بعد انتشار لعبة ( PUBG – ببجي ) بشكل كبير، عانى لاعبوها أمس الجمعة في سورية من صعوبة الدخول إليها، وظهور رسالة خطأ خلال تشغيل اللعبة تفيد بأنه ثمة خلل ما، الأمر الذي جعلهم يعتقدون بأنها حُظرت من قبل وزارة الاتصالات.
وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً عن حظر اللعبة في سورية، لينفي آخرون من جهة أخرى الحظر، مؤكدين عودتها للعمل لديهم بشكل طبيعي دون استخدام “كاسر بروكسي” أو من خلاله. وسط صمت من قبل وزارة الاتصالات .
متابعون تقنيون أفادوا بأن الشركة الأم للعبة قررت إنشاء سيرفرات خاصة بالشرق الأوسط بسبب الانتشار الكبير للعبة، وأن هناك ثغرات في اللعبة يتم العمل على إصلاحها لمنع محاولات الغ.ش فيها مما تسبب بتوقف اللعبة في عدة بلدان منها استراليا وألمانيا وسورية وعدة ولايات أميركية.
وتعتبر لعبة “ببجي” لعبة قتالية بالأسلحة، تبدأ بمئة لاعب في طائرة حربية تحلّق فوق جزيرة كبيرة، يمكن للاعب أن يختار مكان قفزه من الطائرة، بعد ذلك عليه جمع الأسلحة والإضافات الأخرى الموجودة في هذه الجزيرة لتساعده على النجاة، وكل اللاعبين المئة سيكونون صيادين وقتلة أو ضحايا في اللعبة، وعليك كلاعب أن تكون الشخص الأخير الحي على الجزيرة بعد قتل جميع المحاربين.
المحفّز على القتال في هذه اللعبة والنقطة التي ستجعل اللاعبين يتحركون باستمرار بدلا من الجلوس وانتظار نهاية القتال هو أن منطقة اللعب تتقلص بشكل مستمر، وكل اللاعبين الموجودين خارج المنطقة هذه سينتهي بهم الأمر بالموت والخسارة، بينما يبقى من داخل المنطقة في المعركة إلى أن يخرج منتصر أخير.
وصنعت اللعبة من قبل شركة كورية لـ “مايكروسوفت ويندوز” في آذار-2017م، ومنذ ذلك الحين بيع أكثر من 15 مليون نسخة، وعدد اللاعبين تجاوز مليوني لاعب، وأصبحت من أكثر الألعاب رواجاً وشهرةً، والتي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير، وصارت في مقدمة التطبيقات التي يجري تحميلها في أكثر من 100 دولة في العالم.
وتعتمد اللعبة على مبدأ يفيد بأن أسلوب العنف هو أفضل طريقة للدفاع عن النفس، وأن العنف هي الوسيلة المنشودة للوصول إلى الهدف، مع الغاء مبادئ كثيرة من كالتفاهم واللين والود والحوار من المفاهيم التي يتم ترسيخها لدى الشباب، وهم الفئة الأكثر استخداماً لها. الأمر الذي جعل الكثير من الجكومات تحذر منها خاصة بعد حادثة قتل مراهق مصري ( 16 عاما ) لمعلمته في مدينة الاسكندرية بعد إدمانه اللعبة، ما جعله يتوهم أنّه داخل اللعبة فطعن المعلمة بالسكين حتى وفاتها. الأمر الذي دعا رئيس لجنة الاتصالات بالبرلمان المصري بالطلب إلى جهاز الاتصالات لحظر اللعبة في مصر، لما تقوم به من تشجيع لممارسة أعمال عنف، معتبرا بأنها تندرج تحت مسمى “حروب الجيل الرابع في المنطقة العربية”، حسب تعبيره، وقال في بيان بهذا الشأن: “اللعبة تشكل خطراً على المجتمع والمراهقين والطلاب، وتزيد من حالات العنف في المجتمع، وهو ما يستوجب حظرها، وفقا للقانون المصري”.
وفي الأردن حذرت مديرية الأمن العام مرتباتها كافة من تحميل أو ممارسة هذه اللعبة، وهددت بإنزال أشد العقوبات بمن اعتبرته مخالفا للمسؤولية القانونية، أما في العراق فبات هناك أكثر من عشر حالات طلاق حدثت في المحاكم العراقية خلال الأيام الماضية بسبب هذه اللعبة، ورجح مراقبون أن سبب الطلاق هو انشغال الزوج عن عائلته بسبب اللعبة، فيما أشار آخرون إلى أن بعض اللاعبات من الزوجات يقمن بالتواصل مع لاعبين رجال خلال القتال الافتراضي ما يتسبب بغيرة الأزواج.
وبالعودة إلى وضع اللعبة في سورية علّق أحد اللاعبين المدمنين على “ببجي” هل كنا في رحلة مدرسية خلال الثمان سنوات الماضية ليتم حظر اللعبة، مشيراً إلى أن السوريين عاشوا كل أنواع العنف والإرهاب ولن تؤثر لعبة الكترونية عليهم، فيما رجّح آخر أن تقوم وزارة الاتصالات بحظر اللعبة، معتبراً أنّ الأمر ليس غريباً عليها بعد حظرها المواقع الإباحية، علماً أن كل ما يُحظر يستطيع أي شخص الدخول إليه عبر برنامج VPN (كاسر بروكسي).
المصدر: داماس بوست – رمّاح زوان
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=79284