قال موقع “المونيتور” في تقرير له، إن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من سوريا قد فاجئ أنقرة وأربكها، فعلى الرغم من أن انسحاباً كهذا، يعطي أنقرة مساحة أكبر لفرض نفوذها، إلا أنه يعني في الوقت نفسه العمل بحذر شديد في منطقة من الصعب إبقائها تحت السيطرة.
وبحسب التقرير، ما زالت خطوات الانسحاب الكاملة غامضة وغير واضحة. ومن غير المعلوم، ما إذا كان سلاح الجو الأمريكي، والذي يسيطر على الأجواء في شمال شرق سوريا، سينسحب مع القوات الأرضية أو أن القوات الجوية التركية هي ذاتها التي ستقدم الدعم اللازم للقوات العسكرية التي ستنطلق في العملية المتوقعة.
وكان من المفترض، بحسب ما أعلن الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) ضمن خطاب ألقاه في 12 أيلول خلال مؤتمر “صناعة الدفاع التركي” المنعقد في أنقرة أن “تبدأ عملية شرق الفرات في غضون أيام قليلة لتحريرها من التنظيم الإرهابي الانفصالي”، حيث أعلن أن ” هدف تركيا لن يكون أبدا الجنود الأمريكيين، بل أعضاء الجماعة الإرهابية”.
وتحولت الأنظار مباشرة، بعد إعلان (أردوغان)، إلى منبج التي تسيطر عليها “قسد”. ركز المراقبون هناك على الحركة العسكرية على الحدود لاكتشاف موعد بداية العملية، إلا أن إعلان الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب)، والذي أتى بشكل مفاجئ، عقب اتصال هاتفي بينه وبين (أردوغان) في 14 كانون الثاني، غير الصورة بشكل كبير، أدى ذلك، بحسب التقرير، إلى وضع (أردوغان) في موقف محيّر.
إعلان
وبحسب التقرير، لن تتمكن “قسد” من عقد أي صفقة مع نظام (بشار الأسد)، بسبب انعدام الوقت اللازم للتوصل لاتفاق مناسب لحماية حكمها الذاتي في المناطق التي تسيطر عليها.
شكوك وسيناريوهات
يعتقد العديد من المحللين أن تركيا ستبدأ وعلى الفور، بعد مغادرة الجيش الأمريكي، قصفها الجوي يتبعه هجوم بري من قبل عناصر محلية من الفصائل مدعومة من القوات الخاصة التركية ووحدات المدرعات؛ إلا أنه وبحسب التقرير، الرؤية الحالية في أنقرة عكس ذلك.
تنتظر أنقرة، بحسب ما ورد في التقرير، أجوبة على العديد من الأسئلة التي تمتلكها حول الانسحاب الأمريكي. منها، موقف المؤسسات الأمنية في الولايات المتحدة، والتي لاتزال تعارض قرار الانسحاب. وتخشى أنقرة في الوقت ذاته، عدول (ترامب) عن رايه في اللحظة الأخيرة نتيجة لضغوط داخلية أو أوربية قد يتعرض لها خصوصاً من بريطانيا وفرنسا.
إعلان
كما أن صناع القرار في أنقرة، لا يفضلون انسحاب سريع وكلي كما دعا (ترامب).
ويسعى المسؤولون الأتراك، إلى تحليل المناخ السياسي في واشنطن، للتأكد من وقوف الولايات المتحدة إلى جانب تركيا في سوريا، ولتقديم المساعدة، على الأقل في المجال الجوي، مع مشاركة المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي.
إعلان
أخيراً، يشير التقرير إلى أن عمليات الجيش التركي تعتمد على انتشار قوي للوحدات العسكرية داخل تركيا، وشمال العراق وغرب سوريا. كما أن لدى القوات الجوية التركية مهام تشغيلية تسير على وتيرة خطيرة، وعلى هذا الأساس، لن تتمكن تركيا من إجراء تحركات عسكرية كبيرة على مستوى فيالق عسكرية، والتي تتطلب على الأقل ستة أشهر من التحضير فيما إذا أرادت أنقرة عدم الانسحاب من جبهات أخرى.
للاطلاع على التقرير باللغة الإنكليزية (اضغط هنا)
المصدر: أورينت