قال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، اليوم السبت، إن بلاده “لا تسعى أبدًا لفرض سلام بالقوة على حساب كرامة الشعب السوري، إنما تعمل على مد يد العون لهم في سبيل تحقيق سلام دائم”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المسؤول التركي، خلال استقباله زعيم حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، بمدينة “أفيون قره حصار” غربي تركيا.
وأضاف قورتولموش أن “وطأة المشاكل في منطقة الشرق الأوسط تزداد بشكل مستمر، وتركيا تعمل على التخفيف منها عبر دعم عملية سلام جديدة في سوريا”.
وعن مراحل الحرب في سوريا قال المسؤول التركي “في السنوات الثلاثة الأولى شهدت سوريا حربًا أهلية، تلتها في السنوات الثلاثة ألأخرى حرب بالوكالة”.
إعلان
وشدد قورتولموش على أن بلاده “تعمل على دراسة إمكانية تحقيق السلام في سوريا، بالتعاون مع روسيا وإيران، ولعل مفاوضات أستانة (يوما 23، و24 يناير/كانون ثان الماضي) كانت ثمرة تلك الجهود”.
وأوضح أن “الملف السوري يحتاج إلى مزيد من الوقت لتحقيق نتائج ملموسة، ومع هذا نحن لا نسعى أبدًا لفرض سلام بالقوة على حساب كرامة الشعب السوري، إنما نعمل على مد يد العون للسوريين في سبيل تحقيق سلام دائم”.
يشار إلى أنه في 23 و24 يناير الماضي، عقد اجتماع في العاصمة الكازاخية أستانة، بقيادة تركيا وروسيا، ومشاركة إيران والولايات المتحدة ونظام بشار الأسد والمعارضة السورية، بحث التدابير اللازمة لترسيخ وقف إطلاق النار في سوريا.
إعلان
وخلال الاجتماع اتفقت تركيا وروسيا وإيران، على إنشاء آلية مشتركة للمراقبة من أجل ضمان تطبيق وترسيخ وقف إطلاق النار في سوريا.
وفي سياق آخر عن دور الغنوشي، واهتمامه بمشاكل العالم الإسلامي، والتحول الديمقراطي بتونس، قال قورتولموش إن “السيد الغنوشي، أفرد في خطاباته حيزًا مهمًا لنصائح معقولة ومهمة حيال مستقبل العالم الإسلامي، وخاض كفاحًا يشار إليه بالبنان، في سبيل تحقيق تحول ديمقراطي في تونس”.
إعلان
وتابع في ذات السياق “جهوده هدفت أيضا إلى الحفاظ على الأواصر التي تربط بلاده (تونس) بالتقاليد الإسلامية، وتركيا تقف بكل قوتها وتجربتها وإمكانياتها مع إخوانها أبناء الشعب التونسي”.
من جهته، ثمن الغنوشي الدور الذي تلعبه تركيا في المجتمع الإسلامي، واصفًا دورها في سوريا والمنطقة بـ”المهم جدًا”.
كما قدم شكره لتركيا على المساهمات التي قدمتها لتونس من خلال منتدى تونس للاستثمار.
كما أعرب الغنوشي عن تمنياته بالنجاح لتركيا في مرحلة التعديلات الدستورية، معربًا عن دعمه لتلك التعديلات.
وفي السياق ذاته لفت نائب رئيس الوزراء التركي، قورتولموش أن “التعديلات الدستورية، ستكون فرصة كبيرة لتركيا، لمواصلتها المسيرة بشكل أكثر قوة”.
وذكر أن “التعديلات ستمكن الشعب من انتخاب رئيسه، بدلًا من انتخابه خلف الأبواب المغلقة كما كان في السابق”.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا سعدي غوفن، أن الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية سيجري في 16 أبريل/ نيسان المقبل.
ونشرت الجريدة الرسمية التركية، فجر اليوم، القانون الذي يتيح طرح التعديلات الدستورية الخاصة بالتحول إلى “النظام الرئاسي” على استفتاء شعبي.
وفي 21 يناير/ كانون ثانٍ الماضي، أقر البرلمان التركي، مشروع التعديل الدستوري الذي تقدم به حزب العدالة والتنمية الحاكم، والمتضمن الانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي، خلال عملية تصويت سرية شارك فيها 488 نائبًا.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=3829