تستعد مدينة “إزنك” التاريخية الواقعة في ولاية بورصة غربي تركيا، للانضمام إلى القائمة الدائمة للتراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، بعد أن انضمت في وقت سابق، إلى لائحتها المؤقتة.
واحتضنت المدينة التاريخية التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، العديد من الإمبراطوريات والحضارات، أبرزها مملكة البتينية، والحضارات الرومانية، والسلجوقية والعثمانية.
وتعد “إزنك” التي تستضيف حوالي 500 ألف شخص سنوياً، مدينة ذات أهمية دينية بالنسبة للمسلمين والمسيحيين.
وتتيح المدينة لزوارها فرصة القيام برحلة عبر التاريخ، من خلال ما تضمه من أسوار تاريخية، وجوامع “آيا صوفيا”، و”يشيل”، و”حاج أوزبك”، و”محمود تشلبي” و”أورهان بيك”.
كما أن “إزنك” تضم بين معالمها التاريخية كنائس هامة مثل: “ترايفونوس”، و”كويماسيس” و”أياتريفون”.
ومن أبرز الآثار التاريخية الأخرى في المدينة القديمة، مدرج المسرح، والخانات والحمامات والمزارات الدينية.
إعلان
وخلال تصوير جوي لمدينة “إزنك” عام 2014 من قبل بلدية بورصة الكبرى، تم اكتشاف كنيسة على شكل كاتدرائية، على بعد 20 مترا من ساحل البحيرة التي تحمل نفس اسم المدينة.
ويُعتقد أن الكنيسة المذكورة التي عُثر عليهافي عمق 1-2 متر داخل البحيرة، تعود لما قبل ألف و600 عام.
وعقب اكتشافها، انضمت المدينة إلى القائمة المؤقتة للتراث العالمي لمنظمة “يونسكو”، وسط اعتزام الجهات التركية المعنية بالآثار، ضمها إلى القائمة الدائمة للمنظمة الأممية.
إعلان
وأعربت المديرة الإقليمية لمنظمة “يونسكو” في بورصة، البروفسور نسليهان دوست أوغلو، عن أملها في ضم “إزنك” إلى القائمة الدائمة في أقرب وقت ممكن.
وأشارت خلال تصريحات لمراسل الأناضول، إلى غنى تركيا بشكل عام بالآثار والمناطق الثقافية والتاريخية، مبينة أن “إزنك” واحدة من هذه المناطق.
إعلان
وتابعت قائلة: “احتضنت في الماضي العديد من الحضارات المختلفة. ونكتشف المزيد من الآثار التاريخية يوماً بعد آخر كلما واصلنا أعمال التنقيب والحفر في المدينة القديمة”.
وأضافت: “كما أن للمدينة أهمية معنوية بالنسبة لكافة الأديان. حيث إنها تضم العديد من الآثار التاريخية الهامة، والمناطق ذات الأهمية الدينية.”
وفي معرض تعليقها على اكتشاف كنيسة داخل بحيرة “إزنك” قبل سنوات، أعربت “دوست أوغلو” في أملها أن يساهم هذا الاكتشاف في تسريع انضمام “إزنك” إلى القائمة الدائمة للتراث العالمي.
من جهته، قال رئيس البلدية، عثمان صارغين، إن المدينة تتميز بأهمية كبيرة من حيث العمق التاريخية الذي تتمتع بها.
وأوضح للأناضول، أن الإمبراطوريات السابقة كانت تتنافس فيما بينها للسيطرة على “إزنك” نظراً لأهميتها الاستراتيجية.
وأفاد “صارغين” بأن “إزنك” كانت مدينة ثقافية خلال الفترة الرومانية، كما كانت مركزاً هاماً لاحتضان أولى الآثار العثمانية.
وتابع: “التاريخ يفوح من كافة جوانب إزنك. وفي هذا الإطار نستهدف الدخول للقائمة الدائمة للتراث العالمي لليونسكو، لذا نواصل أعمال التنقيب والحفر من أجل ذلك”.
وأشار إلى أنه “عند تحقيق هذا الهدف، ستكون إزنك وجهة سياحية هامة، نظراً أهميتها بالنسبة للعالم الإسلامي والمسيحي.”
واختتم رئيس بلدية المدينة، بالتأكيد على أهمية انضمام “إزنك” للقائمة الدائمة، إذ ستؤدي إلى حصول المدينة على حصتها التي تستحقها من السياحة.
هذا وتحتوي “إزنك” على واحدٍ من أهم المتاحف الذي يحتوي على آثار من العصور القديمة، وتحف تم العثور عليها في المناطق المجاورة، أثناء الحفريات الأثرية، وهي تعود للعهد الروماني، و البيزنطي، والعثماني.
ويرجع تاريخ تأسيس مبني متحف “إزنك” إلى الفترة العثمانية، تحديدًا عام 1388، حيث أمر السلطان مراد الأول ببنائه، من أجل والدته “نيلفور خاتون”، وافتتح المبني كمتحف عام 1960.
المصدر: الأناضول
إعلان
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=65272