على وقع التطورات المتلاحقة التي يشهدها الشمال سوريا، والحشود العسكرية التركية قبالة المناطق الكردية المتاخمة لتجمع مخيمات أطمة على الشريط الحدودي، بدأت “هيئة تحرير الشام” تحركاتها الفعلية لترجمة بيانها الرافض للتدخل التركي، محاولة استدراج المهاجرين، بعد انشقاق فصائل عسكرية عنها وانضمامها لـ”أحرار الشام”.
الخطوات التصعيدية ضد التدخل التركي بدأت صباح الجمعة، بمداهمة الهيئة لناحية إحسم وقرية المغارة في جبل الزاوية، لاعتقال مقاتلين شاركوا في عملية “درع الفرات” في ريف حلب الشمالي الشرقي. أحد أبناء قرية المغارة، قال لـ”المدن”، إن القوة التنفيذية التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” اعتقلت 5 أشخاص ينتمون للجيش الحر ممن شاركوا في عمليات “درع الفرات”. القوة التنفيذية اعتقلت والد أحد المقاتلين ويدعى ماهر الخطيب، حتى يسلم ولده نفسه للهيئة.
ولم تعرف الوجهة التي نقل إليها المعتقلون، لكن ناشطين من المنطقة يرجحون وجودهم في سجن العقاب بين بلدتي البارة وكنصفرة، وهو السجن المخصص لمعتقلي الجيش الحر.
وفي ناحية إحسم في جبل الزاوية الواقعة جنوبي مدينة إدلب، قتلت القوة التنفيذية لـ”الهيئة” أحمد صبري طقيقة، واعتقلت شقيقه سامر، بالتهمة ذاتها، وسرعان ما أخلت سبيله بعد علمها بمقتل أخيه على يد عناصرها. وخلال العملية الأمنية اعتقلت “الهيئة” أحد القياديين في “لواء العباس” التابع لـ”أحرار الشام”، والذي يتخذ من ابلين في جبل الزاوية مقراً له، ما أدى لانتشار حواجز “الأحرار” على الطرقات الرئيسية واعتقال عدد من عناصر “الهيئة”.
وتوصل الطرفان بعد ساعات إلى اتفاق بإطلاق سراح جميع المعتقلين، فيما بقي مصير عناصر الجيش الحر مجهولاً.
وبات الانتماء إلى الجيش الحر في جبل الزاوية تهمة يمكن أن يعتقل بسببها الشخص، نظراً لتمويل الفصائل من قبل ما تسميه الهيئة “الغرب الكافر” أو من “تركيا المرتدة” بعد إعلانها التدخل في إدلب، ووجودها كطرف ضامن في مفاوضات أستانة. “الهيئة” كانت تغض النظر عن أولئك المقاتلين نظراً للاحتقان الداخلي ضدها بعد هجومها الأخير في رمضان على مقرات “الفرقة 13” في معرة النعمان، لكنها الآن عادت لاعتقال مناصري تركيا من الجيش الحر، كما كانت اعتقلت في السابق نضال الحاج علي، وهو أحد القياديين السابقين في “ألوية أحفاد الرسول”.
“هيئة تحرير الشام” أوعزت لأئمة المساجد الذين وضعتهم في مساجد المناطق التي تسيطر عليها للحديث في خطبة الجمعة عن تدخل تركيا “الكافرة” في سوريا، ودور “الهيئة” في حماية الثورة السورية ومعارضتها تقسيم سوريا، والمؤامرات التي تحاك ضد أهل الشام، وتحذير المقاتلين من المهاجرين من خطر التدخل التركي الذي يهدف للقضاء عليهم وعلى الجهاد في أرض الشام.
وفي السياق انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض مناطق إدلب التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام” ملصقات موجهة لـ”أردوغان وكلابه”، تحمل عبارات تهديد لـ”المرتدّين”، أي فصائل الجيش الحر المدعومة من تركيا.
ويرى ناشطون من إدلب أن “هيئة تحرير الشام” تحاول بهذه الخطب استدراج من تبقى من المهاجرين للالتحاق بصفوفها، وخاصة “الحزب الإسلامي التركستاني”. وذلك بعد انشقاق بضع فصائل عن “الهيئة” كان آخرها “لواء أجناد الشام” وكتيبة المدفعية التابعة له.
“لواء أجناد الشام” أصدر الجمعة بياناً أعلن مبايعته لأمير “أحرار الشام”، وانفصاله عن “تحرير الشام”، وتعيين “مجلس شورى” جديد للواء، وتعيين “أبو بكر مركزية” قائداً جديداً.
“حركة نور الدين الزنكي” بدورها أزالت راية “هيئة تحرير الشام” من حواجزها المنتشرة في بلدة سرمدا الحدودية، بعد أنباء تشير إلى وجود قائد الحركة “الشيخ توفيق” في تركيا للتنسيق مع القوات التركية في حال دخولها إلى الشمال السوري. “الزنكي” تعتبر أهم الفصائل في “تحرير الشام” بعد “جبهة فتح الشام” و”لواء الحق” و”جبهة أنصار الدين” و”جيش السنة”. وكانت الحركة تحالفت مع “فتح الشام” قبيل تهجير أهالي حلب، وشاركتها في القضاء على “تجمع فاستقم كما أمرت”، وسيطرت على مستودعات ذخيرته آنذاك.
حالة الجفاء بين “تحرير الشام” والفصائل العسكرية المكونة لـ”الهيئة” ازدادت بعدما علّق أبو صالح طحان عمله مع “الهيئة” منذ منتصف شهر حزيران/يونيو. وكان طحان، القائد العسكري السابق في “الأحرار” وعضو “مجلس الشورى” قد انشق عن “الحركة” وانضم إلى أمير “الهيئة” القادم من “الحركة” أيضاً أبو جابر الشيخ.
مصدر في “هيئة تحرير الشام”، قال لـ”المدن”، إن “الهيئة” لا ترفض وجود القوات التركية في إدلب، ولكنها ترفض وجود فصائل الجيش الحر التي ستدخل إدلب تحت الحماية التركية، ومنها “الفرقة 101″ و”لواء سمرقند” الذي يقودها الملازم أول وائل الموسى؛ وهو محسوب على “جبهة ثوار سوريا” التي حاربتها “جبهة النصرة” بمؤازرة “جند الأقصى” نهاية العام 2014، وأدت لزوالها.
وكانت “وكالة إباء” الناطقة باسم “هيئة تحرير الشام” نشرت أخباراً تفيد بتوغل القوات التركية في قرية عين البيضا بالقرب من خربة الجوز في ريف إدلب الغربي، وأن الجرافات التركية المدعومة بقوات عسكرية تجرف بعض التلال وتحرق أشجار المنطقة وتفتح طرقاً عسكرية في محيط القرية الحدودية. كذلك أوضحت مصادر لـ “المدن”، أن القوات التركية نشرت مدرعات عسكرية في الجانب التركي من الحدود بالقرب من بلدة أطمة، وأزالت أجزاء من الجدار الذي أقامته بينها وبين المناطق السورية، تمهيداً لبدء دخول قواتها إلى إدلب بهدف تنظيم اتفاق “خفض التصعيد” المتفق عليه في مؤتمر أستانة، بضمانة تركية روسية إيرانية.
ويعتري الغموض شكل التدخل التركي في إدلب، إذ تتضارب الأنباء بين دخول القوات حتى سهل الغاب في ريف حماة، ضمن اتفاق “خفض التصعيد” ليشمل كافة مناطق إدلب، أو مساندة قواتها ضمن عملية “سيف الفرات” من الطرف الغربي لعفرين، التي أعلن عنها الجمعة. لكن المؤكد أن فصائل الجيش الحر المشاركة في “درع الفرات” ستكون متواجدة تحت مظلة العمليات التركية المقبلة في عفرين وإدلب.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=18973
Ahmad najmمنذ 7 سنوات
جبهة أو هيئة أو?????? سموها ماشئتم قبل أن تصفوا تركيا بالردة تذكروا دعمكم من أي طريق!! وقبل التعدي على الجيش الحر والفصائل تذكروا تخاذلكم في حلب وتركها أو بيعها!! أما عن دعم الفصائل من الخارج بكل مافيها من سلبيات وماأكثرها وإيجابياتها القليلة فهل تظنون أنفسكم شعب الداخل??? فهناك فرق كبير بين
(نصرة لأهل الشام) ومحتلين ومكفرين وكارهين (لأهل الشام)