ما حقيقة تـهـ،ـديد وزير الداخلية التركي بـاعتـ،ـقال السيّاح العرب بالمطارات؟

Amani Kellawi5 مارس 2019آخر تحديث : الثلاثاء 5 مارس 2019 - 1:06 صباحًا
ما حقيقة تـهـ،ـديد وزير الداخلية التركي بـاعتـ،ـقال السيّاح العرب بالمطارات؟

شهد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” على مدار اليومين الماضيين، حملاتٍ إعلامية وإلكترونية منظمة ضد السياحة في تركيا.

الحملات التي قادتها نخبة من الصحف والحسابات السعودية الرسمية تعتمد في الأساس على مقطع فيديو مفبرك لوزير الداخلية التركي سليمان صويلو، يتحدث فيه باللغة التركية أثناء مشاركته في الحملات الانتخابية لحزب العدالة والتنمية المقبل على انتخابات محلية نهاية مارس/ أذار الجاري.

كما قلنا، فإن وزير الداخلية التركي يتحدّث باللغة التركية، لكن الترجمة المكتوبة على الفيديو باللغة العربية، وهي غير صحيحة جملةً وتفصيلاً، ومما جاء في الترجمة المنسوبة للوزير التركي:” لا تفكرون أن الأمر انتهى هكذا، الذين يعارضون تركيا في الخارج ثم يخططون لقضاء عطلاتهم في أنطاليا ومدن البحر المتوسط سيعتقلون في المطارات، في الوقت الذي تعد فيه الشرطة أكوام من الملفات ضدهم، أعتقد بعدها لن يكون في الدنيا من يعادينا، أساساً لا يوجد الآن من يستطيع، أعلم هذا”.

ولم تذكر الترجمة المغلوطة والتي حظيت بانتشارٍ واسع لدرجة أن هاشتاق “تركيا تــهدد السياح” تصدر قائمة تريند السعودية لعدة ساعات مكان وزمان التقاط الفيديو الذي يتحدّث به صويلو.

موقع “مدى بوست” رأى أنّه من الضروري الوقوف عند هذه الحملة المنظّمة والتي تهدف لزيادة تعكير الأجواء وخلط الأوراق، وبعد بحثٍ في أرشيف الخطب التي ألقاها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، تبين لـ”مدى بوست” أن مقطع الفيديو المذكور تم اقتطاعه من حديث لصويلو خلال اجتماع مع منظمات المجتمع المدني في حي أيوب سلطان بولاية إسطنبول التركية، يوم الثلاثاء الماضي ٢٦ فبراير/ شباط ٢٠١٩.

وبالعودة إلى الفيديو المترجم، فهو مجتزأ من الدقيقة ٣١ في الفيديو الأصلي، وقد تمّ تغيير سياقه، إذ كان صويلو يتحدّث عن منظمة PDY المحظورة في تركيا، وقد قال صويلوا نصاً:”أريدكم أن تعرفوا أن PDY هي ليست منظمة إرهابـيـة فحسب بل إنهم كـالـسرطان يحاولون التسلل إلى كل طرف في البلاد وكل مكان في العالم بطريقة منهجية، نحن نتقدم بشكلٍ منظم، نعرف ما نفعله، وما هي الخطوات التي علينا القيام بها، الدولة تهتم بشكل خاص بموضوع PDY و مازلنا حازمين في هذا الموضوع بشكل حازم و إرادة، وكان هكذا من قبل، ليرضى الله عن وزير الخارجية ، وزير العدل، و تشكيلات الاستخبارات، نحن الأربعة نقوم بعمليات كبيرة في الخارج.

ليس في الخارج فقط بل أيضا نقوم بعمليات كبيرة ضد ال PKK، ليأتي الآن الـمـوالين لـ PKK الموجودين في الخارج إلى تركيا، سيتم القبض عليهم مباشرة في المطارات، تركيا ليست دولة لا علم لها بأي شيء، تشتم في الخارج ثم تأتي لقضاء العطلة في أنطاليا، أصبحت هذه الأعمال من الماضي إذا كنت تريد النيل من وحدة هذا الشعب فهذا أيضا أصبح من الماضي الأصدقاء يعدون ملفات متسلسلة من أجل المعادين لـتـركيا في الخارج لا أعرف العالم في طرف من ولكن تركيا اليوم دولة قوية”.

ومن الواضح أن وزير الداخلية التركي يتحدّث عن فئات معيّنة معروفة بعدائها للدولة التركية منذ زمن، وقد تورّطت في العديد من الأعمال التخريبية في تركيا، ولم يكن السياق الذي تحدّث به وزير الداخلية التركي عاماً أو يشير إلى السياح أو إلى أي قومية سواء كانت عربية أو غيرها.

وقد استغلّت وسائل إعلام عربية وخليجية يثق بها الشارع العربي المقطع المفبرك وروّجت له دون التثبّت من صحته، وهذا إن دلّ فإنه يدل أن أشواطاً طويلة ما زالت تنتظر الإعلام العربي حتى يرتقي لعقل المواطن ويحترمه ويعامله كأي إنسان حر يستحق ان يعلم الحقيقة وأن لايكون جزءاً من أجندة سياسية رخيصة لا ناقة له فيها ولا جمل.

الكاتب السعودي عبدالله الطويلعي، وعبر مداخلة على قناة ٢٤ السعودية تحدّث هو الآخر عن الحملة، معتبراً أن تلك التصريحات تدلّ على “الغـطـرسة التركية” وأن تركيا تحاول إلحاق الضرر بالشعوب الأخرى بعدما فعلته بشعبها حسب وصف، معتبراً أن المقاطعة السعودية للسياحة في تركيا آتت ثمارها وأضرب بالقطاع السياحي التركي، متجاهلاً أن القطاع السياحي التركي لايعتمد على العرب بنسبة كبيرة، بل جلّ اعتماده على القادمين من روسيا في الدرجة الأولى ثم ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية.

أما صحيفة “المناطق السعودية” فقد شاركت هي الأخرى في الحملة، عبر زعمها أن التصريحات كانت موجهة للسياح الخليجيين والعرب والمسلمين، رغم أن ما قاله صويلو لم يذكر أي من اسم خليجي أو عربي أو مسلم خلال كلمته التي تم اقتطاع جزء منها وتركيب ترجمة مغلوطة عليها.

في المقابل، شارك مئات الناشطين العرب والخليجيين عبر الهاشتاق بصور تدعم السياحة في تركيا، مؤكدين أنهم موجودين فيها حالياً، أو كانوا فيها قبل فترةٍ قصيرة، وأن جميع ما تتم إثارة محض كذب يدخل في إطار لعبة سياسية يجري التمهيد لها.

وكانت صحف سعودية “صفراء” نشرت قبل يومين خبراً مغلوطاً عن إصدار وزارة الداخلية السعودية بياناً يمنع سفر مواطنيها إلى تركيا.

بدوره، أكد الكاتب والصحفي التركي الشهير حمزة تكين أن الحملات الإعلامية والإلكترونية التي يجري تنظيمها ضد تركيا في هذه الفترة، هي امتداد لحملات سابقة فشلت في تحقيق أهدافها.

وقال تكين، الإثنين ٤مارس/ آذار ٢٠١٩، بتصريحات لموقع “مدى بوست”، إن :” الحملات الإعلامية الممنهجة ضد تركيا، ليس لناحية مجرد معارضة الحكومة التركية، بل لناحية تزوير الحقائق ونشر الأكاذيب عن تركيا وحكومتها ورئيسها، هي حملات معروفة الخلفية والأهداف، وبالتالي فإن الشارع العربي الواعي والمدرك لحقيقة ما حققته تركيا من نهضة وتطور يعرف جيدا أنها حملات مغرضة غير صحيحة، هدفها الأول والأخير ضرب سمعة تركيا الجديدة القوية الفاضحة لتقصير ديـكـتاتوريات الشرق الأوسط تجاه شعوبهم، ومن ثم تنويم الشعوب العربية عن الواقع المرير الذي تعيشه حاليا، والذي يحزن تركيا وشعبها بشكل كبير”.

يأتي ذلك في الوقت الذي تتعرض به تركيا لحملات مستمرة على خلفية إصرارها على محاسبة المسؤولين عن ما حدث للصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، حيث رفضت تركيا جميع أنواع التسوية في القضية، وأصرّت على أن يتم تحقيق العدالة وأن يأخذ القانون مجراه وأن يتم محاسبة المتورطين.

المصدر: مدى سوبت

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.