اكتسبت المسلسلات التركية في الآونة الأخيرة جماهيرية كبيرة في الخارج. ومن المسلسلات الشائعة في الوقت الحاضر مسلسل “السلطان عبد الحميد” من إنتاج القناة التركية الأولى، ويعرض عبر التلفزيون والإنترنت ومن خلال وسائل الإعلام في الخارج.
وقد تحدث المدير التنفيذي للمسلسل “إمرة كونوك” إلى وكالة الأناضول عن هذا العمل الفني، فأشار خلال حديثه إلى أنه كان سعيدًا للغاية بالاهتمام الذي أظهره المتابعون للمسلسل في الخارج وقال إنه بالرغم من عمله الكثيف خلال الأسبوع فإنه يشاهد المسلسل بانتظام يوم الجمعة.
وعلق قائلاً: “ليس لدينا فكرة تفصيلية حول ما يحدث في العالم. لكننا نفهم من الرسائل التي نتلقاها، وكذلك من الاهتمام الذي يتلقاه ممثلونا وممثلاتنا عندما يسافرون إلى الخارج، أن المسلسل ليس محبوبًا فقط على أرضنا، بل إنه حقاً انتشر في العالم ونجح في نظر المتابعين له. ونحن فخورون بذلك بطبيعة الحال.”
وعن عمليات تصوير المسلسل، أكد كونوك أنه يستمتع بها للغاية، وأضاف:
إعلان
“إن مسلسل السلطان عبد الحميد هو مشروع تاريخي هام. فنحن نجسد حياة شخص مؤثر جدا. السلطان عبد الحميد كان أحد أهم السلاطين في الدولة العثمانية. وكان وقته عصيباً للغاية، فقد حكم في نهاية الإمبراطورية العثمانية، وقد أرجأ انهيار الإمبراطورية العثمانية بالفعل لمدة 30 عاماً، وربما كان هو من وضع أسس تركيا اليوم، لذا فهو مشروع أستمتع به. وأرجو أن نتعلم التاريخ من هذا المسلسل، فهو يدعو ويحفز على الاهتمام بقراءة تاريخنا، حتى يمكننا القول إننا قد حققنا هدفنا المرجو”.
“هذا هو بيتنا الثاني”:
“بولنت إينال”، الممثل الرئيسي للمسلسل الذي يلعب دور السلطان عبد الحميد، أشار إلى أنهم زاروا مهرجاناً سينمائياً في العاصمة القطرية الدوحة وتلقوا ردود فعل مدهشة وعبّر عن ذلك بقوله:
إعلان
“لم نكن نعلم أن مسلسل السلطان عبد الحميد تتم مشاهدته وانتظار عروضه بفارغ الصبر في الدوحة. لقد قاموا بترجمته إلى اللغة العربية وكانوا يحمّلون حلقاته في نفس يوم بثها على قناة “يوتيوب” وغيرها من وسائل الإعلام الاجتماعية. لقد رحبوا بنا بحب كبير. وقد تلقينا بالفعل نفس الاهتمام والمحبة من الدول العربية الأخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إن عدد مشجعي مسلسل السلطان عبد الحميد يتزايد يوما بعد يوم، ونحن نواصل عملنا بنفس الجدية ونفس الحماسة”.
وأشار “إينال” إلى أن العمل في المسلسل يتم بأقصى سرعة وقال:”إنه لطيف. نحن مثل أسرة الآن. هذا هو بيتنا الثاني. نحن هنا كل يوم.”
إعلان
التاريخ الحقيقي يُروى لجيل جديد:
وأشار”بهادير ينيشهيرلي أوغلو”، الذي يلعب دور “تحسين باشا” في المسلسل، إلى أن “السلطان عبد الحميد” ليس مسلسلاً عاديًا، وأنه لا يحاكي الثقافة الشعبية من منظور سطحي.
وأضاف أن الممثلين والمنتجين وكل من ساهم في هذا المسلسل كانوا يعملون بجد وبدافع قوي وهو أن يتجاوز مسلسل السلطان عبد الحميد حدود تركيا ويُحدث ردود فعل كبيرة من العالم.
وأوضح قائلاً: “نحن نعلم أن المسلسل تتم متابعته باهتمام كبير على الرغم من القيود المفروضة، في معظم المناطق الجغرافية التي حكمتها الإمبراطورية العثمانية. نحن نحاول خلق وعي لدى المشاهد. إنه مسلسل مهم جدًا لأنه يظهر القوى العالمية التي سيطرت في الماضي والتي استغلت وظلمت، وكيف نجت حتى اليوم. إن الفلسفة المتبعة في تلك الحقبة ما زالت مستمرة حتى مع تغير الدول والأفراد، ورأيي الشخصي ككاتب هو أنه من غير الممكن لجيل لا يعرف تاريخه ولا يدركه ولا يستوعبه، أن يخلق مستقبلاً.
“لقد صدّق الأتراك تاريخاً تم فرضه عليهم. كذلك حاول العالم العربي أن يفهمنا عبر التاريخ الذي فرضه البريطانيون. لكن استمرار تواصلنا مع المناطق الجغرافية التي كانت تحت السيادة العثمانية، ساعدنا في الواقع على تأسيس تاريخنا وشعبنا وثقافتنا وديننا وإظهار وجه الحقيقي لتاريخنا للناس في تلك المناطق. نحن نقدم تاريخنا الحقيقي للأجيال الشابة وهذا هو المهم.
نحن نعرض من خلال هذا المسلسل ما الذي قام به السلطان عبد الحميد، الذي تم التشهير به في الواقع منذ سنوات طويلة. نعرض حقيقة أفكاره، وكيف كان يهتم بكامل البلدان الإسلامية. كيف كان يقف إلى جانب المضطهدين وأي نوع من القوى الداخلية والخارجية كان عليه أن يتعامل معها”.
وأضاف “بهادير ينيشهيرلي أوغلو” أيضا أن المسلسل لديه الكثير ليفعله اليوم:
“قد يُنظر إلى الأمر كما لو كان المسلسل لا يتحدث عن عالمنا اليوم. لكن هذا ليس هو الحال. فما حدث بالأمس يتزامن مع ما يحدث اليوم. إننا نعبّر عن وعي تاريخي. نحن نعلّم تاريخنا الحقيقي إلى أجيالنا الحالية، كما أن إظهار المسلسل و تجسيده لشخصية السلطان بأنه محبوب وموثوق به ويمكن الاعتماد عليه هو أمر جيد بالنسبة لي أيضًا”.
وأشار”بهادير ينيشهيرلي أوغلو” إلى أن المسلسل سوف يستمر دون أي انقطاع في الموسم الثالث و يبدو أنه سينطلق أيضا لموسم رابع.
“المسلسل يلقي الضوء على الحاضر”:
وتحدث “هاكان يوفكاشييل”، الذي يلعب دور خديوي مصر، بأن الإثارة تزيد قليلاً كل أسبوع:
“إنه أمر جيد بالنسبة لي كممثل. نحن نتفاعل مع الجمهور. ردود فعلهم رائعة. إنهم يدعموننا بشكل كبير. أنا أمثل شخصية شريرة في المسلسل وقد تعمقت في البحث عن ماضي الخديوي. لقد مرّت هذه الأمة بأوقاتٍ صعبةٍ للغاية؛ إذ كان عليها التعامل مع الخونة. وهو أمر ما زال مستمراً إلى الآن وأنا أعتقد أن المسلسل يسلط الضوء على واقعنا اليوم. ولهذا يسعدني العمل فيه، كما أنه محط إعجاب واهتمام ودعم كبير في الخارج، والناس واقعة تحت تأثيره”.
إعلان
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=85625