تعتزم وزارة الصحة التركية توظيف عدداً من الأطباء السوريين في مستشفيات ولاية مرسين جنوبي البلاد، وذلك بعد إخضاعهم لدورة تدريبية تخصصية، وفق ما أعلنت عنه الوزارة قبل أيام.
وأوضحت “دائرة الخدمات الأهلية في الجمعية العامة للمستشفيات” في مدينة مرسين، أنّ الدائرة أعدّت خطّة تدريبية للأطباء السوريين تهدف فيما بعد إلى توظيفهم في المرافق الصحية في الولاية.
وقال رئيس الخدمات الإدارية في الجمعية العامة للمستشفيات في مرسين (ليفانت أوزباي) إن وزارة الصحة التركية تعمل على إعداد خطة لتدريب الأطباء المختصين الذين من المزمع توظيفهم في المرافق الصحية في المدينة التي يسكنها حوالي 250 ألف لاجئ سوريّ بصفة مؤقتة.
ونوّه (أوزباي) إلى أن هذه الخطة سيتمّ العمل عليها بشكل عاجل، حيث سيخضع الأطباء السوريون لدورة تدريبية عاجلة، ليدخلوا إلى المستشفيات بصفة رسمية.
إعلان
تسهيل الاستشفاء
الطبيب (سليمان أولغار) والذي يعمل في “مستشفى طوروس” الحكومي التركي بمرسين أوضح في حديث لـ(أورينت نت) أنّ هذه الخطوة تأتي ضمن عملية دمج السوريين في المجتمع التركي، وتشمل الأطباء السوريين الحاصلين على الجنسية التركية بالدرجة الأولى.
وأشار (أولغار) إلى أنّ هذه الخطوة من شأنها تسهيل عملية الاستشفاء للمرضى السوريين “حيث يقصد مئات السوريين اللاجئين في مرسين مستشفيات المدينة الحكومية، وغالباً ما تقف اللغة عائقاً في توصيف الحالة المرضية ما يستدعي توظيف مترجمين عرب ليكونوا صلة وصلٍ بين الطبيب والمريض، إلّا أنّ الأمر غير كافٍ، فعمدت الوزارة إلى جعل الطبيب السوري موظفاً في المستشفيات بحيث يكون مراجعوه بالدرجة الأولى عرباً، ومن ثمّ أتراكاً”.
إعلان
لا استقلال للطبيب السوري!
بالمقابل، استبعد الطبيب (عبد الحكيم خطيب)، وهو أخصائي أمراض وجراحة هضم، نجاح هذه الخطّة، منوّهاً إلى أنّ القانون التركي لا يسمح للطبيب السوري أن يزاول مهنته بشكل صحيح في المستشفيات التركية.
إعلان
واعتبر أنّ خطوة افتتاح مستشفى خاص للسوريين في مرسين هي الخطوة الأفضل، خصوصاً وأنّ اللغة لا تزال عائقاً أمام السوريين في تركيا عموماً.
وقال الطبيب في حديث لـأورينت نت، إن هذه الخطّة ولو جرى تنفيذها فهي لا تسمح للطبيب السوري بالاستقلال كطبيب، إنما سيكون عاملاً تحت إشراف طبيب تركي، وفي هذه الحالة لن يتحمّل الطبيب التركي المشرف خطأ الطبيب السوري في حال حدوث خطأ، وفي نفس الوقت لا يمكن أن يتحمّل الطبيب السوري الخطأ الطبي وحده.
ودعا (خطيب) إلى منح الأطباء السوريين رواتب جيدة في المستشفيات السورية داخل سوريا، والتي تشرف عليها الحكومة التركية، في مناطق “درع الفرات”، مشيراً إلى أنّ الأجور القليلة للأطباء في المستشفيات داخل سوريا هي التي تمنع الأطباء السوريين المقيمين في تركيا من الذهاب للعمل هناك.
تجاوز عقبات الطبابة
أما السوريون في مرسين فقد اعتبروا هذه الخطوة ناجحة، وضرورية منذ سنوات، لما تسببت به اللغة التركية من عوائق في إيصال المعلومة والتواصل بشكل عام بين المريض السوري والطبيب.
وكان السوريون يتكلّفون بمبلغ مالي لمترجم غالباً لم يكن على دراية تامّة بالمصطلحات الطبية، حيث كان المريض السوري يستقدم معه مترجماً عادياً ليشرح المرض للطبيب التركي، وتسببت هذه الحالة بأخطاء طبية عدّة.
وأغلقت وزارة الصحة التركية، في وقت سابق، معظم المراكز الطبية السورية الخاصة أو التي تتبع لمنظمات طبية أو إنسانية، وافتتحت مراكز طبية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي. حملت اسم (مراكز المهاجرين الصحية) حيث يعمل عشرات الأطباء السوريين في مرسين بصفة خاصة، من خلال افتتاح عيادات مرخّصة، تقدّم خدمات طبية للمرضى السوريين والعرب بشكل عام في المدينة.
يشار إلى أنّ الحكومة التركية كانت قد منحت الجنسية التركية لعدد من السوريين من حملة الشهادات الجامعية، وفي مقدّمتهم الأطباء السوريون.
ويسكن في مرسين جنوبي تركيا نحو 250 ألف لاجئ سوريّ منذ مطلع عام 2013 بصفة لجوء مؤقّت، أغلبهم من حملة الشهادات الجامعية، والعاملين في الأعمال الحرّة والتجارية.
المصدر: أورينت
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=78196