شيدت جدران المدينة القديمة في إسطنبول خلال القرن الخامس تحت حكم الإمبراطورية الرومانية، ولا تزال تحمل آثار التاريخ القديم بعد 16 قرنًا، تاركة بصمات تاريخية في أيام إسطنبول الحديثة.
تعد جدران إسطنبول القديمة إحدى أطول المعالم التاريخية في العالم، وتجذب السياح المحليين والأجانب بامتدادها الذي يصل إلى 23 كيلومترًا طولًا وتطوّق الحدود الخارجية للمدينة.
تمتد الجدران القديمة على طول 8 كيلومتر على الأرض، و6 كيلومترات على طول القرن الذهبي وعلى امتداد 9 كيلومترات على طول الساحل.
وقد أخذت هذه الجدران شكلها النهائي مع التقلبات والتعديلات التي جرت مع الزمن، ولعبت دورًا مُهمًا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمدينة، كما كانت حصن حماية المدينة القديمة. ومنذ البداية أحاطت الجدران بقصر توب كابي نقطة تأسيس مدينة إسطنبول.
إعلان
أعاد الامبراطور الروماني “سيبتيموس سيفيروس” بناء المجموعة الثانية من جدران المدينة بعد أن هدم المدينة بالكامل تقريبًا، وبدأت أعمال بناء المجموعة الثانية من الجدران في موقع المسجد الجديد في منطقة أمينونو بإسطنبول وتمتد إلى منطقة تشيمبرليطاش انتقالًا إلى بحر مرمرة.
وشملت المجموعة الثانية من الجدران شملت نقطة “سيراغليو” (Seraglio) والأرض الرأسية حيث قصر توب كابي لا يزالُ قائمًا. ثم كانت المرحلة الثالثة في بناء الجدران في عهد الإمبراطورية الرومانية الشرقية، حيث بنى قسطنطين الأول هذه الجدران، الإمبراطور الذي اتخذ من إسطنبول عاصمة للإمبراطورية الرومانية.
تبدأ هذه الجدران من حي سماتيا التاريخي القديم إلى الجنوب الشرقي من توب كابي امتدادًا إلى حيّ سيبالي، قائمًا على ضفاف القرن الذهبي.
إعلان
وقد حدّد الأمبراطور ثيودوسيوس الثاني في عام 439 موقع أسوار المدينة التي لا تزال قائمة إلى اليوم. ومدد ثيودوسيوس جدران المدينة التي توسعت مع مرور الزمن.
وقد شكّلت الجدران القائمة على أربع أُطُر نظام دفاع لا مثيل له. وتشكل الجدران الأرضية ثلاثية الجوانب الجزء الأكبر من السور، بما في ذلك الخندق والجدران الخارجية والجدران الداخلية. وهناك 96 معقلًا متصلة بالجدران، تساقط معظمها أو تصدّع، وكل منها بارتفاع 25 مترًا.
إعلان
لا تملك الجدران الممتدة أمام القرن الذهبي وبحر مرمرة خندقًا أمامها لأسباب واضحة. وعلى وجه العموم، ترتفع الجدران هناك 15 مترًا و5 أمتار طولًا وتملك 103 معاقل على جانب بحر مرمرة مقارنة بـ94 معقلًا على جانب القرن الذهبي.
كانت الجدران التي احتضنت المدينة هي المدخل والمخرج الوحيد لها، وهي شريان الحياة في إسطنبول، ولها بوابات عديدة بما فيها توب كابي، وأدرنة كابي، وغاتلادي كابي، وكوم كابي ويني كابي، ومعظمها لا يزال مستخدمًا اليوم.
وعلى الرغم من أن المدينة حوصرت عدة مرات على مر التاريخ، لم يستطع أي جيش الاستيلاء عليها حتى فتحها السلطان محمد الفاتح في عام 1453، وقبل ذلك كانت أسوار المدينة وراء وصف إسطنبول بأنها “المدينة التي لا تقهر” لقرون عديدة.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=16220