ربطت أمريكا قرارها الانسحاب من سوريا بالتوصل إلى السلام من قبل الدبلوماسيين.
وفي مؤتمر صحفي لوزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، الاثنين 30 نيسان، في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، قال فيه “نحن لا نريد مجرد الانسحاب، قبل أن يظفر الدبلوماسيون بالسلام، أنت تفوز بالمعركة ثم تظفر بالسلام”، وفقًا لوكالة “رويترز”.
وتمثل تصريحات ماتيس إحدى “أقوى الإشارات” حتى الآن على أن الانسحاب الأمريكي الكامل غير محتمل في أي وقت قريب.
وأثار حديث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن سحب قواته، مطلع نيسان، جدلًا كبيرًا في الأوساط السياسية، بعد إعلانه مغادرة سوريا “قريبًا جدًا”، وتركها للأطراف الأخرى لتهتم بالأمر.
كما أكد مرارًا أنه في حال أرادت الرياض بقاء القوات الأمريكية في سوريا وحمايتها من إيران فعليها دفع الفاتورة.
تلاه عقد صفقة سلاح جديدة بين أمريكا والسعودية بقيمة 1.13 مليار دولار، تتضمن معدات عسكرية، سبقها اتفاقيات دفاعية وصفقات عسكرية وتعاون دفاعي بقيمة مئات المليارات من الدولار، على مدى عشر سنوات.
وتقدم السعودية هذه الصفقات على أنها للحد من المد الإيراني في العالم العربي، بينما يتردد في الأوساط السياسية أن أمريكا تبتز الرياض بذريعة وجود إيران.
أعقب ذلك فيما يبدو تراجع من ترامب عن ذلك الموقف، قبل أيام، من خلال التعبير عن رغبته في ترك “بصمة قوية ودائمة”، والتي عادة ما تشير في الأدبيات العسكرية إلى بقاء القوات العسكرية.
وقال ماتيس إن الولايات المتحدة وحلفاءها على أعتاب نصر تاريخي على تنظيم “الدولة الإسلامية”، مضيفًا أنهم لا يريدون ترك سوريا وحسب بينما لاتزال في حالة حرب.
وطرد تنظيم “الدولة” من معظم الأراضي التي سيطر عليها في 2014، على جانبي الحدود، خصوصًا في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية.
لكنه لا يزال منتشرًا في بعض الجيوب، خاصة في محافظة دير الزور شرقي سوريا، كما يحاول الاستفادة من انسحاب عدد من القوات الكردية التي تم نشرها في شمالي سوريا لمواجهة هجوم يشنه الجيش التركي.
وكان من المقرر أن يلتقي ماتيس في وقت لاحق مبعوث الأمم المتحدة بشأن سوريا، ستيفان دي ميستورا، “لرؤية أين توجد عملية جنيف وما يمكننا فعله”، على حد قوله.
وأشار ماتيس، قبل أيام، أن أمريكا “ربما ستأسف” لعدم الاحتفاظ بقوة أمريكية، تضمن عدم عودة التنظيم للظهور.
وسبق أن استبعدت “هيئة التفاوض العليا” المعارضة، قبل أيام، سحب أمريكا قواتها من سوريا، مشيرة أنها غير قادرة على تحمل عواقب الانسحاب، فهي لم تحقق بعد أيًا من أهدافها.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=52134