قال رئيس قسم التاريخ في جامعة الشرق الأوسط التقنية التركية، البروفيسور عمر طوران، إن مدينة القدس تحتل مكانة خاصة لدى الأتراك وقد أولاها العثمانيون عناية كبيرة طوال أربع قرون.
وفي حوار مع الأناضول على هامش المؤتمر الدولي للعلوم الاجتماعية المنعقد بجامعة القدس، في بلدة “أبو ديس”، شرقي المدينة المحتلة، قال طوران إن “القدس مكان خاص جدا بالنسبة لنا. نحن نعتبر أن خدمة القدس شرف لنا”.
وأوضح أن العثمانيون قاموا بتجديد أسوار القدس، وإحضار المياه إلى المدينة، كما أنشأوا المستشفيات والمدارس والأوقاف والتكيات فيها.
ولفت أن التكيات كانت تقدم الطعام للمحتاجين وعابري السبيل من المسلمين وغير المسلمين. وأشار في هذا الإطار إلى تكية “خاصكي سلطان” التي ما تزال تقدم الطعام يوميا للمحتاجين وعابري السبيل في القدس.
إعلان
وقال إن “المسيحيين أيضا يحنون إلى أيام القدس العثمانية”، مضيفا “اليوم يعمل المسيحيون واليهود معا في العديد من القضايا، ولكن عندما يتعلق الأمر بالقدس يقول الفاتيكان والمسيحيون فلتكن الأمور كما كانت في زمن العثمانيين”.
وتابع طوران: “شعرت أن قلبي يتمزق عندما زرت مدينة الخليل المحتلة (جنوبي الضفة الغربية). ليس من الضرورة أن تكون مسلما لتحزن من أجل حال المدينة، يكفي أن تكون إنسانا”.
وأشار إلى أن مؤتمر العلوم الاجتماعية يعقد بالقرب من جدار الفصل (في بلدة أبو ديس) الذي يعد أوضح رموز الاحتلال الإسرائيلي.
إعلان
وذكر أن المؤتمر ستكون له العديد من النتائج الأكاديمية بخصوص القدس، وسيزداد عقبه الاهتمام الأكاديمي بالقدس وفلسطين.
وافتتح أمس، في جامعة القدس ببلدة أبو ديس، المؤتمر الدولي للعلوم الاجتماعية، بمشاركة مؤسسات تركية. ويُنظم المؤتمر جامعتا “غازي” التركية، و”القدس” الفلسطينية، ومجلة الدراسات التركية (دورية تعنى بالأدب والتاريخ التركي)، بدعم من مؤسسة التنسيق والتعاون التركية (تيكا).
إعلان
كما يشارك في التنظيم وزارة الثقافة التركية والمركز الثقافي التركي “يونس امرة”، بمشاركة نحو 700 شخصية غالبيتهم من تركيا، ورعاية إعلامية من وكالة الأناضول.
ويقدم خلال المؤتمر، خبراء ومختصون نحو 500 ورقة عمل في 30 جلسة، على مدار ثلاثة أيام متواصلة.