(موقع إقتصاد) وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ
أسقط الشاعر طرفة بن العبد هنا عى أن أشد ظلم – والخذلان والنكران ظلم – هو ظلم الأقربين. أما اليوم فيمكننا إسقاط معنى البيت على معاناة السوريين في بلاد المهجر لما يقوم به أصحاب المشاريع من أبناء “الوطن” بحق من يعملون لديهم.
في تركيا مثلاً، لم يقتصر استغلال العامل السوري على بعض الأتراك فقط، بل وصل إلى السوريين أنفسهم في استغلال بعضهم البعض.
خلال التقرير استطعنا الحصول على شهادات من عمال سوريين عانوا الاستغلال من قبل أصحاب مشاريع سوريين في تركيا.
إعلان
“عارف جنيد” أحد المهجرين من حي القابون والذي دخل تركيا قبل قرابة عشرة أشهر. عمل فور وصوله لدى أحد الأفران السورية في القسم الأوروبي من ولاية اسطنبول.
“عارف” روى لـ “اقتصاد” مسيرة عمل دامت 3 أشهر قائلاً: “عملت هناك فور وصولي إلى تركيا نظراً لكون الفرن سورياً، لسهولة التعامل. كنا نعمل 12 ساعة دون توقف حيث لا يوجد استراحة خلال الدوام سواء لشرب الشاي أو لتناول الطعام على عكس نظام العمل لدى الأتراك والذي يمنح العامل استراحتين مدة كل واحدة منها ربع ساعة لشرب الشاي واستراحة أخرى منتصف الدوام لتناول الطعام تتراوح مدتها بين النصف ساعة والساعة إضافة إلى أن الطعام والشاي يكونان على حساب صاحب العمل غالباً وهو ما لم نجده أيضاً، حيث كان علينا جلب الشاي معنا في حال أردنا الشرب وجلب طعامنا في حال أردنا الأكل أثناء الدوام”.
عارف أكمل قائلاً: “كنت أتقاضى راتباً قيمته ألف ليرة تركية شهرياً، وهو مبلغ لا يكفي للعيش حياة متوسطة خصوصاً في مدينة كاسطنبول، يضاف إلى ذلك أنه عندما بدأت العمل عملت مدة 15 يوماً دون راتب، حيث يبقى حسابنا لدى صاحب العمل كي يكون العامل مجبراً على إخباره في حال أراد ترك العمل، وفي معظم الأحيان ولو أخبرهم فإنه لا يحصل على مستحقاته، ويقال ان العامل تم فصله كي لا يعطى حقه”.
إعلان
عارف تطرق في حديثه إلى المعاملة السيئة أيضاً فقال: “في كل زاوية من الفرن توجد كاميرا مراقبة لمراقبة العمال في حال جلس أحدهم للراحة، يضاف إلى ذلك خصم أجرة يومين في حال تغيب العامل عن العمل دون أذن”.
فادي الصيرفي كان الشاهد الثاني في التقرير على عمليات استغلال أرباب العمل السوريين للعمال السوريين أنفسهم، حيث قال: “عملت في معمل للنحاسيات في اسطنبول لدى وصولي إلى تركيا عقب تهجيرنا من حي القابون، صاحب المعمل كان سورياً من أبناء العاصمة دمشق، اتفقنا على راتب قدره 1300 ليرة تركية شهرياً، في الشهر الأول تقاضيت راتبي كاملاً، أما في الشهر الثاني وقبيل عيد الفطر بأيام أعطاني 200 ليرة تركية فقط من أصل 1300 بحجة أن العمل بات قليلاً وبأنه لا قدرة له على الدفع”.
إعلان
فادي أضاف: “كنا نعمل مدة 10 ساعات ونصف متواصلة يتخللها استراحة لمدة نصف ساعة لتناول الطعام الذي يحضره العامل معه (على عكس المعامل التركية التي تتكفل بوجبة الطعام للعامل)، إضافة الى استراحتين لشرب الشاي مدة الواحدة منها 10 دقائق كنا قليلاً ما نستطيع الجلوس خلالها بسبب ضغط العمل”.
قصة أخرى عن أحد الأفران السورية في ولاية اسطنبول، والذي تحدث عنه “محمد”، أحد اللاجئين السوريين هناك، بعدما رفض العمل بسبب شروط العمل القاسية، قائلاً: “مدة العمل هناك 12 ساعة ليلاً يبدأ من الثامنة مساءاً وينتهي في الثامنة صباحاً، الأجرة يومية بقيمة 35 ليرة تركية للعامل العادي”.
“محمد” أشار إلى اتباع الفرن لطريقة الدفع اليومية كي لا تكون عطلة العامل على حساب الفرن حيث تكون في هذه الحالة العطلة على حساب العامل.
“محمد” فضل العمل لدى معمل تركي على أن يعمل في الفرن بهكذا أجور في مدينة تعد من أغلى مدن العالم معيشة.
تكثر الأمثلة والروايات عن حوادث حصلت وما زالت تحصل بحق عمال سوريين كانوا ضحية استغلال لأرباب عمل من أبناء جلدتهم,
يذكر أن الحكومة التركية أصدرت مطلع العام الجاري قراراً يقضي برفع الحد الأدنى لأجور العاملين على أراضيها إلى 1602 ليرة تركية حيث كانت الزيادة بنسبة 14%.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=55140