أوفد #اللواء_ماهر_الأسد، شقيق رئيس #النظام_السوري، بشار، وقائد الفرقة الرابعة في حرس النظام الجمهوري، بعضاً من ضباطه ليتحدثوا باسمه، للتفاوض مع أهل محافظة #السويداء، حول ما تمّ تسميته بـ”مكرمة” تقدّم بها شقيق الأسد، لأهالي المحافظة التي يرفض أغلب شبّانها الالتحاق بجيشه لقتال سوريين آخرين.
واجتمع الضباط الذين أوفدهم اللواء ماهر الأسد، مع بعض أهالي المحافظة ووجوهها المعروفة، لسماع مطالبهم ومناقشة “مكرمة” شقيق الأسد الخاصة باجتذاب شبان المحافظة ذات الغالبية من المسلمين الموحدين الدروز. وكانت المفاجأة بأن يقوم أحد أهالي المحافظة المدعوين للقاء الوفد، بفضح نظام الرشوة السائد في جيش النظام، فيخبرهم بقصة ضابط يرتشي، بطريقته الخاصة.
وقال الرجل الظاهر في الفيديو، متوجهاً بالكلام لوفد ماهر الأسد، عن سبب إحجام شبان المحافظة، عن الخدمة بجيش النظام، متحدثاً عن “الرشوة” المتفشية في صفوف هذا الجيش، إلى درجة أن العسكري عليه أن يتقدم براتبه كله، لقائده العسكري، كي لا يتخذ بحقه عقوبات عسكرية!
ولم تتوقف الفضيحة التي جاهر بها أحد ممثلي السويداء، لدى لقائه وفد ماهر الأسد، عن دفع الجنود مرتباتهم لقادتهم العسكريين، كي تتم معاملتهم معاملة حسنة. بل سرد لهم إحدى أكبر الفضائح عن سريان الرشوة بين قادة جيش النظام، فحدثهم عن ضابط قال إنه يعرفه بالاسم ومكان الخدمة، يقول لجنوده إنه أضاع “ألف ليرة سورية” قائلا لهم: “من يجد لي هذا الألف ويعيدها إلي سأعطيه إجازة لمدة 10 أيام!
في طريقة منه لطلب الرشوة، بشكل غير مباشر. فيقول الرجل صاحب الرواية المصوّرة: “طبعا، كل الكتيبة العسكرية، ادّعت أنها وجدت الألف ليرة، وقامت بإعطائها للضابط”! منهياً كلامه: “يا سيادة العميد والعقيد، أهلا وسهلا بكم”.
هذا ولم ينبس ضباط ماهر الأسد، ببنت شفة، رداً على “الصفعة” التي وجهها الرجل، للفساد المستشري بجيش النظام السوري. بل وقفوا ساهِمين غارقين في حرج لا سابق له، وفق مصادر كانت دعيت لهذا الاجتماع، مع الإشارة إلى أن الفيديو المذكور، لم يظهر أي رد فعل صادراً عن الضباط الذين أوفدهم شقيق رئيس النظام السوري.
العقدة الدرزية وفيدرالية الجنوب السوري!
وكان ماهر الأسد، قد تقدّم بما سمّاه إعلام النظام، بـ”مكرمة” من أجل اجتذاب أهالي السويداء الذين يرفض غالبيتهم الانخراط بجيشه لقتال سوريين آخرين. وتمثلت هذه “المكرمة” بجعل الخدمة العسكرية الخاصة بأبناء المحافظة حصريا، في جنوب سوريا فقط، وهي المنطقة التي تشمل محافظات درعا، والسويداء، والقنيطرة، والتي كانت مشمولة سابقا باتفاق خفض تصعيد، قبل أن يعيد الأسد سيطرته عليها، بدعم من الطيران الروسي.
وينص العرض الذي تقدم به ماهر الأسد، على أن المطلوبين للخدمة الاحتياطية في جيش النظام من أبناء المحافظة، وتجاوزت أعمارهم الـ 35 عاماً، فستكون خدمتهم حصريا في السويداء. كعرض مقدم لهم حصرياً، دون سواهم، من أبناء المحافظات السورية، تبعاً لما أظهره فيديو يتحدث فيه العميد بسام العربيد، رئيس وفد ماهر الأسد، يوضح فيه ما سماه “مكرمة” ماهر، في 13 من الشهر الجاري.
ورأت بعض المصادر الدرزية المرموقة، أن “مكرمة” ماهر الأسد، والأحداث التي شهدتها السويداء، من أعمال عنف واختطاف 30 امرأة وطفلا على يد داعش، في الأسابيع الأخيرة، هي جزء من مخطط أوسع كشف بعضا من ملامحه، الصحافي السوري ماهر شرف الدين.
وقال شرف الدين، الأحد، تعليقاً على زيارة وفد ماهر الأسد إلى السويداء، على حسابه الفيسبوكي الموثّق: “كل يوم يؤكّدون ما قلناه سابقاً، عن أن العقدة الدرزية في سوريا تتلخّص في 40 ألف رافض للخدمة الإلزامية يحتاجهم الروس (وتابعهم النظام) لملء الفراغ في الجنوب الذي حُسِمَ وضعه كفيدرالية (روسياً إسرائيلياً أميركياً)”.
ويضيف شرف الدين الذي ينحدر أصلا من محافظة السويداء، وهو كاتب ومعارض للنظام السوري ومقيم في أميركا منذ بعض سنوات، أن كل ما حصل من أحداث، في المحافظة ذات الغالبية الدرزية، كاغتيال الشيخ الدرزي المعارض وحيد البلعوس، وهجوم داعش الذي أودى بحياة المئات من أبناء المحافظة في شهر تموز/ يوليو الفائت، وما تبعه من قضية مختطفات ومختطفي السويداء، مرتبط “ارتباطاً محورياً بهذه العقدة”. بحسب شرف الدين، في منشوره المشار إليه.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=72221