تركيا بالعربي
كيف أثّرت معارك شمال سوريا على الموارد البشرية لميليشيا أسد؟
مُنيَت ميليشيا أسد بخسائر بشرية كبيرة خلال المعارك الدائرة شمال سوريا في أرياف حماة وإدلب واللاذقية، وأصبحت بعض نقاط الاشتباك أشبه بالجحيم لهذه الميليشيات لما خسرته فيها خلال شهرٍ واحد من الاشتباك، مما جعل البعض يخشى الزجّ به في تلك المعارك، بالإضافة لعدم القدرة على تعويض الموارد البشرية التي خسروها من حيث العدد.
وذكرت مصادر محلية لأورينت نت، أن معارك تلال الكبّينة في ريف اللاذقية أسفرت عن مقتل أكثر من 400 ضابط وعنصر من ميليشيا أسد الطائفية خلال أقل من شهر، بالإضافة لمقتل ضعف ذلك الرقم في معارك ريف حماة الشمالي والشمال الغربي وريف إدلب الجنوبي خلال شهرٍ ونيّف، عدا عن جرح مئات الضباط والعناصر حتى باتت مشافي نظام الأسد تعجّ بالمصابين.
خسائر بشرية
كما نشرت الصفحات الموالية لميليشيا أسد على الفيسبوك أسماء أكثر من 365 ضابطاً وعنصراً قُتلوا خلال معارك ريف حماة وحدها وبفترة لم تتجاوز الشهر، ومثلهم تقريباً في معارك تلال الكبّينة بريف اللاذقية، ويُشار إلى أن هذه الصفحات لا توثّق أغلب عناصر فصائل المصالحات المقتولين مما يجعل العدد أكثر من ذلك بكثير.
وبهذا الإطار، يقول الناشط سومر جديد وهو أحد نشطاء منطقة الساحل السوري لأورينت نت، “تعجّ الصفحات الموالية بصور قتلى ميليشيا أسد الذين يُقتلون يومياً في معارك الكبّينة خصوصاً كوْن هذا المحور تتواجد فيه الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد وبعض الميليشيات الموالية لها من أبناء الساحل، وكذلك المشافي تمتلئ بعشرات القتلى والمصابين، جميعهم أتوا من معارك ريفيّ اللاذقية وحماة”.
ويُضيف جديد، “الخسائر البشرية العسكرية التي تكبّدتها الميليشيات الطائفية ذات الغالبية العلوية والشيعية لا تفرق كثيراً عن الخسائر البشرية العسكرية التي حصلت عند ميليشيا الفيلق الخامس ولواء القدس وفصائل المصالحات المدعومة من القوات الروسية، مما زاد من النقص العددي لهذه الميليشيات حتى أن بعض الألوية والمجموعات فقدت أكثر من نصف عددها كلواء القدس الفلسطيني ومجموعات المصالحة من دوما والغوطة الشرقية “.
وأكّد على ذلك المتحدث باسم جيش العزة، العقيد مصطفى البكور، الذي أفاد لأورينت نت بأن “ميليشيا أسد خسرت خلال المعارك الأخيرة مئات الضباط والعناصر، والعديد من عناصر القوات الروسية المشاركة في معارك ريف حماة، وخلال الأيام الأخيرة زادت حصيلة قتلى هذه الميليشيات بسبب عمليات الهجوم التي شنّتها فصائل الثوار بلدات تل ملح والجبّين والمناطق المحيطة بها”.
وبنفس السياق، أوضح مرصد الجبهة الوطنية للتحرير، المرصد عشرين، أن مشافي السقيلبية لم تعد قادرة على استيعاب القتلى والجرحى من ميليشيا أسد والقوات الروسية، مما جعلها تستقدم عشرات سيارات الإسعاف لإرسال قتلى وجرحى العلويين إلى مشافي الساحل ومصياف، والجرحى الروس يُعالجون بمشفى السقيلبية، بينما عناصر المصالحات يُرسلون لمشفى حماة الوطني، حسب كلام المرصد عشرين.
هروب ورشاوى
ذكر أحد عناصر ميليشيا أسد الطائفية عبر منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”، أن بعض عناصر هذه الميليشيات يدفعون الرشاوى الكبيرة كيّ لا يُشاركوا بمعارك الكبّينة وريف حماة، بالإضافة لإطلاق النار على أرجلهم ليحصلوا على نقاهات مرضيّة تمنعهم من المشاركة بهذه المعارك خوفاً من قتلهم.
وأوضح الناشط الاعلامي محمد العلي لأورينت نت أن “عشرات المحاولات الخاسرة التي قامت بها ميليشيا أسد الطائفية لاقتحام منطقة صغيرة كالكبّينة بريف اللاذقية، جعلت من عناصر هذه الميليشيا يعتبرون المنطقة بالثقب الأسود الذي يبتلعهم مع رفاقهم، مما جعل بعضهم يهرب من الزجّ به في هذه المعركة عبر دفع الرشاوى الكبيرة للضباط المسؤولين”.
وأكمل العلي “بالإضافة لذلك، توارى عدد من عناصر ميليشيا أسد وخاصة عناصر فصائل المصالحة عن الأنظار هرباً من هذه المعارك، عدا عن هروب العشرات للمناطق التي تُسيطر عليها الوحدات الكردية أو باتجاه لبنان والأردن، ومن لم يستطع الهروب أو دفع الرشاوى اختلقَ الأعذار والحجج حتى وصل به المطاف لإصابة نفسه بالعيارات النارية أو الأدوات الحادّة”.
اجراءات صارمة لمنع النقص العددي
وفيما يخصّ الاجراءات التي قامت بها قيادة ميليشيا أسد الطائفية وقيادة العمليات من القوات الروسية للحدّ من نقص الموارد البشرية العسكرية في معارك الشمال السوري، يقول الخبير العسكري المقدّم أحمد العطار لأورينت نت، “أصدرت قيادة العمليات المشتركة بين ميليشيا أسد الطائفية والقوات الروسية عدة قرارات لمنع عمليات التسريب والهروب أو النقص بتعداد عناصر هذه الميليشيات”.
وبيّن المقدم هذه القرارات والاجراءات بقوله “مع بداية النقص العددي بالقوام البشري لميليشيا أسد في معارك ريف حماة، أصدرت قيادة العمليات تعميماً بقتل كل من تسوّل له نفسه بالهروب من أرض المعركة وخاصة من عناصر فصائل المصالحة التي وضعوها في مقدمة المواجهات، بالإضافة لتعميمات الاستنفار القصوى لهذه الميليشيات وإحضار التعزيزات العسكرية من مناطق أخرى لهذه المحاور”.
وتابع العطار “كما أصدرت القيادة العسكرية لميليشيا أسد قراراً بوقف إجازات عيد الفطر وعودة جميع العناصر لثكناتهم وخاصة عناصر الفرقة الرابعة والميليشيات المشاركة بمعارك ريفيّ اللاذقية وحماة، كما نشرت هذه القيادة لوائح اسمية لبضع آلاف من الأشخاص الذين وقّعوا تسويات مصالحة مع هذه الميليشيات من أجل تجنيدهم إجبارياً وزجّهم بمعارك الشمال السوري”.
ونوّه الخبير العسكري إلى أن عناصر ميليشيا أسد يزداد عددهم عند عمليات التعفيش بعد سيطرتهم على بعض المناطق، ويقلّ عند العمليات العسكرية، ولذلك باتت الشرطة العسكرية التابعة لميليشيا أسد والقوات الروسية تنتشر بكثافة بالقرب من مناطق الاشتباك أو داخل المدن الرئيسية لإجبارهم على القتال.
أورينت
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=104069