رجحت صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية أن تفشل سياسية الرئيس دونالد ترامب، الجديدة في سوريا، مؤكدة أن الأخير يكرر نفس خطأ سلفه باراك أوباما، في التعامل مع الملف السوري.
وذكرت الصحيفة في مقالٍ، الخميس، للكاتب جوش روجين، أن “ترامب” قلص الموارد الأمريكية المقدمة للمدنيين السوريين؛ حيث أعلن متفاخرًا إلغاء مساعدات لعودة الاستقرار في سوريا والبالغة نحو 230 مليون دولار.
ويرى الكاتب أن تخلي الولايات المتحدة عن التزاماتها المالية في سوريا سيؤدي إلى تقليص النفوذ الأمريكي على الأرض، رغم تأكيد ديفيد ساترفيلد، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، أن الرئيس ملتزم بموقفه من البقاء في سوريا، علمًا أن “ترامب” سبق له أن تعهد بسحب القوات الأمريكية من سوريا.
واعتبر الكاتب أن “ترامب” يكرر خطأ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، عندما يحاول التفاوض مع روسيا دون وجود قوة حقيقية على الأرض.
إعلان
وأوضح أن المشكلة الكبرى “في نهج إدارة (ترامب) الجديد في سوريا هو إيمانها بأن روسيا مهتمة بالتعاون مع الأمم المتحدة، فالوقائع التي تسند مثل هذا الاعتقاد قليلة، وهو نفس الخطأ الذي ارتكبته إدارة سلفه (أوباما)، فحتى (بومبيو) وزير خارجية (ترامب) أقر في شهادةٍ حديثة له، بأن بلاده لا تملك النفوذ الكافي لدفع عملية السلام في سوريا”.
وأضافت الصحيفة، أن “السيناتور ليندسي غراهام، يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يريد من الغرب أن يعيد بناء سوريا، وأولويته في ذلك مساعدة النظام وليس المدنيين”.
واعتبر “غراهام” أن الاعتقاد بأن فشل “بوتين” في الحصول على المال سيدفعه إلى الإسراع بالعملية السياسية ووضع حدٍ للحرب في سوريا هو اعتقاد ساذج، وسبق لإدارة “أوباما” أن أيدت توقعه، عام 2015″.
إعلان
وأكد السيناتور الأمريكي، أن “(بوتين) لا يعطي أي اهتمام لإعادة بناء سوريا، روسيا وإيران هما من تسبب في هذه الفوضى في سوريا، نحن في أمريكا يمكن أن ندفع المال مقابل التخلص من الفوضى التي خلفتها روسيا”.
وكانت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أكدت في تقريرٍ لها أن الرئيس “ترامب” يبحث عن مخرجٍ من سوريا؛ حيث أعلن في تغريدةٍ، بتاريخ 18 أغسطس/آب الجاري، أنه وضع حدًا لــ “الدفع السخي” لمبلغ 230 مليون دولار من المساعدات المدنية لسوريا.
إعلان
واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة تندرج في إطار مساعي الرئيس الأمريكي إلى تسريع الانسحاب الأمريكي من سوريا وترك المجال مفتوحًا لـ”نظام الأسد” بدعمٍ من موسكو وطهران، خاصةً بعد لقائه بنظيره الروسي في هلسنكي.
وفي هذا الإطار، جدد مستشاره للأمن القومي جون بولتون ، التأكيد على أن الأولويات كانت لاستكمال تدمير خلافة “تنظيم الدولة” والقضاء على الوجود الإيراني.