اعتاد التركي أحمد علي يازيجي، بعد عودته من عمله يوميا، ممارسة هوايته في صناعة نماذج سفن تاريخية استخدمت خلال القرن الـ 16، ليبحر بجمالها في منزله.
وحول يازيجي شرفة منزله إلى ورشة مخصصة لهوايته، في ولاية زونغولداق، شمال غربي تركيا.
أول ما بدأ به “يازيجي” في هذا الإطار، كان صناعة أشكال مختلفة من قطع الخشب، ليجعل من ذلك فيما بعد هواية يخصص لها معظم أوقاته بعد العمل.
ونجح في تطوير هوايته إلى أن صار بإمكانه صناعة نموذج لأغلب السفن الحربية التي استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية.
ويقوم التركي، البالغ من العمر 59 عاما وهو أب لولد واحد، بجمع أنواع مختلفة من الأخشاب، ليصنع منها المزيد من نماذج السفن الشراعية، ليعرضها لاحقا في معرض يعتزم افتتاحه عقب تصنيع عدد معين من نماذج السفن.
وفي حديثه للأناضول، أعرب “يازيجي” عن سعادته بتصنيع هذ النماذج، ورؤيته قطعا فنية جميلة من صنع يده.
ويقول المواطن التركي إنه اهتم بصناعة النماذج، عقب إعجابه ذات مرة بنموذج صنعه صديقه، ليتدرب بعدها على هذه الهواية، وبعد فترة قصيرة استطاع بنفسه تصنيع أول نموذج.
وأضاف أن نموذج كل سفينة يخضع لمخطط معين، مبينا أنه يقوم بتصنيع النموذج بشكل احترافي مطابق تماما لصناعة السفن الحقيقية في الأحواض.
وتابع قائلا: “أقوم أحيانا بتأمين القطع الخشبية من النجار.. وتكون هذه القطع بأحجام ومواصفات معينة مخصصة لمثل هذه الصناعات ولا يتم اختيارها بشكل عشوائي”.
ويضيف: يستغرق تصنيعي لأبسط نموذج سفينة، ما بين 3 إلى 4 أشهر، إلا أنني أستمتع جدا خلال ممارستي لهوايتي، وأخصص لها معظم أوقاتي بعد عملي الرئيسي.
وأوضح أنه خصص شرفة منزله لممارسة هذه الهواية، بعد أن قام بشراء بعض الآلات والأدوات لهذا الغرض، مبينا اعتزامه الاستمرار في هوايته رغم ارتفاع تكلفتها المادية.
ونوه إلى عدم استخدامه المسامير قط خلال تصنيع النماذج حتى لا تفقد جمالها.
وحول مراحل تصنيع النموذج، قال “يازيجي” إنه يبدأ بتحديد المنحنيات كما هو في المخطط، ومن ثم تحضير الجسم الرئيسي للسفينة، ليقوم بعدها بتركيب وتوحيد جميع القطع ببعضها بشكل متشابك.
ولفت إلى أن أصعب مرحلة في صناعة النموذج هي بدايتها، مؤكدا ضرورة أن تكون البداية خالية من أية أخطاء أو انحناءات، لكون ذلك يؤدي إلى فشل النموذج بشكل كامل.
وفيما يتعلق بالصعوبات الأخرى، أشار إلى مرحلة لف النموذج بأوراق خشبية، نظرا لحساسيتها والدقة التي تطلبها.
وأكد على أهمية تحلي الشخص بالصبر خلال ممارسة هذه الهواية، مشيرا إلى أن كل خطأ يكسبه تجربة وخبرة معينة يدفعه إلى تطوير مهنته.
وبعد الانتهاء من تصنيع نموذج ما، يضعه “يازيجي” في إحدى زوايا منزله الذي امتلأ بمثل هذه النماذج، الأمر الذي أثار اهتمام وإعجاب ضيوفه الذين يشيدون بعمله ويسألون عن أسرار مهنته وكيفية تصنيع هذه القطع الخشبية باحترافية ودقة كهذه، على حد قوله.
وأكد المواطن التركي أن ما يميز عمله هو كونه يصنع جميع القطع المستخدمة في نماذج السفن دون أن يشتري أية قطعة جاهزة منها.
وأشار إلى وجود 7 نماذج لديه بانتظار تصنيعها، لافتا إلى اعتزامه افتتاح معرض لنماذجه عقب الانتهاء من تصنيع نموذج سفينة “سان فيليب” الشراعية التي يصف تصنيعها بالصعب جدا.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=62764