كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني في تقريرٍ نشره يوم أمس الثلاثاء تفاصيل خطيرة عن خطة عربية إسرائيلية مشتركة لإعادة تأهيل رأس النظام السوري بشار الأسد.
وجاء في التقرير، أن السعودية والإمارات ومصر أعدوا بالتعاون مع إسرائيل خطة مشتركة لتأهيل بشار الأسد وإعادته إلى الجامعة العربية بهدف تهميش النفوذ الإقليمي لتركيا وإيران.
وأضاف أن رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين التقى مسؤولين سعوديين وإماراتيين ومصريين خلال اجتماع سري عقدوه الشهر الماضي في عاصمة خليجية لمناقشة سُبُل مواجهة النفوذ التركي في المنطقة، وانتهوا إلى خطة إعادة الأسد إلى الجامعة العربية.
واتفق المسؤولون في اللقاء على اعتبار تركيا وليس إيران خصمهم العسكري الرئيسي في المنطقة، وناقشوا خطط مواجهة النفوذ التركي، بعد تأكيد الوفد الإسرائيلي إمكانية احتواء إيران عسكرياً على عكس تركيا التي تمتلك قدرات أكبر بكثيرٍ، ونقل الموقع عن كوهين قوله خلال الاجتماع: “إن القوة الإيرانية هشة، أما مصدر التهديد الحقيقي فيأتي من تركيا”.
إعلان
وأكد التقرير أن المشاركين في اللقاء اتفقوا على أربعة إجراءات متمثلة في: مساعدة الولايات المتحدة على الانسحاب من أفغانستان، والتحكم بالورقة السنية في العراق من خلال تقليص نفوذ تركيا داخل “تحالف المحور الوطني” أكبر كتلة سُنِّيَّة في البرلمان العراقي، بالإضافة إلى دعم ميليشيات الحماية ضد تركيا، وتعزيز العلاقات مع حكومة إقليم كردستان العراق والحيلولة دون أيّ مصالحة مع أنقرة.
وتمثَّل الإجراء الرابع في طرح مبادرة لإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الدول العربية الثلاث ورأس النظام السوري بشار الأسد، وتحديد مسار عودة نظامه إلى الجامعة العربية ودعمه في معارضة الوجود العسكري التركي في شمال سوريا، وإيصال رسالة إليه مُفَادها “عُدْ إلى الكيفية التي كان والدك يتعامل من خلالها مع الإيرانيين، على الأقل كَنِدّ يجلس إلى الطاولة، بدلاً من أن تكون صاغراً للإيرانيين وخادماً لمصالحهم”.
وأشار الموقع إلى توالي التحركات الدبلوماسية عقب الاجتماع ومنها زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق والتي لم تكن أن تحصل لولا علم وموافقة الرياض، وقيام علي الشامسي نائب رئيس المخابرات الإماراتية بزيارة إلى سوريا استغرقت أسبوعاً كاملاً، بالإضافة إلى إعلان الإمارات والبحرين إعادة فتح سفارتيهما، وتوجُّه علي مملوك بشكل علني إلى القاهرة والتي يُتَوقع أن تعلن قريباً عن تطبيعٍ كاملٍ مع النظام السوري.
إعلان
وأوضح التقرير أن السعودية لا ترغب في أن تكون في طليعة الجهد الدبلوماسي الذي يستهدف التودد إلى الأسد، ولكنها وافقت على السياسة التي تقضي بالسعي إلى تمكين الأسد بهدف إضعاف تركيا، وأن إسرائيل لا يوجد لديها تواصُل مباشر مع الأسد، ولكنها تستخدم رجال أعمال سوريين، نصارى وعلويين، كوسطاء، في حين تريد مصر من النظام السوري أن يعلن أن أعداءه الرئيسيين هم تركيا وقطر والإخوان المسلمين.
يُذكر أن دراسة حديثة أكدت أن إعادة تأهيل الأسد مجدداً تصطدم بعجزه عن إعادة الإعمار، ورفض كلٍّ من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا لذلك، والتي اعتبرتها “العقبة الأصعب” كون اقتصاد سوريا خاصةً حلب مرتبط بشكل كبير بإعادة فتح المعابر الحدودية؛ الأمر الذي تعارضه أنقرة والفصائل المتواجدة في الشمال السوري.
إعلان
المصدر: نداء سوريا