أطلق النظام السوري، سراح المعارض المعتقل في سجونه، محمد فاضل القدور، بعد سجن دام 6 سنوات، بسبب اشتراكه في إحدى المظاهرات التي طالبت بسقوط الأسد، عام 2012، وفق مصادر سورية معارضة مختلفة.
وعاد المعارض القدور، إلى بلدته (حاس) التابعة لمحافظة # إدلب، وكان على رأس مستقبليه، والدته التي بكت وانتحبت لحظة اللقاء، قائلة لابنها المغيّب عن عينيها أكثر من 6 سنوات: “محمد يا حبيبي، يا عمري، أنت روحي” فيما المعتقل المفرج عنه، يعانقها بكل قوة وشغف، مقبّلا يديها، ثم منحنياً على الأرض مقبلاً قدمي أمه التي قاومته وفشلت في ذلك متوسلةً: “لا، يا محمد. لا، يا محمد”.
وفيما كانت الزغاريد منطلقة فرحا بخروج المعارض لنظام الأسد، من السجن، توالى لفيف من أقربائه وأصدقائه، لاحتضانه ومعانقته، مبادلا إياهم بذات حرارة اللقاء المؤثر والذي كانت فيه الأمّ تنطق بكل عبارات الحب والافتقاد، لابنها الخارج من سجون النظام التي تصفها تقارير دولية وسورية معارضة، بالوحشية.
وعلى الرغم من أن أغلب الصفحات السورية المعارضة، قد ذكرت في تقاريرها أن تاريخ خروج القدور من الاعتقال، هو في العشرين من الجاري، إلا أن الفنانة السورية المعارضة لنظام الأسد، يارا صبري، كانت انفردت في منشور لها، على حسابها، الفيسبوكي، بذكر خبر إطلاق سراح القدور، بتاريخ الخامس عشر من الجاري، دون أن توضح أي تفاصيل إضافية.
وفيما ذكرت صفحة (حاس نيوز) الإخبارية المعارضة على فيسبوك، أن القدور كان معتقلا في سجن (عدرا) المركزي، قالت صفحات أخرى، إنه تم الإفراج عنه من سجن حمص، وفق ما أكد محمد القدور، ابن عم المعتقل، على حسابه الفيسبوكي.
واكتفى “المركز الصحافي السوري” وهو إحدى الجهات الإعلامية المعارضة لنظام الأسد، بالإشارة إلى إطلاق سراح القدور، بعد ست سنوات من الاعتقال، فيما ذكرت مصادر أخرى، أن مدة الاعتقال ست سنوات ونصف السنة.
أكثر من 220 ألف معارض في سجون الأسد
ويطلق نظام الأسد، في الآونة الأخيرة، سراح بعض المعارضين المعتقلين في سجونه، خاصة بعدما ذكرت مصادر حكومية روسية، أول الشهر الجاري، أن الأسد بصدد إصدار “عفو” واسع عن معارضيه الذين زج بهم في السجون، ثم تعريضهم لأقسى أنواع المعاملة العقابية الانتقامية، فيقضي بعضهم لافظاً أنفاسه الأخيرة، تعذيباً، أو يقتل بعضم بدم بارد، إعداماً، كما ذكرت تقارير إخبارية عالمية تابعة لمنظمات دولية، كتقرير منظمة العفو الدولية الصادر عام 2017، والذي شبّه فيه أحد أشهر سجون نظام الأسد وحشيةً وقتلا تحت التعذيب، وهو سجن “صيدنايا”، بالمسلخ البشري، حيث أشارت إلى مقتل قرابة 13 ألف معارض سوري، بين عامي 2011، و2015، تعذيبا وإعداماً بدم بارد.
وأكدت منظمة العفو الدولية، أنه تم قتل 17723 معارضاً للأسد، وهم قيد الاحتجاز، خلال الفترة الواقعة ما بين مارس/آذار 2011، وديسمبر/كانون الأول 2015، مشيرة، وبحسب تقديراتها الخاصة، كما قالت، إلى مقتل ما بين 5000 معتقل إلى 13 ألفاً، في سجن صيدنايا، وحده، وتم “إعدامهم خارج نطاق القانون”، بحسب تقرير المنظمة الصادر في شهر فبراير/شباط 2017.
وكانت آخر التقارير الإخبارية، قد أحصت نهاية العام الماضي، عدد المعتقلين المعارضين في سجون الأسد، بأكثر من 220 ألف معتقل، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
يشار إلى أن الأخبار المتعلقة بإطلاق سراح أحد معارضي الأسد، على وسائل التواصل الاجتماعي، تصبح منصة واسعة، لسؤال الأهالي عن أبنائهم المعتقلين في سجون النظام، دون أن يعرفوا حتى مكان احتجازهم. حيث لفت في خبر إطلاق سراح محمد فاضل القدور، قيام عشرات الناشطين أو الأهالي، بالسؤال عن المكان الذي كان معتقلاً فيه، وطلب التواصل معه، من أجل سؤاله عن معارضين آخرين هم قيد الاعتقال. بحسب تعليقات ومنشورات كثيرة وردت على الصفحات التي نشرت خبر استعادته حرّيته.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=69636