصول إلى العديد من الآثار والبيانات داخل القلعة. واكتشفنا وجود 3 أبراج متلاصقة فيها. فضلاً عن معطيات تشير أن منطقة القلعة كانت من أقدم المناطق المأهولة في ألانيا”.
وأشار إلى وجود برجين مُلِئا تراباً بعمق 20-25 متراً، مبيناً اعتزامهم التنقيب في هذين البرجين لاحقاً.
وذكر أن أعمال التنقيب تركزت خلال العام الحالي في المنطقة المسماة ببرج “أوجكان” داخل القلعة، تمهيدا لضم القلعة إلى المسار السياحي الذي حددته وزارة الثقافة والسياحة التركية في ألانيا.
وفي إطار أعمال الترميم والتنقيب، قال الأكاديمي التركي أنهم فتحوا حفرة صغيرة داخل القلعة، واكتشفوا وجود ثلاث طبقات مختلفة داخلها.
وأردف قائلاً: “اكتشفنا داخل القلعة أسلحة وذخائر وقذائف تعود للعهد العثماني. جزء من الأسلحة كانت محترقة، إلا أن جزءها الأكبر لا زال كما هو”.
وتابع “كما عثرنا العام الماضي على خاتم ثمين من الياقوت، نعتقد أنه يعود للفترة العثمانية أيضاً. واكتشفنا عدد كبير من العملات وقطع تعود للحقبة الهلنستية”.
وأكد على أهمية أعمال الحفر والتنقيب في القلعة، لتسليط الضوء على تاريخ المنطقة والأناضول بشكل عام.
وأضاف “أراوشار” أن القلعة مدعومة ومحكمة جداً من ناحية البناء، مما يشير إلى احتمال سكن قائد القلعة فيها خلال محاصرة أسطول البندقية للمدينة خلال العهد العثماني.
واختتم بالتأكيد على أهمية ترميم القلعة بهدف إحياء الحركة السياحية في المنطقة، وجذب الأنظار إليها.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=69373