“كسروا باب البيت.. وسرقوا كل شيء” يقول محمد وهو شاب سوري يعيش في مدينة اسطنبول. عاد محمد من عمله إلى منزله بمنطقة “افجلار” ليجد جميع مقتنياته ومبلغ ثلاثة آلاف يورو قد سرقت، اتجه إلى مخفر الشرطة للإبلاغ ولكن الشرطة لم تقم بأي إجراء يقول محمد: “حتى أنهم لم يتوجهوا إلى موقع السرقة”.
تقصير الشرطة
كما هو الحال بالنسبة للمواطنين الأتراك، يتعرض السوريون لعمليات السرقة التي تستهدف منازلهم بشكل متكرر، ويواجهون رد فعل سلبي من قبل الشرطة التركية التي لا تقدم الاهتمام اللازم لضحايا السرقات كما يقول من التقتهم روزنة في المدينة التركية الكبيرة.
اعتمد محمد على نفسه لاحقاً، وقام بتركيب كاميرا فوق باب الشقة لمراقبة أي مشبوه، وفعلاً حاول لصوص جدد اقتحام المنزل مرة ثانية لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، يقول محمد : “ذهبت إلى المخفر وكان بحوزتي فيديو مسجل للحادثة، لكن الشرطة لم تفعل شيئاً”.
عمرو الأحمد، شاب سوري مقيم في منطقة “طرله باشي”، تعرض للسرقة منذ حوالي الشهرين بينما كان نائماً في شقته، كما يقول: “استيقظت ووجدت أن كمبيوتري وهاتفي المحمول قد سرقا من غرفتي التي كنت نائماً فيها، بالإضافة إلى بعض المقتنيات، لابد أنهم استخدموا مخدرا ما، وفي ذات اليوم أبلغت مخفر الشرطة، فنصحوني بتغيير مكان سكني!”.
أما عبير وهي إحدى السوريات المقيمات في منطقة” أسنيورت”، فقد فوجئت بتعرض منزلها للسرقة في وضح النهار الشهر الفائت، وخسرت مبلغ ثلاثة آلاف دولار، ومصوغات ذهبية بقيمة ألفي دولار، توضح في حديثها لروزنة: “كنت في زيارة لأحد أقاربي، عدت إلى المنزل، ووجدته قد سرق، وكأن أحدا ما كان يراقبني، ساورتني الشكوك بخصوص حارس المبنى الذي أقطن فيه، ذهبت إلى الشرطة وأخبرتهم بشكوكي، إلا أنهم لم يحركوا ساكناً.. وجدت نفسي مرغمة على تغيير مكان سكني والانتقال إلى منزل آخر”.
الشرطة التركية تبرر
لماذا لا تهتم الشرطة التركية بشكاوى السوريين الموجودين في المدينة؟ وما هو سبب عدم ملاحقة السارقين بالشكل الأمثل؟ توجهت روزنة إلى الشرطة التركية لتحصل على الإجابات من أحد عناصر مخفر منطقة “مجيدية كوي” ، قال الشرطي الذي التقينا به أنهم لا يستطيعون تقديم المساعدة للجميع بشكل دائم، وبأنهم يجدون صعوبة بالتعامل مع السوريين لا سيما مع وجود عائق اللغة، وعدم امتلاكهم لأوراق ثبوتية، موضحاً: ” عندما تسنح الفرصة لا نبخل بالمساعدة على أحد”.
يقول مراد وهو محام تركي يعمل في مدينة استانبول، أنه وعقب الهجمات الإرهابية الأخيرة، لم تعد الشرطة تهتم كثيراً بحوادث السرقة التي يتعرض لها الأتراك أو السوريون على حد سواء ، فهنالك أولويات بالنسبة إليهم، يتابع: “لا ننسى أن أعداداً كبيرة من السوريين متواجدون في تركيا بشكل غير نظامي، ودائماً ما يحاول هؤلاء تجنب المشاكل قدر المستطاع والامتناع عن تقديم شكوى للشرطة في حال تعرضهم للسرقة، وهذا ما يدفع بعض اللصوص إلى التمادي واستهداف السوريين بعينهم”.
تحذيرات ونصائح لتفادي السرقة
يبدو أن تصاعد ظاهرة السرقات، زاد من مخاوف السوريين المقيمين في المدينة، خاصة بعد انتشار تحذيرات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسوك”، وتأكيدات من أشخاص تعرضت منازلهم للسرقة، أفادوا بأن بعض السرقات باتت أشبه بالسطو المسلح، حيث يقتحم المنزل شخص أو أكثر، مسلحين بأسلحة بيضاء أو بخاخات مخدرة لسرقة الأشياء الثمينة تحت التهديد.
وحسب صحيفة “حرييت” التركية، فقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على عصابة سورية في شهر سبتمبر من العام الفائت، بعد أن انتحل أفرادها صفة رجال الأمن واقتحموا منزل أسرة سورية وسرقوا خمسة كيلوغرامات من الذهب في منطقة “غريي تيبه”، واسترجعت الشرطة الذهب المسروق فيما أشارت تقارير إعلامية إلى أن السارقين من حملة الجنسية السورية.
ويعتبر ابقاء الإضاءة مستمرة في المنزل حتى عند الخروج منه، وسيلة جيدة لتجنب السرقة، وضع الأموال في البنك أو في خزانات محكمة الاغلاق أو تحتاج بصمة او أرقاماً سرية وعدم حفظ المقتنيات الغالية في مكان واحد مهم جداً، ويمكن دائما تركيب كاميرا عند مدخل المنزل أو البناء لمعرفة اللصوص وإخافتهم من كون المنزل مراقباً.
المصدر: روزنة
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=8206