ليحمل طفلا ينتظره.. مريض سوري يحلم بعلاج في تركيا (قصة إنسانية مؤثرة)

زياد شاهين
2018-12-06T18:16:53+03:00
أخبار تركياالسوريون في تركيا
زياد شاهين6 ديسمبر 2018آخر تحديث : الخميس 6 ديسمبر 2018 - 6:16 مساءً
ليحمل طفلا ينتظره.. مريض سوري يحلم بعلاج في تركيا (قصة إنسانية مؤثرة)

يعاني حسام ناجي، وهو مُهَّجر من ريف حمص وسط سوريا، من مرحلة متقدمة من مرض “باركنسون” (الشلل الرعاش).

يعيش ناجي (48 عامًا) حياة النزوح مع عائلته في إدلب (شمال)، في ظل ظروف معيشية وصحية صعبة للغاية.

خرج ناجي من ريف حمص، الصيف الماضي، بعد اتفاق قضي بدخول قوات النظام إليها وتهجير المعارضين من مدنيين وعسكريين إلى إدلب.

** أزمة نفسية

البداية كانت أواخر عام 2011، إذ انطلق المرض يهاجم جسد ناجي، بعد أن أصيب بأزمة نفسية؛ جراء قصف النظام المتواصل على بلدته.

تدهورت حالته النفسية تدريجيًا، ليصاب بعدها بمرض “باركنسون”، وهو اضطراب يصيب الجهاز العصبي ويجعل المصاب عاجزًا عن السيطرة على حركته

يومًا بعد آخر، تسوء حالة ناجي، إذ لا تتوفر إمكانية العلاج في سوريا، حيث تداعيات الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام.

تزداد ارتعاشات جسده، حتى بات عاجزًا عن القيام بأبسط الحركات، ويأمل أن يتمكن من الدخول إلى تركيا لتلقي العلاج، لعله يوقف تطور المرض.

** بقالة صغيرة

بعد تهجيره، لجأ ناجي إلى بيت في قرية “العطاء”، التي تم إنشاؤها في ريف إدلب لإيواء المهجرين.

فتح النازح السوري قسمًا من بيته كبقالة صغيرة يتكسب منها مالًا قليلًا يكفي فقط للحصول على جزء من أدويته.

هو أب لطفلين ووزوجته حامل بثالث، ويتخوف من أنه عند قدوم الثالث لن يستطيع أن يحمله.

ناجي قال للأناضول إنه هُجر من حمص إلى إدلب، ثم غادر إلى تركيا.

واستدرك: لم أستطع الحصول على بطاقة الحماية المؤقتة، التي تمنحها الحكومة التركية للاجئين السوريين، ما اضطرني للعودة إلى سوريا

وأوضح أن بقالته الصغيرة تدر عليه يوميًا ألف ليرة سورية فقط (دولاران أمريكيان)، ما يكفي بالكاد لشراء قسم من أدويته.

وأوضح أنه يتناول علاجًا كل ثلاث ساعات، لتخفيف الارتعاشات والتشجنات في جسده.

ولفت ناجي إلى أنه لا يستطيع سوى أن يحمل الأشياء الخفيفة للغاية في بقالته، بينما يعجز عن الكثير من الحركات.

وأردف بحزن: “هذا المرض حولني إلى إنسان عاجز، والعلاج هنا مستحيل”.

وتابع: “أرغب بالعلاج في تركيا، لدي ولدان والثالث قادم، وبسبب مرضي لن أتمكن من حضنه عندما يولد، ولن أستطيع أن أُؤذن في أذنه”.

** بلا إمكانيات

ابنة ناجي ندى (9 أعوام) قالت للأناضول إنها ترغب بشراء الأدوية لوالدها.

وأضافت الطفلة أنها تساعد والدها في البقالة، وتمسك له الهاتف ليجري مكالماته.

ويتعرض 30 ألف شخص في سوريا شهريًا لصدمة نفسية جراء الحرب، بحسب تقرير للأمم المتحدة، عام 2017، تناول احتياجات الشعب السوري.

كما يعاني 2.8 مليون شخص من إعاقة جسدية دائمة، منهم 86 ألف شخص أفضت إصابتهم إلى بتر بعض أطرافهم.

فيما أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في مارس/ آذار الماضي، بأن ما لا يقل عن 1.1 مليون شخص أصيبوا منذ مارس/ آذار 2011.

الشبكة أوضحت، في تقرير لها، أن ما لا يقل عن 45 بالمئة من المصابين هم نساء وأطفال، وما بين 10 بالمئة و15 بالمئة من الإصابات تتحول إلى حالات إعاقة أو بتر للأعضاء.

ويعمق من مأساة هؤلاء عدم توفر مستشفيات مؤهلة قادرة على الاعتناء بهم، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، ومنه ناجي، الذي باتت تركيا أمله الوحيد ليحتضن طفله الثالث.

الأناضول

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.