قال المحلل السياسي التركي، أحمد أنابالي، إن تركيا تحولت على مدى السنوات الخمس الماضية إلى قوة قادرة على القضاء على التهديدات التي تتعرض لها حدودها وإطلاق عملية عسكرية في سوريا دون إجراء مشاورات مع الولايات المتحدة أو الحصول على موافقتها.
وأضاف أنابالي، في مقابلة مع وكالة ترند نيوز الإخبارية الآذرية، أن الولايات المتحدة رأت قدرة تركيا على العمل بمفردها إبان رئاسة أوباما، ونقلت رسائل إلى أنقرة تعبر عن معارضتها لهذه التحركات الفردية.
وأكد المحلل التركي أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، تأكد من أن تركيا تستطيع التصرف بشكل مستقل فى المنطقة.
وقال أنابالي إن الرئيس ترامب وجه تحذيرا إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عندما تولى منصبه، لكنه بعد أن تأكد أن أردوغان سيعمل فقط في إطار مصالح تركيا، بدأ يحترم الإجراءات التي تتخذها تركيا.
كان وزير الدفاع التركي، فكري إشيك، أكد أمس الثلاثاء،أن بلاده لن تتردد في شن عملية عسكرية في عفرين شمال سوريا، إذا اقتضت الضرورة. وقال إشيك في لقاء خاص على قناة “تي أر تي” التركية، إن “تركيا تملك الحق بالقضاء على أي تهديد يواجهها وأنها لن تتردد في تنفيذ عملية في مدينة عفرين، شمالي سوريا، في حال اقتضت الحاجة”.
ووفقا لأنابالي فإن تركيا لم تعد مثلما كانت قبل عشر سنوات، فقبل ذلك كانت موافقة الولايات المتحدة أمرا ضروريا لأي تحرك يقوم به الجيش التركي، ولكن تركيا تعمل الآن بشكل مستقل.
ونوه إلى أن الاتحاد الأوروبي، برئاسة ألمانيا، يشعر بالقلق إزاء التحركات المستقلة التي تقوم بها تركيا في المنطقة، وأنها تنظر إلى تركيا بوصفها دولة متمردة.
وأرسلت تركيا، في شهر يونيو الماضي تعزيزات عسكرية جديدة تشمل قوات ومركبات وعتادا إلى شمال سوريا، تحضيرا للهجوم على عفرين وتل رفعت والشيخ عيسى، التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية منذ العام الماضي.
وتتبادل تركيا و قوات سوريا الديمقراطية في الفترة الأخيرة، التهديدات باستهداف بعضهما في سوريا، والرد على أي قصف صادر من قبلهما.
وأرسلت تركيا قوات إلى سوريا العام الماضي لدعم مقاتلي “الجيش الحر” الذين يقاتلون (داعش) وقوات كردية تسيطر على شطر واسع من المنطقة الحدودية الشمالية السورية، وأطلقت حملة “درع الفرات” التي أنهت تواجد التنظيم على الحدود التركية، لتعلن تركيا أنها سترد على أي تهديد لأمنها من قبل الأكراد، عقب انتهاء الحملة.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=19347