نعى ناشطون الاثنين الماضي الناشط الشاب “رامي هناوي” الذي قضى تحت التعذيب في أقبية النظام بعد 6 سنوات من اعتقاله، وأبلغ أحد أفرع الأمن التابعة لنظام الاسد ذويه بوفاته بتاريخ 27 كانون الأول –ديسمبر 2017 طالبين منهم الحضور لاستلام أوراقه الثبوتية وأغراضه دون أي معلومات عن جثمانه–بحسب ناشطين –
و”رامي هناوي” ناشط مدني ينحدر من مدينة السويداء من عائلة فيها مشايخ معروفين اعتقل من قبل ما كان يُعرف بـ”اللجان الشعبية” على أحد الحواجز في مدينة صحنايا مطلع آب 2012 مع الفنانة التشكيلية “كفاح علي ديب” على خلفية نشاطهما الإغاثي حيث كانا يقومان بتوزيع المساعدات الإنسانية للنازحين هناك وأحيل إلى فرع التحقيق العسكري وغابت أي معلومات عنه منذ ذلك الحين.
وكان قد انضم معها إلى «حركة معاً من أجل سوريا حرّة وديموقراطية» التي تأسست منذ بداية الحراك الشعبي، وأطلق الأهالي عليهما مع الناشط “زيدون الزعبي” لقب «كرز» (الحرف الأول من اسم كل منهما) حيث اجتمعوا رغم اختلاف طوائفهم- على إغاثة المحتاجين والمتضرّرين والإسعاف ومداواة الجرحى، وكان هناوي من أوائل الذين تحرّكوا سلمياً، وعملوا لمصلحة البلد وأحد الذين اختار المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان أن يلتقيهم في بداية بعثته إلى سوريا ووثّقت الأمم المتحدة هذا اللقاء.
وروت الكاتبة “ابتسام التريسي” التي تعرفت إلى الشهيد الشاب في دمشق أثناء اعتقال ابنها نور لـ”وطن” أنه كان ناشطاً مدنياً لم يحمل سلاحاً وكل ما كان يفعله إيصال الدواء للمشافي الميدانية، وأضافت محدثتنا أن رامي سافر لمساعدة الناس في حمص وحلب.. وكانت -كما تقول- على موعد للذهاب معه إلى معرة النعمان قبل اعتقاله بأيام كرفقة طريق لأنه لم يكن يعرف المنطقة فاعتقل بكمين مع الناشطة “كفاح علي ديب” التي خرجت بعد أشهر وبقي هو حتى استشهد تحت التعذيب بعد ست سنوات من اعتقاله، وكشفت محدثتنا أن مشايخ الدروز تدخلوا لإخراجه من المعتقل ولم يتمكنوا من ذلك لتعنت النظام الذي لم يكن يريد نشطاء مدنيين فصفى العشرات منهم تحت التعذيب ومنهم أطباء ومهندسين وحملة شهادات عليا.
ولفتت محدثتنا إلى أن حماس رامي للعمل التطوعي كان استثنائياً ولم يكن يخاف الاعتقال وكان على يقين بأن الثورة ستنتصر وأن الحال لن يدوم للنظام، وكان مستعداً-حسب قولها- لتقديم روحه فداء ليقينه وإيمانه بنبل ما يفعله ويقوم به من خدمة للناس فقط لأنه مؤمن بسوريا حرة لا يحكمها الطغاة.
وروى المحامي والناشط الحقوقي “ميشيل شماس” على صفحته الشخصية في “فيسبوك” أنه رأى اسم الشهيد “رامي هناوي” عندما كان يبحث عن أسماء معتقلين في سجلات وزارة العدل أوائل عام 2013 فاكتشف أنه كان مدرجاً في سجلات الوزارة وقد دونت أمام اسمه “أحيل الى القضاء المختص”، وهذه العبارة كانت تعني أنه أحيل إلى محكمة الميدان العسكرية.
فيما قالت عائلة رامي أنه لم لم يخضع لأي محاكمة ولم يسمح لهم بزيارته خلال سنوات اعتقاله الستة ما يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان من قبل أجهزة المخابرات السورية.-كما ذكر موقع السويداء 24 -.
وبدورها وصفت الكاتبة “رباب هلال” روح الشهيد الشاب بأنها فسيفساء سورية مرصعة بعبق “آدون” وتسامح المسيح. مضيفة أنه “تأبط طيف غاندي، واعتمر قبعة غيفارا، وحمل دهشة الغفاري وتعجبه ومضى إلى الحرية”، وأردفت أن رامي “لم يقرأ لوركا..لكنه يشبهه حدّ الذهول”، و”مضى في دروب الوطن الدامية فاتحاً كفي حاتم الطائي”.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=52415