مشروع واحد فقط كان كفيلا بقلب الموازين في “أورهان إلي” بولاية بورصة غربي تركيا، ويحول القضاء من مكان كان إلى وقت قريب مهددا بهجرة سكانه منه، إلى أحد أكثر الأقضية ثراء في الولاية.
مشروع يحمل اسم “منازل الهواية”، ويتكون من 200 منزل مخصص لقضاء العطل ضمن أحضان الطبيعة.
وبفضل هذا المشروع، تضاعف مستوى ثراء سكان القضاء 82 مرة، جراء بناء “منازل الهواية” على أراضيهم التي تضاعفت أسعار بيعها عما كانت عليه من قبل.
ويعد “أورهان إلي” أحد الأقضية الجبلية القريبة من جبل “أولوداغ” الشهيرة بولاية بورصة، وكان يشهد تناقصا مستمرا في عدد سكانه بسبب الهجرة.
إلا أن مشروع “منازل الهواية” قلب الموازين لمصلحة سكان القضاء، حيث تضاعفت أسعار أراضيهم خلال عام واحد، لتتبدل بذلك أوضاعهم المادية 180 درجة.
المشروع الذي يعد نتاج تعاون بين بلدية قضاء “أورهان إلي” وجمعية العاملين في الصحة ببورصة “بوصاد”، بني على أراضٍ غير صالحة للزراعة، تمتد على مساحة 364 دونما، ويتكون من 200 منزل مخصص لقضاء العطل ضمن أحضان الطبيعة.
ويتميز الموقع الذي بني فيه المشروع بنقاء هوائه وهدوئه، نظرا لارتفاعه البالغ 1000 متر عن سطح البحر، وتحيط به الأشجار، بعيدا عن المدينة والضوضاء.
وفي حديث للأناضول، قال عرفان تاتلي أوغلو رئيس بلدية قضاء “أورهان إلي”، إن المشروع عكس حركة الهجرة في المنطقة، حيث بات الناس يتدفقون عليها بعد أن كانوا يهجرونها، ما أكسب القضاء ثراء كبيرا، وحركة سياحية.
وأوضح تاتلي أوغلو أن الدافع لهذا المشروع كان إحياء القطاع السياحي في القضاء، واستغلال الأراضي غير الصالحة فيه لهذا الغرض، مشيرا أن المشروع ساهم في فوائد متعددة الجوانب.
وسبق تنفيذ المشروع إجراء دراسات جيولوجية، ووضع خارطة طريق تضم برنامج العمل، وغيرها من التحضيرات التقنية، لضمان سلامة ونجاح المشروع.
أما المنازل فيضم كل واحد منها 3 غرف، مع شرفة مطلة على بستان يحتوي أنواعا عدة من الخضار وأشجار الفاكهة.
ولفت “تاتلي أوغلو” إلى أن بعد المنطقة التي توجد فيها “منازل الهواية” عن مراكز الضجيج والصخب، ونقاء هوائها، شكل عاملا هاما في كثرة الإقبال عليها.
كما أن الزوار المقيمين في المنازل يساهمون في تنشيط الحركة الاقتصادية بالقضاء، موضحا أنهم يعتزمون إنشاء مرحلة ثانية وثالثة من المشروع بناء على الطلب المتزايد.
وبإمكان المقيم في هذه المنازل تناول فطوره على الشرفة، مع قدرته على تأمين ما يحتاجه من الخضراوات الطازجة من بستان المنزل.
وبالنسبة إلى “تاتلي أوغلو”، فإن “المشروع ساهم في إثراء المواطنين، إذ أن أسعار الأراضي كانت متدنية قبل تنفيذ المشروع، فيما تضاعفت الآن 82 مرة، أي أن ثراء صاحب الأرض تضاعف 82 مرة بعد تنفيذ المشروع، وهذا أمر مهم للغاية”.
من جهته، قال رئيس جمعية العاملين في الصحة ببورصة متين ألطوندال، إن أعضاء الجمعية ممن يقضون أيامهم في “منازل الهواية”، يشعرون بالسعادة لتواجدهم ضمن أحضان الطبيعة.
وأضاف للأناضول، أن المشروع أكسب المنطقة قيمة مضافة، ويستبطن أهمية كبيرة لكونه يوفر أجواء ملائمة للاسترخاء بعيدا عن صخب المدينة.
الأناضول
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=78352