أدهشت مدينة غازي عنتاب التركية، خلال الصالون الدولي للمختصين في العقارات الدولية في كان، الحاضرين خلال عرضها لاستثمار مستقبلي رائع في المناطق التي تستقبل 500 ألف لاجئ سوري.
ليس من السهل الانتقال من الأخبار المتعلقة بالحرب الدائرة في سوريا إلى بريق مدينة كان الفرنسية، إلا أن مدينة غازي عنتاب التركية، وخلال أول مشاركة لها في السوق الدولي للمختصين في العقارات، نجحت في إثبات مكانتها. وتعيش هذه المدينة، التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، ديناميكية كبرى على حدودها. وتستغل مدينة غازي عنتاب النمو الاقتصادي الهائل الذي تعيشه البلاد منذ سنوات لتقدم نفسها كقطب صناعي هام.
تضم هذه المدينة التركية، على الأقل، خمس مناطق صناعية ومنطقة حرة تحتضن 950 مصنعا وقرابة 1300 شركة أجنبية. كما تحتل المرتبة السابعة على قائمة المدن الأكثر تنافسية، التي أعدها البنك الدولي (مع الإشارة إلى أن هذا الترتيب قد تم إعلانه منذ سنة 2015).
من المؤكد في أن هذه المدينة تعيش ثراء، خاصة على مستوى طاقتها الشبابية، حيث تستضيف جامعاتها الثلاثة 60 ألف طالب، إضافة إلى أن عدد سكانها، من الفئات القادرة على العمل، يبلغ ثلاثة أرباع إجمالي السكان. ومع تدفق اللاجئين السوريين، ارتفع عدد سكان المدينة، حيث أن غازي عنتاب لا تبعد عن الحدود التركية السورية سوى خمسين كيلومتراً تقريبا، وتبعد عن مدينة حلب قرابة مئة كيلومتر.
إعلان
من جهتها، قالت رئيسة بلدية المدينة، فاطمة شاهين: “نستقبل في الوقت الحاضر 500 ألف لاجئ، ونحن نتوقع بأن يستقر نصفهم في المدينة”. ولا يبدو أن هذا الوضع يقلق السيدة شاهين، حيث نوهت إلى أن “الناتج المحلي الإجمالي لتركيا ينمو بمعدل أسرع بمرتين من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. كما يشهد الناتج المحلي الإجمالي لغازي عنتاب وحدها نموا أسرع بمرتين من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد”.
ولتحسين وضع اللاجئين، تعمل المدينة التركية على جذب المستثمرين الأجانب. ويتجسد مشروعها في إعادة تصميم قطعة أرض تزيد مساحتها عن 50 ألف متر مربع تقع في قلب المدينة، لتتوافق مع المعايير الحالية، عن طريق مزج المنازل والمكاتب والمتاجر ومكاتب استقبال السياح مع بعضها البعض. وعندما يهدأ الوضع، تعتمد هذه المدينة الواقعة في جنوب الأناضول أيضًا على تراثها في فن الطبخ (الفستق المشهور) والثقافي (الفسيفساء) لجذب السياح.
الأوروبيون يتجنبون تحمل المسؤولية
إعلان
لا زال الرهان في الوقت الحاضر صعبا، وهو ما أكدته فاطمة شاهين، حين قالت إن “تكاليف الاستثمار منخفضة للغاية تماما مثل تكاليف العمل، كما أن آفاق العائدات هامة للغاية”. وأكدت رئيسة البلدية أن الأوروبيين لا زالوا يتجنبون تحمل المسؤولية تجاه الاستثمار في هذا الجزء من تركيا، إذ أنهم مقتنعون في الوقت الحالي بالتركيز على البنية التحتية الخاصة بالنقل والاستثمارات الصناعية والعقارية. أما الصينيون فيُبدون ديناميكية أكبر في هذا المشروع. وفي هذه الأثناء، ستحمل الأشهر والسنوات القادمة نتائج صالون مدينة كان الفرنسية.
المصدر: تركيا الان
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=49166