كثف رئيس النظام السوري، بشار الأسد، من لقاءاته، خلال الأسبوعين الماضيين، مع صحف وقنوات إعلامية، لتشهد تصريحاته تناقضًا بشأن الوجود الإيراني في سوريا.
التصريح الأخير للأسد كان في مقابلة مع قناة “العالم” الإيرانية أمس، الأربعاء 13 حزيران، وأكد خلالها وجود مقاتلين إيرانيين في سوريا.
وعن طبيعة الوجود الإيراني في سوريا، قال الأسد إن “هناك مستشارين إيرانيين في سوريا، هذا أكيد. وهناك مجموعات من المتطوعين من الإيرانيين الذين أتوا للقتال في سوريا يقودهم ضباط إيرانيون”.
لكنه عاد ليؤكد أنه لا يوجد في سوريا كتيبة أو لواء أو فرقة (إيرانية) باعتبار أنه “لا يمكن أن تخبئها أولًا، ولماذا نخجل بها؟”.
إعلان
واعتبر أنه لو كان هناك تشكيل إيراني فسيعلن عنه.
ودعمت إيران النظام السوري، خلال السنوات الماضية، سياسيًا واقتصاديًا، إضافة إلى دعم عسكري عبر ميليشيات تقاتل مع قوات الأسد، وإقامة قواعد عسكرية في عدة مناطق.
تصريحات الأسد بشأن الوجود الإيراني تكون بحسب الجهة الإعلامية التي يتحدث إليها، إن كانت مقربة من إيران أو لا.
إعلان
ففي مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، في 31 أيار الماضي، نفى الأسد توجيه دعوة رسمية إلى إيران للدخول إلى سوريا والقتال معه ضد فصائل المعارضة.
إعلان
وقال إنه “ليست لدينا قوات إيرانية. لم تكن لدينا أي قوات إيرانية في أي وقت من الأوقات، ولا يمكن إخفاء ذلك”.
وأضاف الأسد أنه “لا نخجل من القول بأن لدينا مثل هذه القوات لو كانت موجودة، فنحن من دعونا الروس وكان بإمكاننا أن ندعو الإيرانيين”.
وانتشرت تسجيلات مصورة وصور لمقاتلين إيرانيين في مختلف جبهات القتال في سوريا، كما انتشرت ومقاطع لقائد “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، في حلب ودير الزور.
ويأتي تناقض التصريحات في ظل تكتل دولي ضد الوجود الإيراني في سوريا، إذ تطالب عدة دول وفي ومقدمتها إسرائيل وأمريكا بخروجها من سوريا.
كما دخلت روسيا على خط التصريحات بضرورة خروج الإيرانيين، إذ دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في سوتشي، الشهر الماضي، إلى سحب جميع القوات الأجنبية من سوريا مع تقدم الحل السياسي.
لكن بوتين استثنى الروس لأنهم مدعوون رسميًا من قبل الحكومة، بحسب تعبيره.
وعقب ذلك أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافريننييف، أن تصريح بوتين “يخص كل المجموعات العسكرية الأجنبية، الموجودة على أراضي سوريا، بمن فيهم الأمريكيون والأتراك وحزب الله والإيرانيون”.
وتطالب إسرائيل بخروج القوات الإيرانية من الجنوب السوري إذا ما أرادت قوات الأسد بسط سيطرتها على الحدود الجنوبية.
لكن الأسد اعتبر أن العلاقات مع إيران لا تخضع لتسوية لا في الشمال ولا في الجنوب، لأن “العلاقة ليست خاضعة لأسعار البازار الدولي، لا سوريا ولا إيران طرحتا هذه العلاقة في البازار السياسي الدولي لكي تكون خاضعة للمساومة”.
وأشار إلى أنه “عندما يكون لدينا قرار بالنسبة لإيران سوف نتحدث به مع الإيرانيين ولن نتحدث به مع أي طرف آخر”.
المصدر: عنب بلدي