كشفت الأرقام الرسمية الصادرة عن نظام الأسد ازدياد أعداد القاصرين الذين يغادرون سوريا للالتحاق بذويهم، كما لفتت الأرقام إلى أن معاملات الزواج عن طريق الوكالة باتت تُشكل 50 بالمئة من مجموع معاملات الزواج في سوريا، وتسلط هذه الإحصائيات الضوء على مشكلة العائلات المهاجرة خارج سوريا التي تسعى إلى لم شملها مجدداً في المهجر بعد أن فرقها النظام بسبب حربه على الشعب السوري كما تؤكد في نفس الوقت حجم الصعوبات التي تواجه المهاجرين السوريين في إنجاز معاملاتهم الرسمية في دول اللجوء من جهة وفي مؤسسات النظام من جهة أخرى.
وأشارت الإحصائيات الصادرة عن القصر العدلي في دمشق التابع للنظام، إلى أن ما بين 500 و1000 معاملة إذن سفر لقاصرين يجري إنجازها يومياً في دمشق، في حين أن 50 في المئة من معاملات الزواج أو تثبيتها هي لمواطنين في الخارج، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.
وبحسب “القاضي الشرعي الأول”، محمود المعراوي (الذي أعلن هذه الأرقام)، فإن معاملات سفر القاصرين لكي يلتحقوا بذويهم المهاجرين، لا سيما ألمانيا ولبنان وتركيا وهولندا.
وأشار المعراوي، إلى أن نسبة الزواج بالوكالات كبيرة جداً ولا تقتصر على من هم خارج سوريا فقط، بل يقوم المئات من الشباب داخل البلاد باستصدار الوكالات الخاصة لتسجيل الزواج في المحاكم، وذلك يعود لعدم تمكنهم من الحضور بسبب الملاحقة الأمنية.
أما من هم خارج البلاد، فهم بحاجة لتثبيت الزواج للقيام بالمعاملات والإجراءات الأساسية، وهو ما لم تتمكن أي جهة معارضة من القيام به، وهذا الأمر أدى إلى ارتفاع أجور الوكالات وخلق وظائف جديدة لمعقبي المعاملات بسبب كثافة المعاملات وتعقيدها، بحسب المعراوي.
وتشير هذه الأرقام إلى ارتفاع نسبة المهاجرين واللاجئين السوريين، حيث تشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن حوالي 11 مليون نسمة هجروا منازلهم في سوريا، أي نحو نصف عدد السكان، منهم نحو 6 ملايين باتوا خارج البلاد.
يذكر أن الإسلوب القمعي الذي استخدمه نظام الأسد في محاولته إخماد الثورة السورية أجبر ملايين السوريين على النزوح والهجرة هرباً من القتل والاعتقال والقصف المستمر منذ سنوات. وأدى الخروج من مناطق سيطرة النظام إلى جعل مسألة إنجاز المعاملات معقدة جداً بسبب تسهيل النظام عمل السماسرة الذين استقطبوا جميع المعاملات التي يُعتبر أصحابها من الملاحقين أمنياً مما سهل على السماسرة فرض أجور كبيرة جداً على اللاجئين والنازحين وخاصة فيما يخص معاملات الزواج والجوازات ولم الشمل.
أورينت
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=37315