مرة أخرى فشلت مفاوضات جنيف السورية بجولتها السادسة، من تحقيق أي تقدم يذكر في مسارها، فبقيت أيامها الأربعة فارغة، ولم تتسع للسلات الأربع من المفاوضات، والمتمثلة في “الحكم، والدستور، والانتخابات، والإرهاب”.
المفاوضات في هذه الجولة ظهرت وكأنها سباق مع الزمن وكثافة في اللقاءات، إلا أنها بدت وكأنها لباس قصير لا يتسع لحجم الأزمة السورية، التي هي في عامها السابع، فلم تحقق ما هو مرجو منها.
ولم يشفع إعلان المبعوث الأممي في بداية الجولة، عن رغبته بالحديث عن السلات الأربع، إلا أنه زج بمقترح إنشاء آلية تشاورية حول المسائل القانونية والدستورية، استاء الأطراف منها، فاكتفى بلقاءات تقنية مع وفدي النظام والمعارضة.
وكشفت وثيقة سلمها دي ميستورا، للأطراف السورية المشاركة في مفاوضات “جنيف6″، التي انطلقت الثلاثاء الماضي، سعيه لإنشاء آلية تشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية، وسيدعو الأطراف المشاركة بشكل بناء في عملها.
وتستند الآلية إلى بيان جنيف1 (30 يونيو/حزيران 2012)، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والتي “حددت متطلبات عملية انتقال سياسي متفاوض عليها بهدف حل النزاع”.
المعارضة في معرض استفساراتها عن الوثيقة تساءلت “ما الذي یستند إلیه المبعوث الدولي في تشكیل الآلیة من ناحیة ولایته، أو دوره كمبعوث خاص؟ وكیف یمكن إیجاد الصلة بین آلیة تشاوریة وبین بیان جنیف، وما مرجع هذه الصلة في البیان؟”.
وفي مؤتمر صحفي بختام الاجتماعات اليوم، قال المبعوث الأممي إن جولة جنيف6، لم تسمح له مع الأطراف السورية بالتعمق في تناول السلال الأربعة المذكورة.
ولفت المبعوث الأممي إلى أن موعد الجولة الجديدة للمفاوضات ستتضح في منتصف يونيو/حزيران المقبل، بعد التشاور مع الأطراف المعنية.
وتابع “اليوم اختتمنا جولة سادسة من المباحثات السورية، وشاهدتم أن هذه الجولة كانت قصيرة، إذ كنا نحتاج أن نجعل منها جولة مركزة لتعميق المباحثات (..) خلال الجولة السابقة ناقشنا بشكل متوازن كل السلال الأربعة الواردة في جدول الأعمال”.
دي ميستورا، أشار إلى أنه كان يرغب في تحفيز الوفود المشاركة بالمفاوضات، من خلال إطلاعهم “على وثيقة داخلية(تشكيل آلية تشاورية)، لم يكن الغرض التفاوض عليها، بل التعرف على رؤيتهم بدلًا من تضييع وقت في مناقشتها، وبالفعل تجاوزوا الورقة، وركزوا على ما كانوا يرغبون به، وقرروا فعله”.
المعارضة من ناحيتها، قالت إنها أنهت جولة جديدة من المفاوضات ركزت فيها على عملية الانتقال السياسي.
وأشارت إلى أنهم قدموا في الجلسة الختامية، اليوم، مذكرة للمبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، عن دور إيران في سوريا والمنطقة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة السورية في ختام المفاوضات.
وأضاف الحريري: “أنهينا جولة مفاوضات قصيرة مدتها أربعة أيام، التركيز الأساسي فيها كان على الانتقال السياسي، ومنذ أمس، كانت هناك نقاشات عن هيئة حكم انتقالي، وعقدنا لقاءات فنية مع فريق دي ميستورا، تتعلق باستكمال القضايا الدستورية والقانونية والإجرائية المتعلقة بالانتقال السياسي”.
وذكر الحريري، أن “وفد النظام ليست لديه أية جدية للوصول إلى حل سياسي، ولا يزال حتى اللحظة يقف عائقا أمام التقدم في هذا الصدد بغية تحقيق الانتقال السياسي”.
وتمنى أن “تكون هناك آليات جادة بالفعل، تحفظ وتسرع العملية السياسية”.
الحريري، قدم ملخصا عن الجولة بقوله “كان نقاشنا تفصيليًا إلى حد معقول عن هيئة الحكم الانتقالي، والنظام (الأسد) لم يقبل مناقشة أي شيء، ولن يدخل بأي عملية سياسية، لأنه لا يفكر بأمهات وأطفال سوريا، بل يفكر بقضية واحدة، وهي أن يحذف كل المحافظات والمكونات السورية، وتأتي كل دول العالم للبلاد ليبقى بالحكم”.
أما بشار الجعفري، رئيس وفد النظام السوري في المفاوضاتة، فقال، اليوم، إن الاجتماع التقني أمس مع فريق الأمم المتحدة، هو الإنجاز الوحيد في جولة المفاوضات الحالية.
وأكد أنهم لم يناقشوا أي سلة من السلال الأربعة، وذلك في مؤتمر صحفي ختامي عقده الجعفري، في المقر الأممي.
وأفاد الجعفري، “انتهت الاجتماعات الرسمية مع المبعوث الخاص في هذه الجولة، والأخير سيتابع الاتصالات بشأن العملية، وفي هذه الجولة ناقشنا موضوعا واحدا وهو ما يمكن أن تعتبروه الثمرة التي نجمت عن هذه الجولة، وأعني اجتماع الخبراء، وحصل اجتماع واحد بين خبرائنا، وخبراء المبعوث الخاص، وهذه هي النتيجة الوحيدة التي خرجنا بها في هذه الجولة”.
وشدد أنه “في أربعة أيام (من جولة جنيف) لم نتطرق إلى أي سلة من السلات الأربع”.
كما بين أن “اجتماعات الخبراء مسألة فنية بحتة، الغرض منها إيجاد قواسم مشتركة بين النقاط ذات الصلة بالعملية الدستورية الموجودة في ورقة المبادئ الأساسية (سبق أن قدمها دي ميستورا ومكونة من 12 مادة)، مع المحادثات السياسية، وهي جزئية من الكل”.
ومع ختام الجولة تكون جميع الأطراف أجمعت على أنها لم تتطرق إلى السلال الأربعة، وأن الوقت لم يكن كافيا، بانتظار الإعلان عن جولة جديدة، وحتى ذلك تبقى آمال السوريين معلقة بها.
الأناضول
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=14787