أطلق الهلال الأحمر التركي(حكومي) مشروعًا يهدف لتسليم مواطنين أتراك رسائل أجدادهم من الجنود العثمانيين الذين استشهدوا في مخيم بريطاني للأسرى بإقليم أراكان، غربي ميانمار، إبان الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918).
فإلى جانب أعماله الإغاثية في كافة أنحاء العالم، حرص الهلال الأحمر التركي خلال فترة الحرب على القيام بحلقة التواصل بين الجنود الأتراك بالجيش العثماني آنذاك وعائلاتهم التي كانت تنتظر بفارغ الصبر عودتهم سالمين من ساحة الحرب.
قال مدير عام الهلال الأحمر التركي “إبراهيم ألطان”، إنهم سيحتفلون العام المقبل بالذكرى الـ150 لتأسيس المنظمة التي تمتلك تاريخًا عريقًا ومشرّفا في الخدمات الإنسانية، وتمتلك أرشيفًا كبيرًا لا يُقدّر بثمن.
https://www.facebook.com/AnadoluAgency.AR/posts/1565506420237157
إعلان
وأشار ألطان أن المنظمة التركية عملت على فتح الأرشيف الموجود لديها اعتبارًا من عام 2010، حيث يتضمن وثائق عديدة عن الأنشطة الإنسانية التي قامت بها على الصعيدين المحلي والخارجي منذ تأسيسها عام 1868.
وأضاف: “لدينا 308 آلاف بطاقة تعريفية لجنود من جنسيات متعددة، من العثمانيين وغيرهم، وقعوا أسرى خلال حروب البلقان والحرب العالمية الأولى والثانية، وهي تتضمن معلومات عن جبهات القتال التي كانوا عليها وأوضاعهم الصحية”.
وبحسب ألطان، فإن حوالي 12 ألف جندي عثماني وقعوا أسرى بيد البريطانيين في “جبهة البصرة” بالعراق إبان الحرب العالمية الأولى، وجرى نقلهم إلى مناطق في الهند وإقليم أراكان، وكانت المنظمة على تواصل معهم بفضل حياديتها.
إعلان
وقال ألطان إن الموظفين العاملين آنذاك تحت مظلة الهلال الأحمر التركي، كانوا يجمعون مراسلات الجنود الأسرى في مناطق مختلفة، ويحتفظون ببطاقاتهم التعريفية ودفاتر ذكرياتهم.
وبيّن أن لديهم في الوقت الراهن حوالي 20 ألف رسالة كتبها جنود أسرى كانوا يحاولون التواصل مع عائلاتهم المقيمة في ولايات عثمانية مختلفة، مثل حلب وديار بكر وسلانيك وإزمير.
إعلان
وشدد ألطان على أهمية هذه المراسلات بالنسبة للمنظمة.
كما يمتلك الهلال الأحمر التركي، وفق مديرها العام، أكثر من 120 ألف دفتر للجنود الأسرى، يحتوي على معلومات عن هوياتهم والمناطق التي يتواجدون فيها، وأوضاعهم الصحية.
ففي إحدى الرسائل، يعبّر الجندي التركي “حجي داد ابن سليمان” من أنقرة، عن حزنه الشديد لعدم تمكنه من التواصل مع عائلته، ويطلب من الهلال الأحمر تقديم المساعدة له ليحصل على معلومات عمّا إذا كان أقاربه على قيد الحياة أم لا.
وهناك رسالة أخرى للجندي “بكداش ابن حسين” من جبهة بورما، يبلغ فيها عائلته بأنه وقع أسيرًا لكنه على قيد الحياة، ويطلب من الهلال الأحمر التركي إيصالها.
ويمتلك الهلال الأحمر التركي 127 قائمة أرشيفية للأسرى، و308 آلاف و645 بطاقة تعريفية، فضلًا عن عدد كبير من رسائل الجنود إلى العائلات والعكس.
جدير بالذكر أن الجيش البريطاني سيطر على منطقة البصرة مطلع العام 1917 في الحرب العالمية الأولى، وأسر آلاف الجنود العثمانيين في جبهات القتال المنتشرة هناك.
ونقلت القوات البريطانية الجنود الأتراك إلى بورما التي كانت آنذاك ولاية تابعة للهند، وقامت في وقت لاحق بتوزيعهم على مخيمات مختلفة.
ظلَّ الهلال الأحمر التركي منذ تأسيسه في عصر الدولة العثمانية في 11 حزيران/ يونيو عام 1868، وحتى يومنا هذا يداً حانية تمتد لكافة المحتاجين في العالم بالدعم الإنساني والإغاثي اللازم لتخفيف معاناتهم.
وعلى مدى سنوات امتدّت نشاطات الهلال الأحمر التركي الذي يوصف بأنه أكبر منظمة إنسانية في البلاد، من دول الشرق الأوسط، إلى إفريقيا، ودول البلقان، والعديد من الدول الأوروبية كإنجلترا وإيرلندا واليونان، حتى وصلت إلى نحو 138 بلداً حول العالم.
لم يشمل الدعم الإنساني التركي فئة دون غيرها، إذ وصل للنازحين واللاجئين في المناطق التي تشهد الحروب الطاحنة، أو التي تضررت نتيجة الكوارث الطبيعية، أو تلك المناطق التي تعيش في فقر مدقع كبعض الدول الأفريقية.
الأناضول