قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، الثلاثاء، إن وجود منظمة “بي كا كا” الإرهابية في قضاء سنجار شمال العراق يشكل تهديدًا لتركيا، وإن بلاده “تريد رؤية انسحاب بي كا كا من المنطقة”.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها ماتيس، خلال زيارته المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع (بنتاغون)، حيث تطرق إلى عدد من المواضيع بينها ترحيل الدبلوماسيين الروس، والمباحثات المستمرة مع تركيا.
وأضاف ماتيس أن “هناك تهديدًا لـ بي كا كا ضد تركيا، في سنجار الواقع مباشرة في الطرف الأخر من الحدود بشمال العراق. كما تعلمون فإن بي كا كا تصنّف ضمن القوائم الإرهابية لدى الولايات المتحدة. لقد قتلوا العديد من الأتراك الأبرياء، ونريد رؤية انسحاب بي كا كا من سنجار”.
وحول ما إذا كانت بلاده ستدعم عملية تركية محتملة ضد “بي كا كا” في سنجار من عدمه، أوضح ماتيس أنه لن يقدم معلومات حول عمليات مستقبلية.
إعلان
من جهة، ثانية قال ماتيس إن تركيا تعزز وضعها في منطقة عفرين السورية، لكنه أشار إلى أنهم لم يلاحظوا تحركات (القوات التركية) تجاه منبج.
والسبت الماضي، أعلن الجيش التركي تحرير كامل قرى وبلدات منطقة عفرين من تنظيمي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش” الإرهابيين بفضل عملية “غصن الزيتون”، التي انطلقت في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، بالتعاون مع الجيش السوري الحر.
* متفائل حول المباحثات مع تركيا
إعلان
ولفت إلى أن بلاده تجري مباحثات دون تعثر مع تركيا بشأن منبج، مضيفًا: “متفائل بإيجاد حل. كانت لدينا أوقات صعبة في السابق أيضا”.
وردًا على سؤال لمراسل الأناضول حول ما إذا كان هناك مقترح أمريكي بشأن منبج في ضوء عزم تركيا دخول المدينة وطرد عناصر “ي ب ك” منها، قال ماتيس إنه يفضل بحث هذا الموضوع مع الأتراك وجهًا لوجه بدلا من الحديث عنه أمام الإعلام.
إعلان
وتابع ماتيس: “تركيا شريك في حلف شمال الأطلسي (ناتو). ولقد وقفنا بجانب بعضنا. وحدثت خلافات كبيرة في سوريا وخاصة حول بعض المسائل. لكنها لم تؤثر على وضوح وكثافة مباحثاتنا”.
وأردف: “هذا الموضوع حساس جدا بالنسبة للأتراك، هناك العديد من الأبرياء الذين قتلوا على أيدي بي كا كا. ما نقوم به هناك هو القضاء على تنظيم داعش الإرهابي. نحن مضطرون للوضع في الحسبان، جميع التيارات المتصارعة في ساحة معركة معقدة”.
* طرد الدبلوماسيين الروس
من جهة أخرى، وفيما يتعلق بطرد الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية الدبلوماسيين الروس، أوضح ماتيس أن روسيا استخدمت للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية أسلحة كيميائية في أوروبا. (تعليقًا على تسميم العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال في بريطانيا).
وتطرق ماتيس إلى طرد حلف شمال الأطلسي (ناتو) 7 أعضاء من البعثة الروسية لديه على خلفية تسميم “سكريبال”، قائلًا: “لم يطردوا فقط هؤلاء الدبلوماسيين، وإنما قاموا بإلغاء المواقع المخصصة لروسيا أيضا”.
وأضاف أن الناتو يعمل على إنشاء آلية للعمل مع روسيا، مشيرًا أن “هذا لم يعد موضوع عمل بفضل المواقف الروسية. روسيا اختارت أن تكون منافسًا استراتيجيًا يرقى مستوى أنشطة خطيرة للغاية”.
* الأنشطة العسكرية الروسية في دير الزور السورية
قال وزير الدفاع الأمريكي إن الميليشات والجنود الروس المساندين للنظام السوري، وقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن المتواجدين في محافظة دير الزور السورية انسحبوا نسبيًا للخطوط الخلفية.
وأضاف أن الانسحاب سببه ترك مساحة فصل بين الطرفين، لافتًا إلى أن الميليشيات المساندة للنظام بمن فيهم الروس بدأوا يتجمعون في المنطقة من جديد.
وأشار إلى أن عملية الانسحاب جاءت عقب الاتصال الهاتفي بين قائد القيادة المركزية الأمريكية، الفريق أول جوزيف فوتيل، ونظيره الروسي فاليري غيراسيموف الأسبوع الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن الميليشيات المساندة للنظام السوري كانت قد هاجمت معسكرًا لتنظيم “ب ي د/ بي كا كا”، الذي يستخدم اسم قوات “سوريا الديمقراطية” واجهة له، وكانت تتواجد فيه أيضا قوات أمريكية.
وردت الولايات المتحدة على الهجوم، بقصف جوي قتل خلاله أكثر من 100 عنصر من الميليشيات المساندة للنظام السوري.
إعلان