هكذا أحبطت تركيا لعبة روسية جديدة لإنقاذ الأسد

Alaa9 نوفمبر 2017آخر تحديث :
عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (يمين) اجتماعًا ثنائيًّا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين (يسار) على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ ألالمانية. ( Halil Sağırkaya

رسول طوسون – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

أعلنت روسيا، وهي توجه تهديدًا للمعارضة السورية، أنها ستعقد مؤتمر الحوار الوطني يوم 18 من الشهر الجاري، في مدينة سوتشي بمشاركة جميع الفصائل السورية. أما التهديد فكانت فحواه أن المجموعات التي ترفض المشاركة في المؤتمر أو تضع شروطًا أولية، لن تجد لها مكانًا في الحل السياسي، وهذا يعني أن المعارضة الرافضة لمشروعية الأسد ستبقى خارج اللعبة.

أكثر من نصف المجموعات الثلاثة والثلاثون المدعوة للمؤتمر يتشكل من تيارات على توافق مع نظام دمشق، وليس من المعارضة.

كما أن روسيا أقدمت على حملة أخرى، فدعت حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تعتبره تركيا تنظيمًا إرهابيًّا إلى الاجتماع (روسيا سمحت للحزب بفتح مكتب له في موسكو، وهي لا تعتبره تنظيمًا إرهابيًّا).

إعلان

وهكذا كانت روسيا تخطط لحل سياسي، من خلال إضعاف المعارضة وموقف تركيا في آن معًا. لكن أنقرة أحبطت هذه اللعبة.

نقلت أنقرة رسالة إلى موسكو رسالة مفادها أن مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي في الاجتماع غير مقبولة، وأن تركيا لا تشارك في اجتماع يحضره الحزب، ولا قيمة لاجتماع بلا تركيا.

الائتلاف الوطني السوري والهيئة العليا للمفاوضات اعتبرا الاجتماع مؤتمرًا بين النظامين (الروسي والسوري)، وأعلنا عدم مشاركتهما فيه.

إعلان

وبحسب آخر تصريح للمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن يبدو أن روسيا ألغت الاجتماع. نعم، تركيا أحبطت حاليًّا هذه اللعبة. أقول حاليًّا لأنه ليس من الواضح أي مناورات ستقدم بها روسيا لاحقًا.

وعلاوة على حماية الأسد المسؤول عن مقتل 350 ألف بريء بحسب توثيق منظمات حقوق الإنسان (الأرقام غير الرسمية أعلى من 600 ألف) فإن لمؤتمر سوتشي غاية أخرى، وهي مناقشة الدستور السوري الجديد، الذي أعدته موسكو في يناير/ كانون الثاني الماضي.

إعلان

وبموجب الدستور المذكور والمكون من 85 مادة سيكون بإمكان الأسد البقاء في السلطة 18 عامًا اخرى.

ولتحقيق ذلك، كانت روسيا تعتزم طرح قضية تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل الأسد.

الهدف الثالث من المؤتمر هو تشكيل سلطة جديدة خارج الأمم المتحدة من أجل الإشراف على حل سياسي. لأن إعلان جنيف الذي تبنته الأمم المتحدة ينص على مرحلة انتقالية من دون الأسد. في حين أن روسيا كانت تخطط، من خلال مؤتمر سوتشي، لمرحلة انتقالية مع الأسد.

ولأن المعارضة الحقيقية ستكون أقلية في اجتماع يشكل فيه الموالون للأسد الأكثرية، كان من الممكن لروسيا امتلاك فرصة استصدار القرارات التي تريدها.

كما أنها كانت تريد من خلال هذا الاجتماع تحويل صورتها من شريك للنظام في إراقة دماء الأبرياء في سوريا إلى بلد محب للسلام، لكن ذلك لم يحدث.

وهكذا اتضح للعالم مرة أخرى أنه لا يمكن اتخاذ قرار في المنطقة من دون تركيا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • عمر الخيام الدمشقي

    اعتقد ان هذا الامؤتمر من اساسه هو معقود من خارج اطار مؤتمر جنيف وهو كان معول عليه الكثير فلقد جهزت روسيا المعارضه الداخلية او انصار الاسد ببطانه اخرى في المؤتمر
    من المضحك جدا ان يلدل حزب البعث جراء بعثين جدد
    ومن المضحك انهم متشابهون بنفس الجلود وبنفس العواء ما جرى في سوريا وما يجري من تسوية من المفترض ان هذا المجتمع الدولي ان
    ينسحب
    ومن تلك الدول ان تخجل من نفسها ان تفرض حكومات قمعية
    لا اعتقد ان اوربا او اي دولة تحترم نفسها
    ممكن ان تقبل بهكذا حل ترقيعي وابقاء الاسد وتبتز الشعب السوري بقية فترة بقائه