إذا كنت تبحث عن انتخابات تختلف تمام الاختلاف عن الانتخابات الأميركية الصاخبة طويلة الأجل، والمثيرة للكثير من الجدل، التي انعقدت خلال العام الماضي، فليس أمامك سوى الانتخابات الألمانية، التي قد يتقرر على أساسها مصير عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين والعرب الذين قدموا إلى ألمانيا.
ورغم أنه نادراً ما ستجد لاجئين يشاركون في السياسة، إلا أن الحملات الانتخابية جعلت اللاجئين موضوعاً ساخناً للنقاش -بصورةٍ سلبية في معظم الوقت- ونادراً ما يُسمَع صوتٌ لـ1.4 مليون لاجئ قدموا إلى ألمانيا منذ الانتخابات الأخيرة قبل أربع سنوات.
وثمة مخاوف حقيقية من أن يتحول اللاجئون إلى مواطنين من الدرجة الثانية بعد هذه الانتخابات، هذا فضلاً عن أنهم يعدون أصلاً الحلقة الأضعف في تصارع الأطراف المتنازعة.
سوف يتوجه الناخبون، يوم الأحد القادم، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مصيرية، ولكنها تتسم بالهدوء الشديد.
إعلان
الانتخابات تتركز بشكل أساسي على المتنافسَيْن الرئيسيين، أنجيلا ميركل المحافظة التي تشغل المنصب المتنافس عليه حالياً، وعضو الحزب الديمقراطي الاجتماعي مارتن شولز.
لماذا ينبغي أن تهتم؟
تتسم الحملة الانتخابية بالهدوء، ولكن النتائج ربما تكون لحظة فاصلة في تاريخ ألمانيا. فلم يتمكن أي حزب يميني من الحصول على أي مقاعد بالبرلمان الألماني منذ هزيمة النازيين عام 1945. ومن المؤكد أن تتغير الأوضاع يوم الأحد، حيث إن الأرجح أن يحقق حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المناهض للهجرة مكاسب هائلة.
إعلان
كيف ستؤثر الانتخابات على الولايات المتحدة؟
تعد ألمانيا أكبر بلدان الاتحاد الأوروبي من حيث تعداد السكان والقوة الاقتصادية؛ ويتفق الحزبان الرئيسيان على ضرورة أن تقف ألمانيا في مواجهة العديد من السياسات التي ينتهجها الرئيس ترامب، وخاصة فيما يتعلق بالتجارة والهجرة.
إعلان
ويمكن أن يؤدي فوز ميركل مرة أخرى في الانتخابات إلى تعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية مع إدارة ترامب، بينما قد يؤدي الفوز غير المحتمل للحزب الديمقراطي الاجتماعي إلى توسيع الفجوة عبر الأطلنطي بصورة أكبر، حسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
مَن المتنافسون الرئيسيون؟
هناك ستة مرشحين حزبيين رئيسيين على منصب المستشار الألماني، إلا أن اثنين فقط يحظيان بفرصة حقيقية للفوز. فقد قادت المستشارة أنجيلا ميركل -التي يدعوها العديد من الألمان بلقب “الأم”- ألمانيا على مدار 12 عاماً وتكاد تكون مطمئنة للفوز في الانتخابات مرة أخرى. وكانت ميركل، التي نشأت في ألمانيا الشرقية الشيوعية، عالمة حصلت على الدكتوراه في الكيمياء. وتعد أول امرأة تشغل منصب المستشار الألماني.
وعلى النقيض من ذلك، تعد خلفية مارتن شولز فذَّة في مجال السياسة الألمانية، التي غالباً ما تحدد الدرجات الأكاديمية والإنجازات التعليمية من خلالها المسار المهني. فقد ترك شولز الدراسة الثانوية قبل الحصول على شهادته، وهو من أسرة متوسطة من الطبقة العاملة، وكان يناقش صراحةً معركته مع إدمان الكحول. وكان شولز يرأس البرلمان الأوروبي قبل الترشح أمام ميركل.
كيف تتم عملية التصويت؟
يدلي الناخب الألماني بالفعل بصوتين، أحدهما يختار من خلاله ممثل مقاطعته بالبرلمان، والآخر يرشح من خلاله الحزب الذي يفضله.
يتم انتخاب نصف أعضاء البرلمان من خلال التصويت الأول المباشر. ثم يتم اختيار بقية الأعضاء عن طريق منح الأحزاب مقاعد حرة، بما يتفق مع نتائج عملية التصويت الثانية. وإذا ما حصل حزب على 10% من عملية التصويت الثانية على سبيل المثال، سيحظى بعدد من المقاعد يكفي لتشكيل 10% من أعضاء البرلمان.
وتحتاج الأحزاب إلى الحصول على 5% من إجمالي عدد الأصوات أو ثلاثة مقاعد منتخبة انتخاباً مباشراً على الأقل، كي يتم تمثيلها بالبرلمان.
كيف ستصبح ميركل مستشارة في حالة فوز حزبها؟
تشير صناديق الاقتراع إلى أن ميركل ستحصل على معظم الأصوات، دون تحقيق أغلبية مطلقة. وإذا ما تحققت تلك النتيجة، فسوف تبدأ ميركل، باعتبارها زعيم الحزب، في إجراء مباحثات مع الأحزاب الأخرى لتشكيل حكومة ائتلافية.
ويمكن أن تستغرق محادثات تشكيل الائتلاف ما بين أيام إلى شهور. وحينما يتم التوصل إلى اتفاق، تختار الأحزاب الحاكمة الجديدة المستشار داخل البرلمان.
ما حكومةُ الائتلاف الأكثر ترجيحاً استناداً إلى الانتخابات الأخيرة؟
إعلان
“حكومة ائتلاف كبرى”
إعلان
إعلان
يذكر معظم الألمان أنهم يفضلون استمرار حكومة الائتلاف الكبرى الحالية، المشكلة فيما بين الحزب الديمقراطي المسيحي اليميني الوسطي لأنجيلا ميركل (والحزب البافاري الشقيق)، والحزب الديمقراطي الاجتماعي اليساري الوسطي. ويعد ذلك هو أفضل اتفاق يمكن التوصل إليه بين أقوى تكتلين في ألمانيا.
إعلان
ويمكن أن تدخل ميركل في ائتلاف مع أي من الحزب الديمقراطي الحر أو حزب الخضر. ومع ذلك توجد بعض المحاذير. فقد كان الحزب الديمقراطي الحر شريكاً في حكومة ائتلاف ميركل فيما بين عامي 2009-2013. وبعد ذلك، تم استبعاده من البرلمان تماماً. وألقى البعضُ اللومَ على ضعف الحزب الديمقراطي الحر، باعتباره السببَ وراء الخسائر التاريخية اللاحقة التي مُني بها الحزب. وفي غضون ذلك، خسر حزب الخضر دعم الناخبين في الآونة الأخيرة إلى حد كبير.
حكومة ائتلاف لا تضم ميركل
استناداً إلى قوة الحزب الديمقراطي الاجتماعي وإخفاق ميركل المحتمل في إقناع الأحزاب الأخرى بمشاركتها في الحكم، يمكن أن يتم تشكيل حكومة ائتلاف دون مشاركتها. ومن الناحية النظرية، يمكن أن يشكل الحزب الديمقراطي الاجتماعي حكومة يسارية مع حزب الخضر والحزب اليساري، وربما الحزب الديمقراطي الحر.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=27210