ترجمة وتحرير تركيا بالعربي
سلطت وسائل إعلام تركية الضوء على إحياء الأتراك الأول من رجب.
وبحسب ما رصدت وترجمت تركيا بالعربي نقلاً عن محطة show tv فقد نشرت وسائل إعلام تركية صور ومقاطع عن احياء الأتراك للأول من رجب في المدن التركية.
ودعا خطباء المساجد للمسامحة والدعاء ولعدم حمل الضغينة للآخرين.
وقد أشار خطباء المساجد إلى أهمية ليلة الاول من رجب، حيث اكتظت المساجد بالناس ونشرت مقاطع فيديو عن هذه الليلة.
ليلة الرغائب في تركيا
كل ما ترغبه في هذه الحياة، ومن عملها الساعي لثواب الآخرة، ترفعه بين يدي الله في أول ليالي شهر رجب، التي يطلق عليها الأتراك اسم “ليلة الرغائب” بين صلاتي المغرب والعشاء، يسبقها صيام الخميس الذي هو أول خميس في رجب، والتعبد فيها أسوة به في الليالي “الكبيرة” كالعشر الأواخر من شهر رمضان، ويوم عرفة، وليالي الجمعة.
ويحيل الأتراك الاحتفال بهذه الليلة لفضل شهر رجب، وفي ذلك يقول الحديث النبوي الشريف الموضوع، وذكره ابن الشجري في أماليه، ويقول “عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَلَا إِنَّ رَجَبًا شَهْرُ اللَّهِ الْأَصَمُّ, وَهُوَ شَهْرٌ عَظِيمٌ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْأصَمُّ لِأَنّهُ لَا يُقَارِبُهُ شَهْرٌ مِنَ الشُّهُورِ حُرْمَةً وَفَضْلًا عِنْدَ اللَّهِ، وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلَيَّةِ تُعَظِّمُهُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ لَمْ يَزْدَدَ إِلَّا تَعْظِيمًا وَفَضْلًا، أَلَا إِنَّ شَهْرَ رَجَبٍ شَهْرُ اللَّهِ، وَشَعْبَانَ شَهْرِي، وَرَمَضَانَ شَهْرُ أُمَّتِي، أَلَا فَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمًا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا اسْتَوْجَبَ رِضْوَانَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ”.
وتعود عادة الأتراك في الاحتفال بليلة الرغائب، إلى عهد السلطان العثماني سليم الثاني، حيث كانت تزين الجوامع في عهده ليلتها، وتقام الصلوات حتى طلوع الفجر، ويحمل الطعام للمصلين، وتشيع روح التضامن والبركة بين الشعب.
ويستمر الحتفال بهذا الزخم إلى اليوم، حيث يستعد الأتراك لهذه الليلة في كل الجوامع بالأخص الكبرى منها، من ذلك في مدينة اسطنبول، أن الناس تقصد مساجد كجامع الصحابي أبو أيوب الأنصاري، والفاتح، والجامع الأزرق، وجامع السلطان أحمد، وغيرها، لإقامة الصلاة حتى الفجر.
كذلك تشحذ هذه الليلة همة بلدية المدينة أكثر، فتعمل على حمل ما يكفي من الطعام للمتعبدين، وتوزع الحلوى على الأطفال، بينما يتبادل الأتراك التهاني بين بعضهم البعض، وتمنيات العام المبارك والسعيد.
وكل من يحضر ليلة الرغائب في تركيا، يستطيع أن يلمس الروح الجمعي الذي يتملك مدنها، بالأخص وأن الأغلبية العظمى من الشعب التركي الذي يبلغ تعداده 78 مليون نسمة، هم من المسلمين.
ولأن الاختلاف بشأن الاحتفال بهذه الليلة، قائم مقام الاختلاف تجاه باقي الاحتفالات التي تستمد روحها من العادات ومن ما تتوسمه الشعوب من خير فيها، اختلف العلماء بشأن شرعية الاحتفال بليلة الرغائب.
وكلمة “الرغيبة” تعني في اصطلاح المالكية، صلاة الفجر، وهو ما يستدعي صلاة النوافل حتى آذان الفجر، والنوافل تقرب من الله، في كل المذاهب، وفي هذا الباب يبذل الأتراك، وهم على مذهب الإمام أبي حنيفة، الجهد والروح.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=91268