تزامنا مع التراشق الإعلامي والسياسي بين الرباط والجزائر حول اللاجئين السوريين الذين يقيمون في الصحراء على الحدود بين الجزائر التي طردتهم والمغرب الذي يرفض السماح لهم بدخول أراضيه، وضعت سيدة سورية مولودة دون إشراف طبي.
ولادة في العراء
وكشفت مصادر متطابقة من المنطقة، أن لاجئة سورية وضعت مولودة، أطلق عليها شباب المدينة اسم “زوزفانة”، تيمنا بالوادي الذي يعد أصل الحياة في مدينة “فكيك” (على الحدود المغربية الجزائرية).
وأضافت مصادر إعلامية أن اللاجئة النفساء وضعت مولودتها دون أن تستفيد من مصاحبة طبية، بعد رفض السلطات المغربية توفير طبيب ولادة.
وأضافت المصادر أن المرأة وضعت في العراء على مستوى سفح جبل “تاغلا”، مستفيدة من وجود طبيبة لاجئة أيضا، لكن دون تمكينها من الأدوية، وفي ظل درجات حرارة تفوق الأربعين.
مساعدة ممنوعة
وكشف مصادر إعلامية أن “سكان الجانب المغربي من الحدود، حاولوا تقديم مساعدات للاجئين السوريين، إلا أن وحدات من الجيش والدرك المغربين حالوا دون ذلك”.
وأضافت المصادر أن “سكان فكيك أعدوا 4 منازل لإيواء السوريين المحاصرين على الحدود المغربية الجزائرية لكن السلطات رفضت ذلك”.
وتابعت أن ساكنة المدينة تعمل كل ما بمقدورها من أجل تقديم مساعدات، بالرغم من أن عناصر الدرك والجيش تمنع الجميع من ولوج المنطقة العسكرية.
مطالب دولية
طالبت هيئة دولية مقرها لندن دولتي المغرب والجزائر، الأربعاء، بتوفير ملاذ آمن للاجئين السوريين العالقين على الحدود بين البلدين منذ أكثر من أسبوع في ظروف غير إنسانية وقاسية.
وكشفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، في بيان توصلت “عربي21” بنسخة منه، أن “مجموعة من اللاجئين السوريين يقدر عددهم بـ 114 شخصا بينهم أطفال وصلوا إلى الجزائر عن طريق الصحراء الليبية وحاولوا التقدم بطلبات لجوء في الجزائر إلا أن طلباتهم رفضت، كما رفضت الحكومة تقديم أي مساعدة لهم فاضطروا لمغادرة الأراضي الجزائرية إلى المغرب بتاريخ 17 نيسان/ أبريل”.
وأكدت أنه “فور وصول المجموعة إلى الحدود المغربية تم احتجازهم ووضعهم تحت حراسة مشددة لمدة يومين دون تقديم أي مساعدات لهم مع رفض طلبات اللجوء مما اضطرهم للعودة إلى الحدود الجزائرية حيث رفضت قوات الأمن هناك مرة أخرى السماح لهم بالدخول إلى الأراضي الجزائرية”.
أصل المأساة
في الأسبوع الماضي قامت السلطات الجزائرية بترحيل العشرات من اللاجئين السوريين نحو الحدود الشرقية للمغرب منذ الاثنين الماضي، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية للمملكة إلى شجب ما اعتبرته “تصرفات لاإنسانية للسلطات الجزائرية تجاه هؤلاء المهاجرين”، قبل أن تقوم بمنعهم من دخول الأراضي المغربية.
وأكد بلاغ لوزارة الداخلية، الجمعة، أن “السلطات المغربية تعرب عن أسفها للوضعية المزرية لهؤلاء المهاجرين والظروف القاسية التي يمرون بها بالجانب الآخر للحدود المغربية، وشجبها للتصرفات اللاإنسانية للسلطات الجزائرية تجاه هؤلاء المهاجرين، لاسيما وأن الأمر يتعلق بنساء وأطفال في وضعية بالغة الهشاشة”.
ويعد عدد اللاجئين 55 شخصا يتوزعون على مجموعتين من المهاجرين، بينهم العديد من النساء (ثلاث منهم حوامل) وأطفال ومسنون، وأكد وجود ثلاث حالات حرجة لنساء يحتاجون للمساعدة الفورية.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=12407