قالت مصادر مطلعة أن القرار الأخير الذي تم اتخاذه بوقف تمديد جوازات السفر قي قنصليات نظام الأسد باسطنبول والأردن والسودان، رفع مرابح تلك القنصليات إلى أرقام خيالية، على حساب السوريين الذين اضطروا لمغادرة بلادهم، واجبروا على الدفع للقنصليات من أجل الحفاظ على أوراقهم الرسمية.
وقالت المصادر إن قنصلية نظام الأسد كانت تستقبل يوميا أكثر من 60 معاملة لتمديد جواز السفر للسوريين المقيمين في تركيا، برسوم 200 دولار عن كل جواز، أي ما يقارب 360 ألف دولار شهرياً، إلا أن القرار الأخير ألغى التمديد من القنصليات، وأجبر السوريين على استصدار جواز جديد برسوم مضاعفة.
ولفتت المصادر إلى أن تقديم طلب استصدار جواز سفر جديد، يتطلب الإنتظار حوالي 45 يوماً من أجل الحصول على موافقة أمنية من دمشق، ودفع 400 دولار كرسوم للجواز الواحد، وتسليم الجواز القديم للسفارة ريثما يتم استصدار الجواز الجديد، غير أن أغلب السوريين لا يستطيعون الإنتظار كل هذه المدة بسبب اضطرارهم لتمديد اقاماتهم أو السفر خارج تركيا، وبالتالي عليهم أن يتقدموا بطلب جواز سفر مستعجل ودفع 800 دولار كرسوم للجواز الواحد، والانتظار 4 أيام لاستلام الجواز الجديد.
ومع الرسوم الجديدة التي تضاعفت 3 مرات ترتفع مكاسب القنصلية إلى نحو المليون دولار شهريا، بالإضافة إلى الرسوم الأخرى التي تجنيها من توقيع الوكالات وسندات الإقامة وتأجيل الجيش وغيرها، وتوضع جميعها في البنك المركزي الخاضع لسيطرة الأسد والذي يقوم بتمويل عملياته العسكرية عبرها.
لا تقتصر مكاسب القنصلية على الرسوم النظامية، إنما تنشط حركة السمسرة في محيط السفارة، ويبيع السماسرة المرتبطين بشكل مباشر بموظفي القنصلية “دور الدخول للقنصلية” بمبالغ تتراوح بين 100 و 150 دولار للدور الواحد، وقد يرتفع في الحالات المستعجلة والاستثنائية ليصل إلى 500 دولار.
وتشكل مسألة تمديد جواز السفر بالنسبة للسوريين، هاجسا مرعبا، حيث يضطر السوري لدفع مبالغ لا طاقة له بدفعها، إلى جانب أنه يعلم بأن هذه الأموال سوف تذهب لشارء المزيد من البراميل وإلقائها فوق رأس أهله بالداخل، إلا أن المضايقات وتعطيل العمل الذي يتعرض له في دول اللجوء يجبره على الإحتفاظ بأوراقه الرسمية سارية المفعول وبالتالي الدفع لتلك القنصليات.
وضمن هذه الظروف أطلق سوريون نداء للدول الصديقة التي تستضيف السوريين، من أجل الاعتراف بجوازات السفر المنتهية الصلاحية، وغض النظر عن شرط المدة ريثما يتم ايجاد حل للسوريين في بلدان المهجر واللجوء، دون تمويل نظام الأسد.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=12414