وما زال نظام الأسد يتوغل ويتمادى على دماء الناس ملقياً عليهم الحمم البركانية أو الاستسلام له والخضوع لجبروته وطغيانه وعدم فسح المجال للناس باختياء نظام حكمه الذي ثارت ثورة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة.
فقد ألقى الطيران الحربي مجدداً مناشير على عدة مناطق في محافظة إدلب، تضمنت عبارات ونداءات من النظام السوري إلى الأهالي بالتوجه إلى ما تصفه الرواية الرسمية بـ “المصالحة”.
وقال مصدر إعلامي في إدلب، الأحد 27 من أيار، إن المناشير سقطت على مخيم كمونة قرب بلدة سرمدا وعلى مدينتي حرام ورام حمدان في الريف الشمالي.
وتضمنت المناشير التي وجه الخطاب فيها إلى المدنيين والعسكريين عبارات بينها “الصلح سيد الأحكام (…) الحرب اقتربت من نهايتها وآن الآوان لوقف الحرب وسفك الدماء”.
ودعت المدنيين إلى الانضمام للمصالحة الوطنية كما فعلت بقية المناطق في سوريا، وجاء في بعضها موازنة بين المشهد السوري قبل الثورة السورية وفي الوقت الحالي.
وتأتي المناشير على المحافظة بصورة مفاجئة، عقب الانتهاء من نشر نقاط المراقبة التركية والحديث عن وقف إطلاق نار شامل بين النظام والمعارضة.
واتبع النظام السوري أسلوب المناشير الورقية في مختلف المناطق السورية منذ بدء العمليات العسكرية، وكانت تسبق أي تحرك عسكري من جانبه، وكان آخرها في ريف حمص الشمالي قبل التوصل لاتفاق خروج مقاتليه، وفي محافظة درعا.
وحصلت تركيا بالعربي على بعض المناشير الموجهة للعسكريين، ودعتهم إلى ترك السلاح، و”الابتعاد عن العناد في الاستمرار بالمعارك”.
عبارات متكررة جاءت في المناشير أيضًا ودعت إلى العودة إلى حضن الوطن، واغتنام الفرصة قبل فوات الأوان وختمت بجملة “الدولة ترعاكم وترحب بعودتكم”.
ولا يزال القصف الجوي من الطيران الروسي مستمرًا على إدلب، وخاصة أطرافها الجنوبية المتداخلة مع ريفي حماة الشمالي والغربي.
وتعيش إدلب حاليًا حالة من الفلتان الأمني فرضتها مجموعات مسلحة لم تحدد تبعيتها، وقتلت في الأيام الماضية العشرات من المدنيين والعسكريين، آخرهم خمسة عناصر من “الدفاع المدني” في ريف حلب الجنوبي.
وفي حديث سابق مع عضو الائتلاف السوري، ياسر الفرحان، وأحد المشاركين في محادقات “أستانة9″، قال إنهم تلقوا ضمانات في المحادثات الأخيرة أن إدلب لن تهاجم، وذلك يعتمد على الانتشار التركي الأخير ب 12 نقطة مراقبة.
وأضاف أن وقف إطلاق النار في الشمال وقع في السابق، لكن روسيا والنظام لم يلتزما به.
المصدر: عنب بلدي
Source : https://arab-turkey.net/?p=55344