قلوب التونسيين مُعلقة بالدراما التركية

زياد شاهين
أخبار الثقافة والأدب والفنأخبار تركيا
زياد شاهين20 ديسمبر 2018آخر تحديث : الخميس 20 ديسمبر 2018 - 11:08 صباحًا
قلوب التونسيين مُعلقة بالدراما التركية

تواصل الدراما التركية، منذ عشر سنوات، هيمنتها على شاشات التلفزات التونسية، مخاطبة أذواق التونسيين، ومستحوذة على قلوبهم.

تتسابق الفضائيات التونسية في عرض إنتاج الدراما التركية، لتمتعها بحيز كبير من اهتمام الأسر، التي تتابع الحلقة تلو الأخرى من تلك المسلسلات.

في سنة 2008، بدأت الدراما التركية تستحوذ على اهتمام التونسيين، حين عرضت قناة “حنبعل” (خاصة) أول مسلسل تركي، وهو “نور”، بطولة سونغول أودان وكيفانتش تاتليتوغ.

من حينها، اتسعت رقعة انتشار المسلسلات التركية، وباتت تتابعها شريحة كبرى من التونسين، ومن هذه المسلسلات: “سنوات الضياع”، “العشق الممنوع،” “العشق الأسود”، وغيرها العشرات.

إعلان

وبفضل النجاح الكبير للمسلسلات التركية، شرعت قناة “نسمة” (خاصة)، سنة 2015، بدبلجتها إلى اللهجة التونسية، وبدأت بمسلسل “لعبة القدر”، وعنونته بـ”قلوب الرمان”.

حاليًا، تعرض قناة “حنبعل” الجزء التاسع من “وادي الذئاب”، و”قيامة أرطغرل”.

وتعرض “نسمة”: “قطوسة الرماد” (قطة ارماد)، “أنا ولدك يا بابا”، “الحب إلّي كواني” (الحب الذي اكتويت به)، “ورثة وسلايف” (ميراث وزوجات إخوة) و”الريح في البريمة”.

إعلان

في ما تعرض قناة التاسعة (خاصة) مسلسل “حب للايجار”.

** الأكثر مشاهدة

إعلان

بحسب معظم شركات استطلاع الآراء التونسية، فإن الدراما التركية من الأنماط الدرامية الأكثر مشاهدة في تونس.

وأظهر استطلاع لـ”سيغما كونساي” (أكبر شركة استطلاعات في تونس)، لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن مسلسل “الحب إلّي كواني” حقق أعلى نسبة مشاهدة، وهي 18.9 بالمئة.

واحتل مسلسل “الريح في البريمة” المرتبة الثانية بــ14.2بالمئة، وتلاه “قطوسة الرماد” بـ 11.4 بالمئة، فيما احتل مسلسل “قيامة أرطغرل” المرتبة السابعة ـبنسبة 7.3 بالمئة.

** نص وصورة وتقنيات

أرجع كمال الشيحاوي، ناقد فني تونسي، اهتمام التونسيين بالدراما التركية إلى ارتكازها على جودة النص، وجمالية الصورة، وتقنيات عالية.

وأضاف الشيحاوي للأناضول أن هذه الدراما كشفت جوانب من التشابه الكبير بين المجتمع التركي والمجتمعات العربية الإسلامية.

وتابع: توجد صلات فكرية وثقافية وسياسية كبيرة تجمع العرب بالأتراك منذ فترة الإمبراطورية العثمانية (1299: 1923).

وشدد على أن هذه الصلات أفرزت نوعًا من العلاقة الوجدانية بين المشاهد التونسي والدراما التركية التي تذكره بتلك الصلات.

وأوضح أن مسلسل “حريم السلطان على سبيل المثال نجح بشكل كبير خلال عرضه على قناة نسمة”.

وأرجع نجاحه إلى مغازلته لنرجسية المرأة عبر تحكمها في السلطة بأدواتها وذكائها وحنكتها ودهائها، على عكس الصور الرائجة للمرأة الجارية مسلوبة الإرادة.

واستطرد أن هذا المسلسل “أرضى نرجسية المرأة، باعتبار أن النساء وربات البيوت هن أكثر شريحة تدمن على مشاهدة المسلسلات”.

وتابع أن الدراما التركية تجعل المشاهد التونسي يحلم بقصص حب جميلة ورائعة ومثالية تخرجه من الواقع اليومي.

إعلان

وأردف الشيحاوي أن هذه الدراما ساهمت في تشجيع الكثير من التونسيين على السفر إلى تركيا والتسوّق وزيارة الأماكن المعروفة.

إعلان

إعلان

وبشأن إمكانية استمرار استحواذ الدراما التركية على قلوب التونسيين، أجاب بأن الأمر متعلق بمدى قدرتها على أن تجدد مواضيعها وأشكالها، فالمشاهد التونسي كغيره يبحث عن الجديد.

إعلان

** إنتاج عربي ضعيف

متفقًا مع الشيحاوي، قال المخرج التونسي والناقد الفني، الطيب السهيلي، إن الدراما التركية تجتذب التونسيين بفضل جمالية صورتها والأشخاص والأماكن الرائعة وقوة التقنيات المستخدمة.

واعتبر السهيلي، في حديث للأناضول، أن هذا الإقبال من التونسيين قدم دليلًا على ضعف الإنتاج الدرامي التونسي والعربي عامة.

وأضاف أن تونس لا تعمل على دعم وتشجيع المخرجين وكتاب السيناريو، داعيًا إلى مزيد الاهتمام بهذا المجال.

إعلان

وتابع أن “الدراما التركية سدت الفراغ، مع صعود موجة برامج ترفيهية تافهة في قنوات تلفزية تونسية عزف عدد كبير من التونسيين عن مشاهدتها، ليجدوا في الدراما التركية الملجأ المناسب”.

** تشويق وكوميديا ورومانسية

وقالت سيرين، وهي مشاهدة تونسية: إنها معجبة كثيرًا بالمسلسلات التركية، ولعل أبرزها: “الريح في البريمة” و”الحب إلّي كواني”، بفضل أحداثها المشوقة ومزجها بين الكوميديا والرومنسية.

وتابعت للأناضول أنها تمضي وقتًا طويًلا في متابعة هذه المسلسلات التي تعتبرها أكثر من رائعة.

وقالت وئام (طالبة) للأناضول إن الدراما التركية بمثابة متنفس للعيش في أجواء رومانسية وقصص حب خيالية من أجل نسيان الواقع اليومي.

واختارت وئام متابعة الدراما التركية بعد دبلجتها إلى اللهجة التونسية، معتبرة أن مسلسل “الحب إلّي كواني” هو الأجمل.

أما مروى، وهي موظفة، فقالت: “أدمنت على مشاهدة الدراما التركية عند عرض مسلسلي (حريم السلطان) و(وادي الذئاب).

وأوضحت أنها تفضل المسلسلات التركية نظرًا لمعالجتها مشاكل اجتماعية واقعية، وليست مثل نظيرتها الهندية المرتكزة في المجمل على التهويل والكذب.

في ما قال سامي، صاحب مقهى، إنه يتابع أغلب المسلسلات التركية، التي تعرض على الشاشات التونسية؛ نظرًا لقربها من عادات وتقاليد التونسيين.

وعبر عن انبهاره بهذه الدراما، حيث ترتكز على عوامل الإثارة والتشويق والابهار وجمالية المكان.

وتابع: “استأنس بالمسلسلات التركية؛ نظرًا لمعالجتها لنفس المشاكل التي يعيشها التونسيين، فتركيا وتونس تربطهم علاقات ثقافية وتاريخية”.

وشدد على أنه وجد في هذه المسلسلات مهربًا يفصله عن العالم المحيط والصراعات السياسية.

ومن أبرز المسلسلات التي يشاهدها سامي: “قيامة أرطغرل”، و”ورثة وسلايف”.

وأوضح أن الدراما التركية حفزته على السفر إلى تركيا واكتشاف الأماكن التي تم فيها تصوير المسلسلات.

الأناضول

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.