أطلقت ولاية شانلي أورفة جنوب شرقي تركيا، مشروعا لتحويل منازل حجرية قديمة إلى فنادق صغيرة تتيح للسياح إقامة رائقة في مبانٍ ينبعث عبق التاريخ من جميع تفاصيلها.
ومع إدراج منطقة “غوبكلي تبه” الأثرية التي تعد منطلق التاريخ، على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للتراث العالمي، قبل أشهر، باتت الولاية تستقطب المزيد من السياح المحليين والأجانب.
وتضم المنطقة التي يمتد تاريخها إلى ما قبل 12 ألف عام، أقدم معبد أثبت وجوده بشكل علمي على وجه الأرض.
ومؤخرا، أطلقت بلدية شانلي أورفة مشروعا لتأهيل الأحياء القديمة في المدينة وترميمها بغية تنشيط الحركة السياحية، فضلا عن تلبية الطلب المتزايد على أماكن الإقامة في ظل تصاعد أعداد السياح.
مشروع يرتكز بالأساس على الاستفادة من البيوت التقليدية القديمة، وتحويلها إلى فنادق صغيرة.
وتستهدف البلدية تحويل 11 منزلا إلى فندق، سنويا، في إطار مشروع “التاريخ ينتعش مجددا”، فيما يعرف بمنطقة “أورفة القديمة” التي تضم منازل ذات شرفات وباحات تلفت أنظار السياح المتوافدين على الولاية التي تتمتع بنقاط جذب سياحية ساحرة.
وفي تصريح للأناضول، قال نهاد جيفتجي رئيس بلدية شانلي أورفة، إنهم يسعون إلى القيام بمشاريع تليق بالتاريخ العريق للمدينة.
ولفت جيفتجي إلى أن السياح المحليين والأجانب يبدون اهتماما كبيرا بالمدينة القديمة، وبالتالي تحرص البلدية على توفير أماكن إقامة لهم في هذه المنطقة التي يفوح منها عبق التاريخ.
وأضاف: “نقوم بترميم الشوارع والأزقة في منطقة السور التاريخية، ونضع المنازل في أورفة القديمة في خدمة السياحة على مراحل”.
كما أشار إلى أن البلدية تقوم في مرحلة أولى بعمليات الترميم للانتهاء من تحويل 11 منزلا إلى فندق، وذلك بحلول نهاية العام الحالي.
وأوضح رئيس البلدية أن طاقة استيعاب المنازل التي يتم تحويلها إلى فنادق صغيرة، تراوح بين 16 إلى 24 شخصا.
من جانبه، قال صدّيق كلش أوغلو الذي يدير نُزلا في المنطقة، إن السياح المحليين والأجانب يحرصون على المشاركة في الأمسيات الغنائية الشعبية التي تشتهر بها ولاية شانلي أورفة، وتعرف بالتركية باسم “صيرا كيجه لري”.
ولفت كلش أوغلو في حديث للأناضول، إلى أن تلك الأمسيات تقام في النزل والفنادق الصغيرة على وجه الخصوص، في أجواء عائلية.
وتابع: “بوسعكم الذهاب إلى فنادق خمس نجوم، لكن إذا كنتم تريدون معايشة التاريخ ورؤية الأجواء التقليدية، فعليكم بالبقاء في النزل والفنادق الصغيرة”.
وبالنسبة إليه، فإنه بوسع السياح في مثل هذه الأماكن رؤية الغرف الشرقية التراثية، والحمامات التركية التاريخية، والشعور بعبق المدينة القديمة.
أما السائح أورهان ياووز كورت القادم من ولاية طرابزون شمالي تركيا، فقال إنه يفضل البقاء في النزل والفنادق الصغيرة للشعور بروح المدن التي يزورها.
ورأى السائح أن هناك أجواء أسرية في مثل تلك الأماكن، وحسن ضيافة، فضلا عن الأمسيات الغنائية التراثية التي تتميز بها شانلي أورفة.
وتشتهر شانلي أورفة باسم “مدينة الأنبياء”، ويعتبرها البعض رابع مدينة مقدسة في العالم بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة بالسعودية والقدس، كما تعد البوابة التي دخل منها الإسلام لمنطقة الأناضول التركية.
كما يعتقد بعض الأتراك أن النبي إبراهيم عليه السلام ولد بتلك المنطقة وواجه “نمرود” فيها، وأن أيوب عليه السلام عاش سنوات ابتلائه فيها، وأن يعقوب عليه السلام عاش وتزوج فيها.
ومن أبرز معالم الولاية “بحيرة الأسماك” التي تتمتع بأهمية دينية كبيرة بالنسبة إلى الديانات السماوية، وهو ما يجعلها محط اهتمام السياح.
ويعيش بالبحيرة عدد كبير من الأسماك التي يمكن للزوار الاستمتاع أيضا بمشاهدتها من فوق قلعة “شانلي أورفة”، واحتساء فنجان من القهوة أو الشاي، في مشهد لافت ورائق يحبذه السياح من داخل البلاد وخارجها.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=70786