نشرت وكالة الأناضول الرسمية في تركيا تقريرًا عن تحركات المدنيين السوريين في مداخل مدينة عفرين، لتدحض مزاعم بعض التقارير الدولية التي تقول، إن عناصر الجيشين التركي والسوري الحر يمنعون عودة الأهالي إلى المدينة، ويتقاضون الأموال في نقاط التفتيش.
وأكّد التقرير أن القوات المسلحة التركية تبذل بالتعاون مع الجيش السوري الحر، جهودا حثيثة من أجل حماية التركيبة السكانية في مدينة عفرين السورية، على عكس المزاعم وحملات التشويه التي تتهمهما بمنع دخول الأهالي إلى المدينة.
وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” (SOHR)، نشر في 9 أبريل / نيسان الجاري، تقريرا يدعي بأن قوات “غصن الزيتون” تتقاضى مبالغ مالية تقدر بعشرات آلاف الليرات السورية، من المدنيين الراغبين في العودة إلى عفرين.
وزعم التقرير أن “هناك نقصا حادا وانعداما في المواد الغذائية والأدوية والمواد الطبية في عفرين، وأن مقاتلي الجيش السوري الحر يستولون على المنازل وينهبون الممتلكات ويقتلون المدنيين داخل المدينة”.
إلا أن الحقيقة تثبت عكس ذلك، إذ تبذل قوات “غصن الزيتون” جهودا حثيثة لمنع تضرر المدنيين عبر تفتيش الراغبين في العودة إلى المدينة، والحيلولة دون تسلل الإرهابيين إلى المنطقة.
وقالت الأناضول إن الأهالي يعملون على إبلاغ القوات التركية أو الجيش السوري الحر بالأشخاص الذين يُشبته في انتمائهم إلى التنظيمات الإرهابية.
وتعمل القوات المسلحة التركية على توزيع 150 ألف رغيف خبز يوميا لسكان المنطقة، إلى جانب فرق إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، والهلال الأحمر التركي، فضلا عن عملياتها في نزع الألغام والمتفجرات.
“محمد مصطفى” وهو أحد سكان عفرين، قال إنه يقيم في ناحية “جنديرس”، ويأتي إلى مركز المدينة عبر نقاط التفتيش منذ 3 أيام دون مشاكل أو معوقات.
وأضاف: “توفي أخي في جنديرس وكان لديه منزل في عفرين، لذلك آتي إلى مركز المدينة كل فترة. القوات التركية تعمل مع الجيش الحر على منع دخول السيارات المفخخة، وكذلك منع السرقة والنهب”.
أما “محمد سليمان” فقال بدوره إنه يعيش أيضا في جنديرس، وجاء إلى مركز عفرين اليوم دون أن يواجه مشاكل عند الدخول. مبينا أن بإمكان الجميع التحرك في المنطقة، وقوات “غصن الزيتون” تتعامل معهم بكل احترام.
وأوضح سليمان أن الحياة عادت إلى طبيعتها في جميع القرى التابعة لعفرين، وقد عاد إليها معظم السكان الأصليين بعد انتهاء العمليات العسكرية وضمان الأمن.
من جهته، أكد “خلف الدوش” الذي ينقل الركاب من محافظة إدلب إلى عفرين، أن الجنود الأتراك هم أشقاء بالنسبة إليهم، ويعملون على تفتيش السيارات دون الإساءة إلى السكان أو السائقين.
واتضح بعد تحرير المنطقة، أن الإرهابيين تعمدوا تخريب بعض قنوات نقل الماء إلى مركز مدينة عفرين، فيما أدى قدم بعض الخطوط إلى اختلاط مياه قنوات الصرف الصحي بمياه الشرب.
وعلى إثر ذلك قامت فرق قسم المياه وقنوات الصرف الصحي في بلدية هطاي التركية، بصيانة خطوط ضخ مياه الشرب، وانتَهت من إصلاح جزء منها.
واعتبارا من 4 أبريل / نيسان الجاري، بدأت عملية ضخ المياه النظيفة من سد ميدانكي إلى جزء من مدينة عفرين والقرى المحيطة بها. وقبل إيصال المياه إلى المنازل، يتم تنقيتها في مصافٍ أُنشئت لهذا الغرض.
من جانب آخر تواصل فرق بلدية هطاي أعمال صيانة خطوط المياه في ناحية جنديرس ومحيطها.
وبعد وصول المياه النظيفة، عبّر سكان المدينة عن فرحهم وابتهاجِهم، مؤكدين أن منظمة “حزب العمال الكردستاني” (pkk) الإرهابية ألحقت أضرارا كبيرة، وأن المزاعم المتداولة غير صحيحة على الإطلاق.
كما يؤكد أهالي عفرين أن الأمن والسلام عاد إلى مدينتهم بفضل القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر.
وأمس الخميس، تأسس في مركز مدينة عفرين المحررة من التنظيمات الإرهابية بفضل عملية غصن الزيتون، مجلس محلي مؤقت يضم ممثلين مدنيين أكرادا وعربا وتركمَانا.
المجلس المحلي الذي يهدف إلى توفير الخدمات المحلية للسكان، تم تشكيله عبر تصويت شارك فيه أعيان ووجهاء المدينة. ويتكون من 20 مقعدا، تم تقسيمها بين الأطياف العرقية الموجودة في عفرين، بحسب الأغلبية.
وحصل الأكراد على 11 مقعدا، فيما حظي العرب بـ 8 مقاعد، والتركمان بمقعد واحد. وتولى زهير حيدر وهو أحد أعضاء المجلس من الشريحة الكردية، منصب الرئاسة.
وللحصول على مقعد في المجلس المحلي المؤقت، لا بد أن يكون المرشح من أهالي عفرين، ومن قاطني المنطقة.
وشكر رئيس المجلس زهير حيدر تركيا على إتاحتها فرصة تأسيس المجلس الذي سيعمل على خدمة المواطنين في عفرين. وأوضح أن مناطق غصن الزيتون ستكون مثالا يحتذى بها، على غرار مناطق درع الفرات.
ووجه حيدر نداء إلى أهالي عفرين دعاهم فيه إلى العودة لديارهم. مبينا أن عفرين لن يحكمها سوى أهلها، وليس القادمين من جبل قنديل (في إشارة إلى قيادات “pkk” الإرهابية).
وأشار حيدر إلى أن المجلس تأسس تحت مظلة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وأنه تابع للمجلس المحلي في حلب.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=50084
خلدون شيركوهمنذ 7 سنوات
ما يسمى بالمرصد السوري لحقوق الإنسان أداة مشبوهة استخمت ضد الشعب السوري ولمصلحة نظام الاحتلال القائم في سورية