أشار تقرير صادر عن مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، في الرياض، إلى أن العملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في منطقة عفرين بريف محافظة حلب السورية، لا تُلقى بالترحيب الحار من قِبل طهران.
وأكّد التقرير، من إعداد الباحث في السياسات والاستراتيجيات الدولية فراس إلياس، أن رفض الإيرانيين للعملية يأتي خوفًا من أن تُطلِق يد تركيا في شمال سوريا، وتخوفًا من تأثير الدور التركي على مشروعهم التوسعي فيها مستقبلًا، إضافة إلى سعيهم لأن يكونوا أصحاب اليد الطولى في الوضع السوري، بالتعاون والتنسيق مع روسيا تارة، والولايات المتحدة الأمريكية تارة أخرى.
واعتبر أنه في حالة سيطرة القوات التركية والجيش الحر على عفرين فإن هذه العملية سوف تقطع الطريق البري الذي افتتحته إيران من مناطق غرب إيران والعراق مرورًا بدير الزور وصولًا إلى حلب، وبالتالي فإن السيطرة على عفرين سوف توقف الزحف الإيراني، وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط.
ووفقًا للتقرير، فإن إيران تخشى أيضًا من أن تؤدي السيطرة على عفرين إلى قيام الجيش الحر بعمليات عسكرية جديدة لاستعادة مدينة حلب من جهة، وتخفيف الضغط على إدلب من جهة أخرى.
وقد حاولت إيران أن تضغط على روسيا لمنع تركيا من القيام بالعملية العسكرية، خصوصًا عندما ذهب نائب وزير الخارجية الإيراني إلى موسكو، في الوقت نفسه الذي بدأت فيه العمليات العسكرية في عفرين، وقدم طلبًا لروسيا لمحاولة إقناع تركيا بعدم المضي قدمًا في العملية.
فالمشكلة بالنسبة إلى إيران هي أنها ليس لها أي تأثير على تركيا عندما يتعلق الأمر بعفرين، إذ لا يوجد جنود إيرانيون مُتمركزون في عفرين. بالإضافة إلى ذلك، جاءت مساهمة إيران لدعم نظام الأسد على شكل قوات برية، مقابل دعم جوي محدود، وهو ما جعل تركيا في مأمن من أي انتقام إيراني محتمل ردًّا على تحركاتها العسكرية الحالية في عفرين.
وعلى الرغم من أن إيران نجحت مؤخرًا في إقناع وحدات حماية الشعب الكردية بالموافقة على دخول قوات الدفاع الشعبي السورية (المؤسسة من قبل الحرس الثوري الإيراني) في الدخول إلى عفرين، فإن دورها سيبقى في إطار محدود، خصوصًا أن هناك كثيرًا من المعلومات الإستخباراتية التي تشير إلى أن هناك صفقة تم التوصل إليها بين تركيا وأمريكا بخصوص وضع الأكراد في شمال سوريا، خصوصًا بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون الأخيرة إلى تركيا.
ويبدو أنه هو السبب الرئيسي الذي دفع الأكراد إلى القبول بالصفقة التي قدمها الحرس الثوري الإيراني، إذ تتحدث الصفقة عن قبول الأكراد دخول قوات الدفاع الشعبي السوري إلى عفرين، ورفع العلم السوري على كل المقرات والمباني الحكومية، من أجل إجبار تركيا على عدم الذهاب بعيدًا في عملياتها العسكرية، فضلًا عن زيادة الضغوط السياسية الدولية على تركيا، في حالة ما إذا تم استهداف هذه المباني السيادية، كونها ستمثل ذريعة قانونية جيدة لإحالة الموضوع إلى مجلس الأمن الدولي مجددًا.
ويبدو أيضًا أن هذا القبول الكردي جاء بعد يقين ببداية تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عنهم في المرحلة المقبلة. هذا إلى جانب أن إيران عملت أيضًا على تسهيل مرور الكثير من المقاتلين المنتمين إلى ما يسمى “أصدقاء الحرية الدولية” للوصول إلى عفرين بسرعة كبيرة، والتي ينتمي أغلب عناصرها إلى الحركات اليسارية في فرنسا وألمانيا وهولندا، من أجل دعم وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=44501
أبو بكرمنذ 7 سنوات
قاتلهم الله جميعا دون استثناء… ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينصر أهل السنة والجماعة والتوحيد وينصر تركيا ويوفق قادتها لحمل راية التوحيد والاستقامة على دين الله عزوجل..