نادٍ سينمائي يجمع يافعين سوريين وأتراكًا، في محاولة لخلق مساحة من الحوار والتواصل

Alaa3 يوليو 2017Last Update : الإثنين 3 يوليو 2017 - 11:29 صباحًا
نادٍ سينمائي يجمع يافعين سوريين وأتراكًا، في محاولة لخلق مساحة من الحوار والتواصل

“نافذة على العالم”، شعارٌ اختارته مجموعة من الشباب في ولاية شانلي أورفة التركية، لتسمية نادٍ سينمائي يجمع يافعين سوريين وأتراكًا، في محاولة لخلق مساحة مشتركة من الحوار والتواصل بين اللاجئ والمُضيف.

لا يفئق حرارة شمس أورفة، التي تتجاوز 40 درجة مئوية في الصيف، إلا حماس أولئك الشباب الذين أصروا على إكمال نشاطاتهم رغم صعوبات مختلفة، حين زارتهم عنب بلدي، داخل مقر “ملتقى الفرات” في أورفة، 27 حزيران الماضي، وكانوا يجهّزون لعرض أحد الأفلام، والاحتفال بثالث أيام عيد الفطر على طريقتهم.

النادي جسرٌ للتواصل

يقول الشاب سليمان الطه (22 عامًا) من ديرالزور، وأحد أعضاء النادي السينمائي، لعنب بلدي، إنه وزملاءه يحاولون إحياء طقوس فقدوها لفترة طويلة، فالشاب يعتبر أن الفن وسيلة تواصل بين الناس وجسرٌ يقربهم من بعضهم.

ويستهدف النادي شريحة الشباب واليافعين بشكل أساسي، لكن الحضور شمل جميع الأعمار، ويشير الطه إلى أن الفريق “يُحاول تنفيذ بعض النشاطات الترفيهية مع عروض الأفلام، و إجراء حلقات حوارية مع الحضور، موضحًا “نعرض أفلامًا بموضوعات مختلفة منها السياسي والاجتماعي والثقافي والمنوع”.

“الثقافة كلٌ لا يتجزأ”، وفق الشابة أسماء، عضو فريق النادي، وترى في حديثها لعنب بلدي أنه “من المفيد أن نتعرف إلى ثقافات الشعوب وخاصة الثقافة التركية التي نعيش ضمنها”، مضيفةً “المعرفة تفيد في فهم سياق المنطقة وطريقة التصرف مع شعوبها”.

لرأب الصدع بين المجتمعين

ستة أشخاص يعملون ضمن فريق “أثر” التطوعي في أورفة، يُحاولون تقديم خدماتهم للسوريين “بهدف رفع وعيهم وتمكينهم من التواصل مع المجتمع”، في ظل صدامات تشهدها المدينة التركية، بين أتراك وسوريين، “ما دفعنا للبحث عن طرق لدمج اليافعين من المجتمعين ورأب الصدع”، وفق إدارة النادي.

“بعد ست سنوات من وصول السوريين إلى أورفة، علينا التكيّف مع المجتمع والاندماج فيه دون خسارة هويتنا الثقافية المميزة كسوريين وعرب”، وفق رؤية أسماء، ويرى المسؤول الإعلامي للنادي عبد الرحمن الصالح، أن فكرتهم لاقت ترحيبًا من الأتراك، وخاصة المراكز الشبابية.

ويقول الصالح لعنب بلدي إن “الكثير من الفرق والمنظمات التركية تواصلت معنا وشجعتنا لمثل هذه النشاطات”، معتبرًا أن ذلك “مؤشر جيد أننا نسير في الاتجاه الصحيح”.

طريقٌ طويلٌ مايزال أمام أولئك الشباب لتحقيق أحلامهم، فالقضية التي يعملون عليها تحتاج إلى حشد الطاقات والتعاون بين السوريين والأتراك، وفق رؤيتهم، “إلا أن السعي بداية إلى خفض حالة التوتر بين الطرفين هي الأهم حاليًا”.

صعوبات مختلفة تواجه عمل الفريق، في مقدمتها الواقع الأمني الذي يمنعهم من العمل بشكل أكثر حرية وعلى نطاق جغرافي أوسع، وبالتالي استهداف جمهورٍ أكبر، إضافة إلى الاعتماد على تمويل مشاريعهم ذاتيًا، ما قلص من النشاطات التي يُمكن تنفيذها، وفق الصالح.

السورية عبير العلي حضرت عرض الفيلم ثالث أيام العيد، وترى أن مثل هذه النشاطات “توفر لنا مساحة من الراحة والترفيه معًا، وتزودنا ببعض المعلومات عن الثقافات التي يُمكن أن نفهم من خلالها الآخرين”.

وتعتبر العلي أن الإعلام هو الوسيلة الأساسية، لنقل المعلومات إلى شريحة واسعة في العصر الحديث، وتقول “أنا أتحدث عن تجربتي الشخصية في تعلم مفردات اللغة التركية من خلال متابعة المسلسلات”.

تأسس “أثر” التطوعي مطلع عام 2017 في أورفة، ويُعرّف نفسه بأنه فريق شبابي يعمل على رفع الوعي، وتفعيل دور الشباب في مجتمعهم داخل أورفة، لبناء جسور السلام والتواصل.

Short Link

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.