مجاهد الصوابي – ترك برس
أكد متين توران رئيس الجمعية العربية بإسطنبول أن الجاليات العربية المقيمة في تركيا “معنية بالتصدي للهجمة الشرسة التي تتعرض لها تركيا من عدد من الكارهين لها والحاقدين على تقدمها الاقتصادي واستقرارها السياسي وبرعاية صهيونية ومن بينهم عواصم عربية للأسف الشديد”.
وذلك في مؤتمر صحفي استضافته جمعية “اسكن” التركية لرجال الأعمال تحت عنوان “المؤتمر الصحفي العربي حول الهجمات المفتعلة ضد تركيا”، وأعلنت من خلاله الجاليات العربية “موقفها الداعم للدولة التركية والرافض للمؤامرة القذرة التي يقودها أعداء تركيا”.
“كلنا ندعم تركيا ونفضح الأكاذيب”
ومن جهته ألقى رجل الأعمال اليمني نبيل غانم وممثل الجالية اليمنية في المؤتمر، البيان الموحد باسم الجاليات العربية، الذي أكد فيه على أن العرب المقيمين في تركيا يتابعون باستغراب شديد الحملة العدائية التي “تتبناها أنظمة إقليمية وتغذيها أحقاد سياسية وأجندات مشبوهة”، بهدف التأثير على مجرى الحياة السياسية في تركيا التي تتجه نحو تأسيس عهد جديد من الاستقرار السياسي والديمقراطية الراسخة.
وأضاف البيان، إن “أعداء تركيا في هذه المرحلة الحساسة من التاريخ، يحاولون إيذاء هذا البلد العريق، من خلال استهداف القطاعات الأكثر حساسية وتأثيراً وفي المقدمة منها قطاع السياحة، الذي تتوفر له إمكانيات هائلة وقل نظيرها في أي بلد آخر في منطقتنا”.
وقال: “إننا إذ نستهجن هذا النوع من الحملات التي تحاول إغراق المنطقة في التوتر والكراهية، وتضرب الأواصر المشتركة بين تركيا والعالم العربي، فإننا كعرب مقيمين في هذا البلد، على يقين تام بأن هذه الحملات لن تنجح في النيل من السمعة الطيبة التي رسختها الجمهورية التركية طيلة العقدين الماضيين كبلد ديمقراطي تعددي، واقتصاده مزدهر ووجهة سياحية فريدة ومتنوعة ومدهشة في قلب العالم”.
وأشار غانم إلى أن تركيا “فتحت ذراعيها لاحتضان الملايين من العرب الذين شردتهم الحروب والمؤامرات التي أجهضت حلمهم في التغيير السلمي، وطي صفحة سوداء من تاريخ بلدانهم التي استبدت بها الأنظمة الدكتاتورية والتسلط والفساد، وهم اليوم يعيشون في هذا البلد في ظل تسهيلات قل أن يجدوها في بلدانهم، التي غادروها مرغمين. ويشهدون على نهضته واستقراره وإنجازاته العظيمة التي تحولت معها تركيا إلى بلد ممتع ويمضي قدماً على كافة المستويات”.
“ملايين السياح يتمتعون بالجمال والأمن في تركيا”
وأكد إن الملايين من السياح يتوافدون إلى تركيا لقضاء أوقات ممتعة مصدرها هذا التنوع الثري للإرث الثقافي والحضاري والإنساني والطبيعة الخلابة والمتنوعة، وبحثاً عن لحظات من الاسترخاء في شواطئ رائعة وخدمة سياحية ممتازة تقدمها سلسلة من المنتجعات العالمية التي أقيمت على طول السواحل التركية على البحر الأبيض المتوسط وبحري إيجه ومرمره والبحر الأسود.
وأجمعوا على أن تركيا ليست ملاذًا آمنًا ومنطقةً واعدةً بالفرص الاقتصادية فحسب؛ و”لكنها محطةٌ ملهمةٌ للعرب للتأمل والتفكير بصياغة مستقبل أفضل لبلداننا التي تعيش في هذه المرحلة وضعاً استثنائياً مسترشدين بالتجربة التركية الملهمة”.
“تركيا لن تتخلى عن مبادئها بنصرة المظلوم”
ومن جهته أكد حسن علي جاسور رئيس جمعية “اسكن” لرجال الأعمال الأتراك، على أن الاجتماع تم برعاية الجمعية العربية التي تقوم بجهود جبارة لنشر الثقافة العربية وتوثيق العلاقات والروابط بين العرب والأتراك، موجها الشكر لجهود الجمعية العربية لأنها أثارت هذا الموضوع الهام في هذا التوقيت الهام، وقال: “نحن ندرك معنى كلمة المهاجرين والأنصار وندرك كيف فتح أهل المدينة منازلهم وممتلكاتهم لأهل مكة بعد ظلم المشركين”.
وقال: “لذلك فأنتم بسبب الحروب والظلم في بلادكم اخترتم تركيا ملاذا آمنا لكم ونحن كنا وسنظل أنصاراً لكم حتى تنتهي محنتكم تلك وهذا يسعدنا كثيرا نحن الأتراك”.
وأضاف جاسور أن “الثقافة التركية التي تربينا عليها تجعلنا نحتضنكم مهما كانت الصعاب ولن يستطيع أحد إضعاف الروابط الأخوية بيننا كعرب وأتراك، واليوم تركيا تحتضن الملايين من اللاجئين السوريين والأفغان وغيرهم، وتمد يد العون لكل مظلوم في العالم الإسلامي، وترفع صوتها تجاه الظلم الحاصل في فلسطين وميانمار لرفع الظلم عن إخواننا المسلمين المظلومين في هذه البلاد”.
وقال رئيس جمعية اسكن: “مع الأسف رغم كل هذه الجهود لرفع الظلم عن المسلمين، إلا أننا نفاجأ بأن هناك بعض الدول المسلمة التي تسيء فهم هذا الدور التركي وتسعى للنيل منها وعرقلتها”، مشددا على أن ذلك لن يثني تركيا عن الاستمرار في نهجها بحماية المظلومين والدفاع عنهم في مختلف الأقطار الإسلامية، و”إذا لزم الأمر سنتقاسم الخبز مع الإخوة المظلومين في بلادنا ولن نتردد عن الوقوف إلى جانبهم سواء في القدس وفلسطين أو ميانمار أو سوريا وغيرهم”.
img_20180611_150755_hdr.jpg
لماذا يغير الشعب الأرميني حكومته في يومين دون ضجيج؟
وفي كلمة ممثل الجالية الخليجية وأمين عام حزب الأمة الإماراتي د. حسن الدقي، أكد على “استهداف الغرب وأمريكا تركيا ومعهم المتصهينون العرب حتى يعيقوا تقدمها ويعاقبوها على وقفتها إلى جانب تطلعات الشعوب العربية في الربيع العربي من أجل نيل حريتها واستقلالها”.
وتسائل الدقي: لماذا يغير الشعب الأرميني نظامه الحاكم خلال يومين في مظاهرات سلمية دون أن تراق قطرة دم واحدة؟ بينما يعجز الشعب السوري على مدار 7 سنوات من ممارسة هذا الحق ويدفع فاتورة قوامها قتل أكثر من نصف مليون مواطن.
وأضاف: “لماذا تسعى حكومات عربية وعبر استخدام أدواتها السياسية والأمنية والإعلامية والاقتصادية للتأثير السلبي على الشعب التركي وحكومته المنتخبة ولماذا تعاديها إلى هذه الدرجة التي تشن فيها حربا إعلامية مفضوحة ومكشوفة هدفها التأثير على الشعوب العربية وتشويش علاقتها التاريخية والأخوية مع الشعب التركي؟!”.
وأضاف أن “المواقف التركية الرائعة من ثورات الربيع العربي، ومن دعم قضية الشعب الفلسطيني والقدس الشريف بالتصدي لصفقة القرن المشؤومة التي تسعى لتغيير هوية المنطقة العربية وعقيدة شعوبها ومحاولة إفشال هذه الصفقة القذرة، هو الدافع لتآمر بعض الحكومات العربية مع الكيان الصهيوني ضد تركيا، وسيفشلون في حربهم تلك كما فشلوا في انقلابهم الغادر في 15 تموز/ يوليو 2016”.
وقال الدقي: “للأسف تتولى حكومة الإمارات قيادة ملف الثورة المضادة في المنطقة بتفويض من الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل السيء في الساحات المختلفة والعبث بها كما يجري في درنة الآن في ليبيا”.
وأضاف أن “تركيا اليوم تقود المنطقة وشعوبها للخروج من آثار قرن كامل من الهيمنة والوصاية، وتتفق مع هذا التوجه للشعوب العربية الثائرة التي لم تعد تقبل بمخرجات ذلك القرن وتقدم أبناءها في ساحات المعارك التي تفرضها النظم الديكتاتورية وفي سجونها من أبو ظبي شرقا إلى الرباط غربا”، موضحاً أن ملخص ما يجري أن شعوب المنطقة تسعى لتحرير إرادتها التي عند تحققها ستتمكن من التحرر من نفوذ المحتل الخارجي.
“العرب هم عين تركيا وذراعها اليمنى”
ومن جهته أكد د. مصطفى حامد أوغلو رئيس الجالية السورية بتركيا، على أنه من المفارقات أن يكون بتركيا نظام يعتمد على الديمقراطية واختيار الشعب لحكومته ويقوم الغرب بمحاربته، بدلا من أن يتعاون معه كنظام ديمقراطي ما يؤكد كذب الغرب في توجهه.
وأضاف أن “الاقتصاد التركي اقتصاد قوي، وهم يعلمون ذلك جيداً بأنه اقتصاد يعمل ضمن قوانين السوق الحر، وهناك اجتمعات وتنسيق بين تركيا وبين مستثمري العديد من الدول الغربية التي تستثمر المليارات في تركيا، وكلاهما بحاجة إلى بعضهما”.
وألمح إلى أن توجّه تركيا إلى الصناعات العسكرية والاستراتيجية “أزعج هذه الدول الغربية لأنهم لا يريدون لتركيا أن تمتلك قرارها واستقلالها بامتلاك سلاحها وتصنيعه، كما أعلنت الدوائر الاقتصادية اليوم أن نسبة نمو الاقتصاد التركي خلال الربع الأول من عام 2018 تجاوزت 7.4%”.
وأشار حامد أوغلو، إلى ما قاله محمد عاكف أرسوي الشاعر التركي، بأنه لا يمكن للأتراك أن يعيشوا بدون العرب فهم يدهم اليمنى وعينهم التي يرون بها. ودعا “لأن تكون الجاليات العربية في تركيا بمثابة الجسر الذي يعبر عليه الأتراك إلى شعوب الأمة العربية”.
ودعا إلى “نقد أنفسنا نحن العرب بشكل عملي، وعلينا أن ندعم الاقتصاد التركي بتعريف المستثمر العربي بحقيقة وقوة هذا الاقتصاد، وأن تكون هناك مراجعة من جانب تركيا لبعض المعوقات التي تعوق المستثمر العربي لتذليلها، حتى تتدفق الاستثمارات العربية إلى تركيا بالمليارات”، وطمأن المستثمرين العرب من “كذب حملات التخويف والدعاية السوداء التي تطلق في غبار الحملات الانتخابية”.
بينما رائد الفضاء السوري الجنرال محمد فارس، أكد أن “سبب الهجمة الشرسة على تركيا هي انتشار النوادي العلمية في ربوع تركيا والتي ستُخرج في المستقبل مئات العلماء”، معلناً تضامنه مع التطور العلمي الذي تشهده تركيا وأن “جميع السوريين في تركيا مع حكومة العدالة والتنمية قلبا وقالبا في هذا التطور العلمي”.
قناة الشرق تدشن حملة دعاية للسياحة التركية
ومن جهته أكد أيمن نور ممثل الجالية المصرية ورئيس حزب الغد المصري، أن “ما تتعرض له تركيا من حملات لتشويهها، هو بسبب انحيازها للمبادئ على حساب المصالح، ولأن موقفها الأخلاقي الصحيح المساند للربيع العربي في مواجهة تحالف مجموعة دول عربية متخلفة قادت الثورة المضادة وما يسمى بالخريف العربي الذي تقودنا إليه إسرائيل مع حلفائها”.
وأضاف أن “بقاء الرئيس أردوغان وحزبه هو آخر صمام أمان قائم دفاعًا عن القدس التي تضيع ويدفع هو وحزبه ثمنا باهظا لموقفهم المبدئي ذاك”، وأوضح أن “هذا العداء لم يأتِ من فراغ لا سيما وإن جاء من دول تدّعي انحيازها للديمقراطية”.
وأشار نور، إلى صحيفة يونانية هاجمت تركيا في مقال افتتاحيتها قائلة: “إن تركيا تريد قيادة دفة سفينة الإسلام المهترئة، وإنها سفينة لا تزال خطرة رغم انحطاطها”، مدللاً على أن هذا الموقف الغربي ليس عداء لتركيا فحسب، بل هذا عداء للإسلام ككل ولدور تركيا التي تدافع عن الأقصى وعن الإسلام.
وأبدى نور استعداده لأخذ خطوات عملية للدفاع عن تشويه صورة تركيا والجاليات العربية المقيمة بها من خلال قناة الشرق التي يملكها في مواجهة هذه الحملة الشرسة ضد تركيا، وستتبنى القناة الدعاية الإيجابية للسياحة في تركيا، مشيرا إلى أن حملات الكراهية ضد تركيا وضد السياحة التركية جاءت بنتائج عكسية وتغلب عليها هاشتاج “صيفنا في تركيا أأمن وأفضل”.
كما أكد مدير جمعية رابعة المصرية ورئيس لجنة العمال بالبرلمان المصري في الخارج صابر أبو الفتوح أن “الحرب على تركيا لأنها دولة تحترم المبادئ الإسلامية وتفتح أبوابها للمظلومين في العالم الإسلامي”، داعياً لتفعيل مهرجان “أهلا تركيا” بشعارات مثل “الاستثمار في تركيا أأمن”، و”التعليم بتركيا أفضل”، و”السياحة في تركيا أجمل”، والترويج لها في كافة البلدان العربية.
img_20180611_145408_hdr.jpg
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=57461