بعد أقل من سنة ونصف، على نشره تفاصيل الكابوس الذي قض مضجعه، أوقف ناشط مقرب من رئيس النظام السوري عمله الإعلامي، بعدما تبيّن له، كما قال، أنه يخضع لمراقبة، وأن ثمة من يعتبره “خائناً” للنظام.
والناشط القريب من رئيس النظام السوري، ويدعى وسام الطير، حاز على جوائز مختلفة، وكرّم من قِبل زوجة الأسد، والتقاها أكثر من مرة، فاهتم به إعلام النظام، وأصبح وجهاً معروفاً على شاشته أو إذاعته.
وتحقق كابوس الطير، يوم زيارة الأسد إلى الغوطة الشرقية، الأحد الفائت. إذ تم منعه من تغطية زيارة رئيس النظام، تبعاً لما قالته صفحة “عرين الحرس الجمهوري” الفيسبوكية الموالية للنظام، يوم زيارة الأسد.
وأضافت الصفحة، بأن منع الطير من تغطية زيارة رئيس نظامه، هو كونه متهماً “بالتخابر مع المسلحين ووجود شكوك حول توجهاته، حسب ما جاء في التقرير الأمني”. تبعاً لما ذكرته الصفحة.
أما الطير، فلم يتحدث صراحة عن سبب توقفه عن نشاطه المرافق لجيش النظام، بل قال في منشور في صفحته الفيسبوكية بتاريخ يوم زيارة الأسد إلى الغوطة، وبعدما أعلن توقفه عن عمله: “وسام الطير ليس عميلاً ولا خائناً لتراقبوه وليس مؤذياً لهذه البلاد لتضيّقوا عليه”. تبعاً لمنشوره السالف، منهياً كلامه بانسحابه “بهدوء” كما قال.
وضجت الصفحات بمنشور الطير السالف، خصوصاً أنه يدير صفحة فيسبوكية موالية لنظام الأسد، تدعى “دمشق الآن” التي تم إغلاقها هي الأخرى، كما أعلن الطير نفسه، مع أخذ وردّ بخصوص سبب إيقاف هذه الصفحة، ما إذا كان من إدارة فيسبوك أو من القائمين عليها. إلا أن الطير ألمح إلى أنها ستعاود الظهور، مع عدم يقينه بتوجهاتها الجديدة، كما قال، ما يشي بأن الإيقاف مرتبط بما حصل معه وتوقفه عن العمل.
وتوقف كثير من متابعيه عند كلامه عن “الخيانة” والمراقبة، وعبّروا عن تضامنهم معه.
واهتمت بعض الصفحات والمواقع السورية المعارضة، بخبر الطير، ونشرت بعض ما دار بخصوص توقفه عن العمل واتهامه بالعمالة أو أنه مشكوك فيه، وسمّاه بعضها: “محرّر المخابرات (السورية)”.
الكابوس والواقع في الغوطة الشرقية!
اتهام الطير بالخيانة، يتوافق مع ما سبق ونشره في صفحته الفيسبوكية، متحدثاً عن كابوس قض مضجعه. وللغرابة فإن كابوسه كان في الغوطة الشرقية لدمشق، واتهامه بالخيانة ثم مراقبته والتضييق عليه، كان متصلاً بغوطة دمشق الشرقية، أيضاً، لدى زيارة الأسد جزءاً من أطرافها، فمنع من مرافقته على اعتباره خائناً أو يتواصل مع “المسلحين” أو أنه “مشكوك” فيه.
ونشر الطير كابوسه، بتاريخ 28 أكتوبر 2016، وتحدث فيه عن أنه رأى نفسه في مدينة “حرستا” التابعة للغوطة الشرقية، وأنه أراد الهرب من “المسلحين” كما رأى في منامه. ثم يقرر الهرب باتجاه جيش الأسد، فيقول: “كنت خائفاً أن يعتبرني الجيش معادياً فيطلق عليّ النار”. منتهياً بالقول: “أبعد الله الأحلام البوليسية عنكم”.
ثم تأتي المفارقة، ليتحقق كابوسه، وبذات المنطقة التي هي الغوطة الشرقية، لكن عوضاً من أن يطلق عليه جيش الأسد، النار، كما شاهد في منامه، تمّ اعتباره مشكوكاً فيه وخائناً يجب إبعاده من مرافقة الأسد وتغطية زيارته، علماً أن الطير عسكري لم ينه، بعد، خدمته الإلزامية في جيش الأسد.
ويشار إلى أن الطير وفريقه، على اتصال دائم بزوجة رئيس النظام السوري، وتربطهما صداقة تعود لسنوات، وتم تكريم الطير من قبل أسماء الأسد شخصياً. لكن تبعاً لمراقبين للشأن السوري، فإن ما جرى مع الطير ومنعه من تغطية زيارة الأسد الغوطة الشرقية، سببه الحال الأمنية المفرطة والقلقة للغاية التي يعيشها رئيس النظام بشار الأسد، وتحوّطه حتى من أقرب المقربين المشهورين بالولاء له.
المصدر: العربية نت
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=46978