بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزمه إعادة صفة “المسجد” إلى متحف “آيا صوفيا” التاريخي في مدينة إسطنبول، قال رئيس مؤسسة التاريخ التركي السابق يوسف هالاج أوغلو، إن “آيا صوفيا” تحول الى متحف بشكل غير قانوني، مبينًا أن مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، لم يوافق على تحويله إلى متحف أبدا.
جاء ذلك في حديثه لصحيفة “تركيا” على خلفية إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل أيام، عزمه إعادة “آيا صوفيا” إلى أصله وتسميته مسجدًا بعد الانتخابات المحلية المقررة في 31 مارس/ آذار الجاري.
وأكّد هالاج أوغلو أن “آيا صوفيا” هو مسجد في الأصل، ولكن لا يمكن أداء العبادة فيه. وأضاف قائلًا: “يحكون عن مرسوم بشأن تحويل آيا صوفيا إلى متحف.. ويلقونه على عاتق أتاتورك.. ولكن في الحقيقة وبحسب الدراسة التي أجريتها ليس هناك مرسوم كهذا في الجريدة الرسمية”.
وأشار إلى أنه قبل نشر المرسوم في الجريدة الرسمية، يتم توقيعه أولًا من قبل أعضاء مجلس الوزراء، وفق دستور عام 1924، وبعد مصادقة رئيس الجمهورية عليه، يُنشر القرار في الجريدة الرسمية، ولكن أتاتورك لم يوقع على القرار إطلاقًا.
المؤرخ التركي الذي كان برلمانيًا في صفوف حزب الحركة القومية، شدّد على أن هناك شهود عيان يؤكدون عدم توقيع أتاتورك على المرسوم، من بينهم وزير الداخلية في تلك الفترة “شكري قايا بي” الذي يقول إن أتاتورك عندما شاهد القرار رفضه ووصفه بأنه “سخيف”.
وبيّن أن التحقيقات الجنائية التي أجريت في المختبرات، كشفت بأن التوقيع الموجود على المرسوم لا يعود إلى أتاتورك، وأنه عندما طرح إعادة فتح “آيا صوفيا” للعبادة قبل فترة، تلقى عروضًا مغرية من مؤسسات مرتبطة بالفاتيكان، لكنه رفضها.
وقبل أيام، قال الرئيس التركي أردوغان إن مسألة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد “مطلب يتطلع إليه شعبنا، والعالم الإسلامي، أي مطلب للجميع، فشعبنا مشتاق منذ سنوات ليراه مسجدًا”.
وتابع قائلا: “لقد كانت مسألة تحويل اسم هذا المكان إلى متحف خطأً كبيرًا، وقد آن الآوان لاتخاذ خطوة لتغيير هذا الوضع، وبناء عليه لن يتم ذكر آيا صوفيا كمتحف، حيث سيخرج من وضعه هذا، وسنذكره كمسجد”.
وأضاف: “سيأتي السياح من كل مكان ليزوروا مسجد آيا صوفيا وليس متحف آيا صوفيا كما يزورون مسجدي السلطان أحمد، والسليمانية بإسطنبول”.
واستطرد قائلًا: “البعض يخرج علينا ليطلب منا ألا نفعل ذلك، وهم لا ينبسون ببنت شفة حيال ما يحدث من اعتداءات تحدث بالمسجد الأقصى حيث يدخله الجنود ببياداتهم، ويلقون بالمصاحف على الأرض، فنحن مسلمون ومثل هذه الأمور تضايقنا، لذلك على الصامتين حيال ذلك ألا يخرجوا ليعلموننا ما نفعل أو لا نفعل”.
وفي ما يلي حوار سابق للمؤرخ التركي مع وكالة “إخلاص” التركية، يعرض فيه وثائق تؤكد وجود اختلاف في توقيع أتاتورك على الوثيقة المعنية بـ”آيا صوفيا”.
المصدر: ترك برس
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=94327