إذا كنت ترغب بالتعرف على الحضارة العثمانية (1299- 1923) واهتمامها بالعلم والتجارة، فما عليك سوى زيارة ميدان بيازيد في مدينة إسطنبول، لترى إحدى أقدم جامعات العالم، وأحد أكبر أسواقها.
الميدان القديم يضم من جهة جامعة إسطنبول ببوابتها التاريخية، ومن جانب آخر “السوق المسقوف”، وبه قرابة 3600 متجر وعدد من الخانات، فضلًا عن جامع السلطان بيازيد القديم.
تتميّز إسطنبول باتّساعها وتنوّع مناطقها وأماكنها السياحية والتاريخية، ومن أبرز ما تشتهر به هو ميادينها الكبيرة، ومنها ميدان بيازيد التاريخي.
يعود ميدان بيازيد ومسجده المعروف إلى عصور قديمة، وهو ما يزال شاهدًا على التنوّع الثقافي والحضاري والمعماري للمدينة الساحرة.
إعلان
تُعرف منطقة بيازيد أيضًا بأهميتها الجغرافية، إذ تقع بين منطقتي “سلطان أحمد” و”أكسراي”، ويتواجد فيهما عدد كبير من السائحين يعبرون ميدان بيازيد مشيًا على الأقدام للتمتع بالمباني التاريخية والأسواق التجارية التي تعرض بضائع تراثية.
تشتهر المنطقة بأهميتها التجارية، حيث يقع بداخلها سوق النحاسين، وهو سوق تُباع فيه المنتجات النحاسية المصنوعة يدويًا.
ويوفر النسيج التاريخي المحيط بالسوق أجواءً فريدةً تجذب السائحين.
إعلان
وللثقافات المتنوعة واندماجها سويًا تأثير كبير على إسطنبول، إذ يفتح سوق النحاسين بابًا ثقافيًا مميزًا بفضل بنيته الأصيلة والمختلفة.
ويقع “السوق المسقوف” بين مسجدي نور عثمانية وبايزيد، الذي تم إنشاؤه من جانب السلطان محمد الفاتح، بعد فتح مدينة إسطنبول.
إعلان
السوق يمتد على مساحة 30 ألف م2، ويتشكّل من أكثر من 60 شارعًا، وهو مركز ضخم وجاذب للسائحين.
على أطراف ميدان بيازيد، تقع جامعة إسطنبول ببوابة ضخمة تُسمى “بيازيد”، وكان يطلق عليها في عهد الدولة العثمانية مبنى “الحرب”، وبعدها غُير إلى “وزارة الدفاع”.
ونُسبت المنطقة إلى السلطان “بايزيد الثاني” (1481-1512)، ثامن سلاطين الدولة العثمانية، وهو الذي أمر ببناء جامع بيازيد في العام 1501، وهو السلطان الذي خلف محمد الفاتح، الذي فتح القسطنطينية في العام 1453.
ويحمل السلطان بيازيد الثاني، الذي استكمل مسيرة الفتح، اسم جده السلطان الرابع يلدريم بيازيد، وهو ابن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل” عام 1345م، وتولى الحكم في عمر الثلاثين، بعد استشهاد أبيه السلطان “مراد الأول”، عام 1389م.
اشتهر بيازيد الأول بحماسته الشديدة للإسلام، وسرعة انقضاضه المفاجئ على العدو، حتى لقب باسم “يلدريم”، أي الصاعقة، وكان مجرد ذكر اسمه يوقع الرعب في نفوس الأعداء.
وشهدت الدولة العثمانية في عهد الصاعقة انتصارات عديدة، أبرزها انتصاره في معركة “نيكوبوليس”، التي أدت إلى سقوط بلغاريا.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=71280