أثار تراجع النظام السوري عن رواية تعرض مطار الشعيرات لهجوم صاروخي، شكوكا كثيرة لدى مراقبين، لا سيما بعد حذف إعلام النظام (وكالة سانا) لكل الأنباء التي تشير إلى تعرض المطار لهجوم صاروخي.
وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) أكدت فجر الثلاثاء أن الدفاعات السورية تصدت لصواريخ اخترقت الأجواء السورية، قبل أن تتراجع عن الخبر وتنفيه.
وما يعزز الشكوك أكثر، عرض التلفزيون السوري صورا للدفاعات الجوية التي اعترضت صواريخ مهاجمة، وقام بعدها بتجاهل الحدث وعدم تكرار بثه.
وفي تفسيره لذلك، رجح رئيس وحدة الأبحاث والدراسات في مركز “برق للاستشارات والدراسات المستقبلية”، محمود إبراهيم، أن “روسيا قامت بضربة ضد قوى إيرانية غير منضبطة، موجودة في المطار، الذي تحول إلى قاعدة إيرانية بعد تعرضه للضربات الأمريكية العام الماضي”، وفق قوله.
إعلان
ضربات روسية
وعن الأسباب التي تدفع بموسكو إلى القيام بذلك، ألمح إبراهيم خلال حديثه لـ”عربي21” إلى احتمال وجود رفض من جهات إيرانية لبنود صفقة ما، تم التوصل إليها قبيل الضربات الغربية الأخيرة للنظام السوري.
وذهب إلى احتمال آخر، هو “أن يكون النظام كاذبا في الحديث عن تعرض المطار للهجوم”، رغم بثه صورا لذلك.
إعلان
وافق الصحفي في شبكة “فرات بوست” صهيب الجابر، ما ذهب إليه إبراهيم من حديث عن احتمال أن تكون روسيا وراء الضربة للمطار.
وقال لـ”عربي21″ إن “الخلاف بين روسيا وإيران بلغ ذروته، وتحديدا بعد الضربات الأخيرة”.
إعلان
وقال الجابر، إن “الوضع في سوريا متجه إلى سيطرة مطلقة للدول الكبرى (روسيا، الولايات المتحدة، تركيا)، ويبدو أن هناك تخليا من تلك الدول عن الأدوات، أو عدم اكتراث على الأقل”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة بدأت بالتخلي عن أداتها المحلية المسماة بقوات سوريا الديمقراطية- قسد، وروسيا متجهة للتخلي عن النظام، وتحجيم الدور الإيراني، والتركيز على مكتسباتها”.
وأوضح أن “روسيا ستكتفي بالبقاء في الساحل وما يسمى بسوريا المفيدة، دون أن يكون في المنطقة نفوذ إيراني، بينما تم تقديم تعهدات لتركيا بالتخلي عن قسد والمليشيات الكردية من الولايات المتحدة”.
في حين لم تعزز المصادر معلوماته وتكهناتها بأدلة، ولم يعلق النظام السوري بأكثر من تراجعه عن الحادثة، واكتفت روسيا بنقل الأخبار حول الأمر دون تعليق رسمي.
اضطراب
وفي السياق ذاته، عزا مراقبون ما جرى إلى تخوف النظام واضطراب قواته من احتمال تعرضها لضربات عسكرية، وأشاروا في هذا السياق إلى نفي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) القيام بأي نشاط عسكري أمريكي في حمص.
وكان نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما يوري شفيتكن، أكد أنه من الصعب التحقق من صحة المعلومات حول الهجوم على قاعدة الشعيرات الجوية.
من جانبه، نفى متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية علمها بالتقارير التي تتحدث عن ضربات لمطار الشعيرات.
وبناء على ما سبق، لم يستبعد الباحث أحمد السعيد، أن يكون الاضطراب وراء كل ما جرى، قائلا لـ”عربي21″ إن “قوات النظام تعيش حالة من الهلع بعد الضربات الغربية، وهي بالأصل قوات غير مستقرة لا تعرف أين تقف، ومن الطبيعي أن تتخوف من أي مؤشرات وهمية تدل على وجود هجوم ما”.
يشار إلى أن النظام السوري تراجع عن الأنباء التي أعلنها، حول هجوم مفترض على مطار الشعيرات في حمص.
ونقلت وكالة أنباء “رويترز” عن قائد عسكري سوري قوله، إن “إنذارا خاطئا وراء الأنباء حول هجوم على مطار الشعيرات في حمص السورية”.
وأكد أنه “ليست هناك أي هجمة على سوريا”.
إعلان
وأرجع القائد في تحالف موال للأسد سبب الإنذار الخاطئ إلى “هجوم إسرائيلي أمريكي مشترك استهدف الرادارات السورية”، وفق قوله.
إعلان
إعلان
المصدر: عربي21
إعلان