انتشرت إعلانات عن وجود فرص عمل لوظائف ومهن مختلفة للمصريين في تركيا براتب شهري مجزٍ مقابل سداد مبلغ يدفعه الراغب في السفر للمكاتب ليفاجأ بعد ذلك بأن الوظيفة التي تقدم لها لم تكن إلا سرابا وعملية نصب جديدة على الراغبين في السفر بحثا عن لقمة العيش.
يقول خالد محمد وهو عامل بسيط إن أحد مكاتب السفر في محافظة أسيوط “جنوب مصر” عرض عليه عقد عمل في مصنع ملابس بتركيا، براتب 500 دولار، إضافة إلى مزايا أخرى كتوفير المسكن والغذاء.
ويضيف خالد لـ” العربي الجديد” أن المكتب طلب منه عمولة 45 ألف جنيه (2500 دولار تقريبا) مقابل تسفيره ولا يشمل ذلك تكاليف التأشيرة وتذاكر الطيران.
ويشير خالد إلى اكتشافه عملية النصب بعد أن تواصل مع أصدقاء ومعارف مصريين في تركيا، أكدوا له أن راتب العامل في إسطنبول، مقابل 10 ساعات عمل، لا يتعدى 300 دولار ينفق منها 200 دولار على المسكن وباقي متطلبات المعيشة، فضلا عن أن الأتراك لا يرسلون عقود عمل، لوجود وفرة في الأيدي العاملة من الأتراك والسوريين.
أما أشرف القليوبي فله تجربة أخرى يقول عنها “حصلت على التأشيرة في مصر بعد وصول دعوة زيارة لي من تركيا، عبر أحد السماسرة (الوسطاء) مقابل 4 آلاف جنيه، ووعدني بالعمل في أحد المصانع بمجرد الوصول، وأن المبلغ الذي سأوفره شهريا من راتبي سيصل إلى 400 دولار”.
ويضيف القليوبي لـ”العربي الجديد” أنه “قبل موعد السفر المحدد بأيام وبعدما انفقت على الأوراق اللازمة للسفر وتذكرة الطيران وبعد النثريات الأخرى حوالي 15 ألف جنيه، لم يتواصل معي الوسيط ولم أجد أمامي خياراً سوى السفر، وهأنذا منذ شهرين تقريبا في تركيا دون عمل”.
ويحكي محمود أحمد (الشهير بمحمود التركي) عن تجربة عايش فصولها هنا في تركيا عن شاب مصري دفع لأحد السماسرة 50 ألف جنيه شاملة تذاكر السفر والتأشيرة وعمولته التي وصلت إلى 39 ألف جنيه تقريبا.
ويضيف التركي أن الشاب الذي كان يعمل في مصر بمهنة “نقاش” وبعد وصوله لمدينة إسطنبول التركية فوجىء بأن الوظيفة المتاحة هي العمل في أحد المخابز لمدة 14 ساعة عمل يوميا مقابل راتب شهري 1300 ليرة (340 دولارا تقريبا)، ثم نقله للعمل في مطعم لمدة 12 ساعة عمل يوميا براتب شهري 1500 ليرة.
وأشار التركي إلى أن الشاب وجد أن عدد ساعات العمل والدخل المحقق منه لا يصل تقريبا إلى ما كان يحققه من دخل في مصر من مهنته الأصلية، ومن ثم قرر العودة والالتحاق بمهنته مرة أخرى بعد أن ضاعت عليه أمواله التي أنفقها للوصول إلى تركيا.
وينصح التركي الراغبين في السفر بالبحث عن المعلومات الصحيحة للبلد المراد السفر إليه ودراسة لغة أهله ومدى توافر فرص العمل للمهنة التي تجيدها.
من جانبه، يقول الدكتور أنس هشام الذي يعمل في إسطنبول حاليا إن خريجي كليات الطب البشري والأسنان مسموح لهم بالعمل فى المستشفيات التركية الخاصة ولكن بعد معادلة شهادتهم، مشيرا إلى أن امتحان المعادلة التركي يعقد 6 مرات سنويا ويتطلب إجادة اللغة التركية وهو ما يفتقده معظم الأطباء المصريين الذين يدرسون الطب باللغة الإنكليزية.
ويحذر هشام الصيادلة المصريين من الوقوع في شرك السفر إلى تركيا للعمل، حيث لا يحق لهم ممارسة مهنة الصيدلة هناك لأنها قاصرة على الأتراك فقط.
ويري أحمد علي الذي يعمل أخصائي توظيف وتوجيه مهني في تركيا، أن هناك خدعة كبرى يقع فيها الراغبون في السفر لتركيا وهي أن يحاول حجز فرصة عمل قبل أن يسافر من بلده إلى تركيا.
ويؤكد علي لـ “العربي الجديد” أنه لا يوجد في تركيا ما يسمى حجز عمل قبل السفر، فهذه خدعة ووهم، وذلك لمحدودية الوظائف التقليدية خاصة وسط العرب ومن هم جدد ولا يعرفون اللغة التركية.
ويقول علي إن أصحاب العمل في تركيا عادة، وعدا بعض التخصصات النادرة لا ينتظرون طالب العمل حتى ينتهي من إجراءات السفر مثل الحصول على التأشيرة وإنهاء الأوراق الرسمية اللازمة للسفر وغيره.
ويضيف علي أنه لا توجد فرص عمل بتركيا وخاصة للجدد إلا بوجود الشخص في تركيا، محذرا في الوقت ذاته من إعلانات العمل الوهمية للفتيات التي يمكن أن تسبب لهن مشاكل إن لم تكن هناك وظيفة فعلية وهي لا تتوافر أيضا إلا بوجودهن داخل تركيا، أما غير ذلك فهي “نصب ومحاولة للاستغلال في أعمال أخرى” بحسب قوله.
العربي الجديد
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=44813