كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن توجه الحكومة التركية الجديدة لمنح الجنسية التركية لجميع السوريين الموجودين على الأراضي التركية، وبخاصة بعد فوز الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهذا ما أثار بدوره العديد من التساؤلات حول ماهية هذه الأخبار.
ضربة حظ ولا شروط معينة إلا الوضع الأمني
عدم وجود طريقة محددة للتأهل والحصول على الجنسية التركية لم يمنع السوريين من السؤال وتقصي الأخبار حول ذلك، فأنشؤوا المجموعات والصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة موقع فيسبوك الذي بات يعج بالأخبار المتعلقة بالجنسية التركية، إضافة لقيام بعضهم بسؤال موظفين حكوميين مختصين وخاصة في مديرية الهجرة بولاياتهم إلا أن الجواب دائماً كان أنه (لا علم للموظفين بوجود مثل هذه النوايا).
ويقول اللاجئ السوري “مصطفى عثمان” في حديث لـ “أورينت نت”: إنه و “قبل أسابيع حصلت على شبه توضيح للأمور من قبل مديرية الهجرة المركزية في العاصمة أنقرة بعد اتصال أجريته وتحدثت خلاله مع أحد الموظفين هناك حول منح الجنسية، إذ قال الموظف لي الذي لم يحدد فئة من غيرها إنه هناك آلاف الأضابير التي تحوي دراسات أمنية للسوريين الذين سيتأهلون للجنسية ضمن الدفعة الثانية دون أن يذكر لي ما إذا كان هؤلاء على غرار سابقيهم (أطباء ومهندسين ومعلمين) وهذا ما جعلني أتفاءل أكثر بمنح الجنسية لعامة السوريين”.
وأشار إلى أن الموظف أخبره بأنه لا يوجد (دور) أو تاريخ محدد لمنح كل فرد الجنسية وسيكون ذلك عبر اتصال هاتفي سيتلقاه المتأهل للجنسية من قبل مديرية الهجرة في محافظته ليخبروه بأنه تأهل للحصول على الجنسية التركية.
وأضاف: “لا شروط مفروضة على منح الجنسية للسوريين، فالموظف أكد لي أن الجنسية تعتمد بشكل رئيسي على الدراسة الأمنية بما معناه أنه من ارتكب أدنى مخالفة في تركيا لن يحصل على الجنسية، وهنا سيكون من الأولى الالتزام بجميع القوانين لمن يطمح للحصول على الجنسية التركية، إضافة إلى أن الطلاب السوريين في الجامعات هم من أبرز المؤهلين للحصول عليها نظراً لـ (حاجتهم الماسة إليها) وفق ما تراه الحكومة التركية، وأعتقد أن الجنسية ستمنح للطلاب بداية إلا أن ذلك لن يطول قبل أن تتم إتاحتها للجميع وخلال أشهر فقط”.
الجنسية التركية.. إيجابيات خدمية وسلبيات مادية
رغم طموح الكثيرين بالحصول على الجنسية التركية، إلا أن بعض السوريين ممن حصلوا عليها كانت لهم آراء أخرى بعيدة كل البعد عن الإيجابيات المجسدة بنقل السوري من (صفة لاجئ) ووضعه ضمن (صفة مواطن تركي)، حيث قالت السيدة السورية “بيان الحسن” في حديث لـ “أورينت نت”، إن “حصولي على الجنسية أسعدني كثيراً واستطعت الحصول على جواز سفر يمكنني من السفر حول العالم أينما شئت ولكن هذا لا يمنع الحديث عن بعض الأمور السلبية وبخاصة المادية منها بالنسبة لوضعنا نحن كسوريين في تركيا، فالكل يعلم أن منح الجنسية التركية لن يغير من واقع السوريين المادي شيئاً، وقد أدى حصولنا على الجنسية لإيقاف المساعدات (كرت الهلال الأحمر) التي كانت تؤمن لنا شهرياً (إيجار المنزل) على أقل تقدير، إضافة لفرض (تأمين صحي) علينا وإجبارنا على استخراج الكرت الأخضر، كما أصبحنا ندفع ربع قيمة الدواء تقريباً بعد أن كانت المستشفيات تعالجنا مجاناً والصيدليات تعطينا الدواء مجاناً، الآن كل شيء تغير بمجرد حصولنا على الهوية التركية أصبح الجميع يعاملوننا كأتراك حتى حواجز الأمن والدوائر الرسمية، (نسبة السوري) اختفت من حياتنا بالنسبة للمجتمع التركي ولا نتداول لفظ سوريين إلا فيما بيننا أو مع أقاربنا وأصدقائنا ممن هم سوريون مثلنا”.
لا قرارات رسمية جديدة بخصوص الجنسية
وفيما يترقب السوريون حصولهم على الجنسية، تلتزم الحكومة التركية ودوائرها الرسمية الموزعة في الولايات التركية الصمت إزاء الأخبار والإشاعات والتوقعات، فلا يمكن التنبؤ بمثل هذه الأمور في ظل انعدام الحديث عن أي خطوات مستقبلية إزاء ذلك، وهذا ما أكده الموظف في دائرة الهجرة بولاية أنطاكيا/هاتاي “علي بولات” في حديث لـ “أورينت نت”، حيث قال إن “قرارات الجنسية التركية متوقفة منذ مدة رغم استمرار عملية التجنيس، ومن الملاحظ أن التركيز حالياً أصبح على أصحاب الشهادات، وهذا يشكل رتبة أدنى من (أصحاب الاختصاصات) كالأطباء وغيرهم، ولكن حتى اللحظة لم يتم تبليغنا بأي قرار وكان آخر قرار تبلغنا به هو في شهر شباط/فبراير من العام الجاري، والذي تضمن قائمة بنحو 650 سوري (رجال ونساء) لمنحهم الجنسية التركية وقد أبلغناهم بذلك وأغلبهم أنهى (مراحل الحصول على الجنسية) المتجسدة باختبار أمني وتقديم وثائق وترجمتها وغيرها من الإجراءات التي تطلع مديرية الهجرة صاحب الأمر عليها، وربما يكون في الغد قرارات جديدة أو قد لا يكون، نحن هنا ننفذ أوامر وقرارات ولا نصنعها كما أننا لا نعرف كل شيء لنجيب على جميع الاستفسارات حول هذا الموضوع.
الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام التركية سبق ان أجرت إحصائيات لعدد السوريين الحاصلين على الجنسية، وقد ذكرت مصادر تركية أن العدد بلغ نحو 50 ألف سوري موزعين في عموم تركيا، وقد سمحت الحكومة للسوريين بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت أواخر الشهر الماضي، وهو ما أثار نقمة الأحزاب التركية المعارضة التي اعتبرت أن مشاركة السوريين هو (تلاعب في الانتخابات) من قبل الحكومة آنذاك.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=61195
حسين نايف عبدالكريممنذ 6 سنوات
الحاصلون على أذن العمل هل يتم قبولهم في الجنسية
عمر الخيام الدمشقيمنذ 6 سنوات
الكثير من السوريين غير منتفعين من اي مساعدو ولا يعتمد اغلبهم على اي دعم سواء الهلال الاحمر او جمعيات خيرية او منظمات انسانية
وهذه حقيقة وهناك الكثير من السوريين تقدموا الى هيئة الهلال الاحمر للاستفادة من الدعم المالي لا انكر استحقاق البعض منهم ولا اخفي ان الكثير منهم لا يحتاج هذه المساعدة وينالها
ولست هنا ابحث موضوع المسعدات بقدر ما اعلق على منح الجنسية التركية فللنظر للامر من الجانب الاخر ما الفارق بيني وبين المواطن التركي دافع الضرائب اليس من حق هذه الدولة المضيفة ان ترتاح وتعطي كل ذي حق حقه لن ينتهي الجدل هنا على الاطلاق الجنسية التركية يعني ان تلتزم ما عليك من حق وواجب تجاه هذه الدولة التي قدمت الكثير برغم امتعاض البعض منها لكن على السوريين الذين تم تجنيسهم او السوريين المنتظرين منحهم هذه الجنسية العمل على انهم بالاصل هم اتراك ويعملون كما المواطن التركي لا على اساس الاستفادة من الدولة وماتقدم من خدمات لهذا المواطن فما نال مواطن اكثر من اخر وليس هناك ازدواجية معايير في منح السوررين هذه الجنسية بل هناك اجتهاد وسعي لتحسين الوضع ورفع مستوى التعايش بين هذا الموطن وهذا المواطن الذي اعتبر انه من اهل الدار لهذا على السوريين الاجتهاد اكثر واظهار ما هم عليه من شهامة ورجولة وحسن ظن